HOME MESSAGES

فاسولا رسولة يسوع للكنيسة الواحدة

 للمطران خليل أبي نادر

 ما يُدْهِشني وَيُفْرِحني، عندما أسْمَع فاسولا أو أقرأ كتاباتِها المُلهمَة الموحى بِها إليها من الآب السَّماوي، وهي اليونانيّة الأُرثوذُكْسِيَّة، إنّ كَلامَها لا يعنِي كنيسة ما، بل يَسْتَهْدِف دائمًا الكنيسة الواحدة الجامعة الرَّسوليَّة المُقَدَّسة، كما أرادَها يسوع: رعيّة واحدة لِراعٍ واحد. الكاثوليكي والأرثوذكسي، بِنَفْسِ الايمان، يسمعُ ما تقولُه عن الآبِ السَّماوي ومَحَبَّته لنا، أبنائه، وعَنْ نِعَمِ الرَبّ يسوع في الإفْخارِسْتِيّا وعن طهارَةِ أمّنا العذراء مريم ونقاوَتِها وبركاتِها.

فاسولا لا تُفَرّقُ أبداً بين كنيسةٍ وكنيسة، وكأنّها صوتُ يسوع قائِلاً لنا، صارخًا: وحدةُ الكنيسة، وحدةُ الكنيسة. بِهذه الرُّوح، أتَتْ لبنان ومَعَها مطرانًا لاتينيًّا وكاهِنًا أرثوذكسيًّا. إستَقْبَلَها المؤمنون بِحفاوةٍ وصَلاة، لدى الآباء الموارنة في انطلياس، لدى اللاتين في الحمرا، لدى الآباء البولسيّين في حريصا، كما استقبَلَها البطريَرْك الماروني في بكركي بِعَطْفٍ خاص. وقالَتْ لي عند مُغادرَتِها لبنان: زِرْتُ أكثر من خمسين بلداً في العالم وكنْتُ في مُنْتَهى السعادة في لبنان، ولبنان في انتظارِها سنةَ الألفين للصلاةِ معَها وبِروحِها الجامعة.

ولِحُسْنِ حظّنا الكنسِيّ، لنا أيضًا في دمشق، في سيدة الصوفانيّة، يُنبوعُ الزَّيتِ المقَدّس، رسولةُ إيمانٍ وصلاةٍ وتوبَةٍ ومَحبَّة في سبيلِ رعيّةٍ واحدة، تَمامًا بِروحِ فاسولا، هي ميرنا، في انخِطافٍ روحي أمام العذراء مريم منذ 1982 حتّى اليوم.

رِسالةُ العذراء، بِواسطة فاسولا وميرنا، كما في مديغورييه وفاطيما ولورد، هي هي، صوتٌ صارخٌ في البريّة : صلّوا، صلّوا، صلّوا. ما إلهكم إلاّ إلهُ حُبٍّ ورحمةٍ وغُفرانٍ. صلّوا لِوَحدةِ الكنيسة، فأُساعِدُكم جميعًا، بدءًا من توحيد عيد الفصح كما أراده البابا بولس السادس وبطريرك اسطنبول أتيناغوراس، عندما اجتمَعا في القدس سنة 1965، أراداه في الأحد الثاني من نيسان، واحدًا لِجَميعِ الكنائس، لا كما يرى القمر كلُّ واحدٍ على حِسابه. هكذا تمَّ في التاريخ، بالاتِّفاق، تَوحيدُ عيد الميلاد في 25 كانون الأول. وكان ما كان. الإيمان بِمُحتوى العيد يجمعنا لا القمر. وإيمانُنا واحدٌ والحمدُ لله! ثمّ يكون لنا توحيد الكنائس الكاثوليكيّة والأرثوذكسيّة على أساس إيمانها الواحد بالذَّبيحَة الإلهيّة "هذا هو جسدي، هذا هو دمي"، وبإيماننا الواحد بأمّنا العذراء مريم التي حُبِلَ بها بلا دنس وحَبَلَتْ من الرُّوح القدس وأعطَتْنا الربّ يسوع إلَهًا وانسانًا ومُخلِّصًا. وكفى! وما عدا ذلك، هو عملُ اللاهوتيين المؤمنين الصالحين ومجامع الكنيسة.

صلّوا، صلّوا، صلّوا، مع فاسولا، ولكم رعيّة واحدة لِراعٍ واحد، كما أرادَها يسوع. واشهدوا، معًا، للابن الَّذي وُلد من بتول. بالإيمان والمحبّة تُنقَل الجبال!

 

بيروت 8 كانون الأول 1999 – عيد الحبل بلا دنس

المطران خليل أبي نادر


عودة إلى الصَّفحة الأصليَّة