8/3/1987

17/3/1987

18/3/1987

19/3/1987

20/3/1987

21/3/1987

22/3/1987

23/3/1987

26/3/1987

8/3/1987

*  فاسولا، يا محبوبتِي، أُريدُ أنْ أُذَكّرَكِ مُجدَّدًا أنّنِي لا أُحابيكِ على بَقيَّة أولادي، لأنّكِ غيرُ مستحقّةٍ وجدارتَكِ لا تساوي شيئًا بِنَظري، ولَكِن رُغم ذلك فإنّي أُحبُّكِ. لَقَد منحتُكِ هذه النِّعْمَة لأنّ هذه هي إرادتِي. كونِي رسولتِي وسأُظهرُ نفسِي مِن خِلالِكِ. لا تَظنّي، أَنّنِي أناقضُ نفسي. إنَّ حُبّي لكِ بلا حدود وأنتِ مَحبوبتِي، بِما إنّي قد اختَرْتُكِ. لا تَظنّي ولَو لِلَحظة، أَنَّنِي بعد أَنْ أَريتُكِ ضعفَكِ، قد قلَّ حُبّي لَكِ. أنا أَبوكِ القدّوس الَّذي يَعرفُكِ، وإذا لَم أُظهِرْ لكِ خطاياكِ فمَن تُراه سَيَفعَل؟ فاسولا أنتِ زهرتِي الضَّعيفَة الَّتِي أُنَمّيها وأَجعلُها تَرتَوي مِن قوَّتِي لِتَكبَر. أُريدُ أنْ أذكّرَكِ أنّ هذه الإيحاءات الَّتي أُعْطيكِ ليسَت لِمنْفعتِكِ وحدكِ ولَكِن أيضًا مِن أجلِ الآخرين الَّذين هم بِحاجة ماسّة إلى خبزي. أتَيتُ لأقيتَ جميعَ الجائعين. رسالتِي هي رسالةُ سلام وحبّ، لأذكِّرَكُم بأَصْلِكُم وبِخالقِكُم. أتيتُ لأُخْبرَكم أنّ جَسدي هو كنيستي، نعم كنيستِي الَّتِي تَملأُ كلَّ الخليقة. أتيتُ لأُظهرَ رَحْمتِي لِهذا العالم. وأنتِ يا فاسولا، كُنتِ مِن بَينِ الكثيرين الَّذين كانوا يَجْرحونَنِي، الَّذين لَمْ يَسْتَجيبوا قط لنداءِ حُبّي والَّذين يَملأوننَي بالمرارة. أَيُّ مرارة أكبر مِن عدمِ الحصولِ على جوابٍ لِحبٍّ عطشانٍ وعظيمٍ كحبّي؟ وَبَدَلاً مِن ذلك، رحتِ تَبحثينَ في صحرائِكِ عن الملذّاتِ المادية اليوميّة، فتَعْتبرينها كآلِهة، وتَعْبدِينَها فتَبْتَعدين عنّي أَكثر فأكثر، وتسْقينَنِي مرارةً وتَجرَحين قلبِي، قلبَ الإلهِ الحيّ، الَّذي لا تُفتّشين عنه ولا تُحبينه، هذا الإله المنْسي كليًا. ابنتِي، هل كنتُ بعيدًا إلى هذا الحدّ عنكِ؟ تعالي، تعالي واشْعري بِقلبِي. إنّ قلْبِي يُناديكُم جَميعًا. يا أبنائي، يا بناتِي، تعالَوا… اقتَرِبوا منّي أكثر، عودوا إليّ، اسْمَحوا لِي أَنْ أَحملَكُم، دعونِي أَغوص بكم في أعماق قلبِي فيَلتَهِمكم ويَمنحكُم سلامًا عميقًا. تعالوا وادخلوا في حقلِ سلامي وحبّي الرّوحِي. تعالوا إليَّ وكُلوا جَسدي، لأنّ خُبزي نَقيٌّ وسيطهّرُكُم. جسدي[1] يُناديكُم بِشدّة! تعالوا لِرؤيتِي، أَنا مَنْ يَقضِي النَّهارَ واللَّيل في بيتِ القُربان ينْتَظرُكم ليغذّيَكم. لا تَتَردَّدوا و لا تَخافوا مِنّي، لا تَنكرونِي. لماذا تَرفضون إعطائي مكانًا في قلوبِكم؟ تعالوا، تعرّفوا إليَّ فتحبّونَنِي، وإلا كيفَ تُحِبّون من لا تعرِفون أَو مَن مَعرِفتُكم بِه ناقصة. إسعوا لِمعرفتِي جيّدًا فتحبّونِي بِحَرارة.

فاسولا، لقد كُنتِ ضالّةً وبالتالِي مُنفَصِلةً عَنّي، كُنتِ قد ابتعدتِ عن الحقيقة، مُحوّلةً الخير إلى الشَّرِّ مُنْجَذبةً إلى الشَّرِّ أكثر منكِ إلى الخير.

 تَعالوا إذًا، أنتم يا مَن كُنتُم دومًا تتجَنّبوننِي وأَعْطونِي خطاياكم كَي أستطيعَ أن أغفرَها لَكم. تعالوا وتغَذّوا منِّي، وأَفرغوا قلوبَكم فيّ ودعونِي أملأها بالحبّ. أعرفُ أنَّكم ضعفاء، لَكِن اسمحوا لِي أَن أعملَ بكم جَميعًا. أحِبَّائي، أعْطوني موافَقتَكم، دعونِي أَقْتَلعُ كلَّ ظلامِكم، أَرميه بعيدًا وأَزرعُ فيكم بذورَ سلامي وحبّي. دعونِي أطهّركُم.

فاسولا، لا تفعلي أكثر، سأُكملُ لاحقًا. لا تنسي حضوري وتذكَّري دائما: نَحن.

*     ربّي، سأتذكّر وسأُحاول.

*   لِنَذهب.

*     لِنَذهب.

)   لاحقًا )

*  تعالوا لِتَتعرَّفوا إلَيَّ. لَستُ بعيدَ المنال. نَسيرُ جنبًا إلى جَنب. تَحيَون فيّ وأنا فيكم، لا نَنْفَصِلُ أَبدًا ، أَبدًا. تعالوا استقوا مِن طيبتِي اللامتناهية ودعوا قساوتَكم تذوبُ في نقاوتِي.

آه، يا ابنتِي، رغم أنّ العَديدَ مِن أولادي الأحبّاء قد تَطهّروا بالمعموديّة، قليلون هم الَّذين يعرفونَنِي كما أنا. إنّهم يَنْسَوْنَ أَنْ يرَوْا فيَّ الأبَ المُحِبّ. كثيرون من بينهم يتركوننِي لِظنِّهم أنَّنِي بعيدُ المنال. وكَثيرون يتخيلّوننِي على طريقتِهم ناسبين إليَّ على الدَّوامِ مشاعرَ ذاتَ ميولٍ دنيئةٍ  . بعضهم لا يُفكِّر بي إلاّ بِخَوف، والبعض الآخر لا يزالُ يشكُّ بِحبّي اللامتناهي.

)   هنا قوطعتُ: وصلَتْ صورةُ الكفن المقدَّس الَّتِي طلبتُها، فتأمَّلتُها ثُمَّ تابَعْتُ الكتابَةَوأنا أنظرُ إليها.)

*  تذكَّري، ما زلتُ أتعذَّب. فاسولا، كَم أنا مشبعٌ بالمرارة! لماذا؟ لماذا تشتَّتَتْ هكذا نعاجي كُلُّها؟ انْظري إليهم، هل ذَهَبَت تَضْحِيَتي سدًى؟ ابنتِي، كم أنا حزين، إنَّ روحي مُمَزّقةٌ تَمامًا، أنا أتعَذَّب. غَذّي نِعاجي ولا تَملّي من الكتابة.

*     كلا يا ربّي، لَن أمَلّ.

*  سأمنحُكِ القوَّةَ الَّتي أنتِ بِحاجةٍ إليها. تعالي لِنَعمَل . لنُكمِل. أنا سيّدُكِ. أفرحينِي ولا تَنسَي حُضوري. فاسولا، لقد شعرتِ بِحضوري. في الواقعِ كنتُ جالسًا على زاويةِ سريرِكِ. دعينِي أنشر ما كَتَبْت: هذا أنا يسوع. أنا الآن جالسٌ، ولكن في هذه اللّحظة سأنْهَضُ بِما أنّكِ أنتِ أيضًا ستنْهَضينَ.

)   فور انتهاء يسوع من إملاء هذه الكلمات، قرعَ أحدُهم ألبابَ بقوّة. وانتفّضـتُواقِفةً. فوجدتُ نفسي مضطربة: كان خادمُ بيتِي قد أَتى ليقولَ لِي شيئًا…
في هذا المساء كثَّفَ يسوعُ حضورَهُ بقوّة.)

*  أُحبُّكِ، لا تَملّي مِن الكتابة. ما أرغبُ به هو أن تُعطينِي هذه الحرِّية في استعمالِكِ.

*     يسوع، أنتَ رائع!

*  كوني دائمًا فرِحة عِندما أكون أنا فرحًا. إتبعينِي. إنَّكِ لَتجرَحيننِي حين تنسين  حُضوري. لا تَنْسي حضوري أبدًا، أبدًا!

*     لكن يا ربّ، هذا صعب، أحيانًا يَجِب أَنْ أقودَ سيارتِي، يَجِب أنْ أُركِّز على الطَّريق؛ أتَحدَّث مع رفاقي بِمواضيعَ مُختلفة؛ أُساعد ابنِي في فروضه؛ إذًا، كيف أستطيع أنْ أُبقِي حُضورَكَ في فِكري باستمرار؟ هذا شبهُ مُستحيل!

*  فاسولا، يا زهرتي، عند ما تَكونين بأوضاعٍ كهذه يَجب فقط أن تَتَذكَّري الفضائل، أن تكوني متواضعة، مُخلصة، عذبة، لطيفة، صادقة، مُحبّة. نعم أَنْ تكوني فاضلة، يَعْنِي أَنْ تتذَكَّرينِي. تعالي، لنَذهب. أُريدُ أَنْ أُفهمَكِ أنّني بالواقعِ أقتَربُ مِنْكُم بطريقةٍ فائقة الطَّبيعة عندما أُعطيكُم رسائلي. لا تنسي أنّنِي إلهُ الرَّحمة، وبالرّغم مِن حقارتِكِ وعدمِ مبالاِتكِ السَّابقة بي، أنا أُحبُّكِ. لقد منحتُكِ هذه الموهبة كي تَتعلّمي مُباشرةً من شَفتَيّ. فاسولا، أشعر بارتياح، عندما أستريحُ في قلبكِ.

)   فيما بعد. سيطرَتْ عَلَيّ مَوجةٌ مِن الشُكوك.)

*  تعالَي، ألعذابُ يُطهِّرُكِ، اتّكِئي عَليّ، اقبَلي أنْ تَتَعذّبي، كفِّري، كفِّري، كفِّري عن آخرين. تعالَي لنُحيي أولادي كلَّهم.

)   هنا شعرتُ كليًّا باليأس!)

*     لكن يا ربّي، أنا عاجِزة، فكيف أستطيعُ أَن أفعلَ أيّ شيء؟

)   قال لِي يسوعُ بكثيرٍ مِن الحَنان:)

*  هل تَخلَّيتُ عَنكِ يومًا؟ إستعملي بذوري وازرعيها في حقولٍ تُثمرُ ثِمار السَّلام والحبّ. ولتُصْبِحْ كلِمتِي معروفةً عند الجميع . سأكونُ دومًا بِقربِكِ.

*     لنفترض أَنّهم رفضوها ووضعوها جانبًا وهم يشكّون؟ لِنفترضْ أنّهم لَم يصدِّقوها؛ لنَفْتَرِض أنّهم يَشُكّون أنّها مِنكَ؟

*  فاسولتِي، اسمعيني، لماذا أنتِ خائفة؟ كلُّ خليقتي صنعتها يَداي. هل نسيتِ أنّنِي ضابطُ الكلّ؟ كلُّ الخليقةِ تَخضَعُ لإرادتِي. صغيرتِي، أنا العَلي فمجِّدينِي، كونِي كالزَّهرة الَّتِي تَحْتاجُ إلى نوري لِتعيش.

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

17/3/1987

)   ظهرَ يسوع مَع صليبِه.)

*  فاسولا، هل تريدين أن تَحْمِلي صليبِي الآن؟

*     يسوع، إنّي أفعلُ حسب مشيئتك.

*  أُشعري، أُشعري كم هو ثقيل. أنا بِحاجة لأنْ أَسْتَريح. اتبعينِي، اقتربِي منّي أكثر. أريدُ أنْ أُحَمِّلَكِ صليبي الثمين.

)   لاحقًا في ذلك النَّهار، شَعَرتُ بِحزنٍ لا يُوصَف، وبِحاجة كبـرى لأن يُريْحَنِـييسوع، دون أن أستطيعَ إيْجَادَه.)

*  لقد شعرتِ بِحملي الهائلِ عليكِ. لا ترفضي أبدًا صليبِي. حِملي ثقيل. فاسولا لا تُفتِّشي أبدًا لماذا أرفَعُكِ إليّ[2]، دَعينِي حرًّا بأن أفعلَ بكِ ما يرضينِي، إلى أن آتي لأحرِّرَكِ. محبوبتِي، إرشادُكِ لَه عذابُـه الشَّديد. إنَّكِ تُحاوِلين إدراكَ الحقيقة دون أنْ تَجِديها فهذا ما يسبّبُ لكِ العَذاب. تعذّبي من أجلي، فالعذاب يُطهِّرُ نفسَكِ. قدِّمي نفسَكِ لِي ولا تُحاولِي أن تفهمي، آمنِي فقط. دعينِي حرَّ التصرُّف فيكِ، ومِن خلالِكِ سأُظهِرُ كلمتِي، وهكذا سأُشفي أولادي. آمنِي بِحُبّي الفادي. صَليبِي ثقيل، نعم، سآتِي مرارًا كَي أأتَمنَكِ عَليه. أنتِ عروسي،

 محبوبتِي، وزهرتِي. عندما تَحْملين صليبِي من أجلي، تُريحيننِي. في عُمْقِ إيحاءاتي الَّتِي أُوحيها إليكِ تَجدينَ حبًّا مريرًا منَ الحزن، مِن الأوجاعِ وعذابات أخرى، تَخرجُ من أعماقِ نفسي. تعالَي واسمعي مرَّةً أخرى قلبِي واشعري كيف يَتمَزّق، وكيف يبحثُ عنكم جَميعًا!

)   بعدها، كما لو أنّ يسوع لَم يَعُد يستطيع احتماله، انطلق صوتٌ من أعماقِ نفسهِالموجوعة، وكأنّهُ على وشكِ الموت مِن الحزن.)

*   أيّتُها الخليقة الَّتِي خلقَها أبي بِيده، لماذا؟ لماذا تسبّبين لِي كلَّ هذا الحزن!!

)   ثمَّ التفتَ نَحوي بوجهٍ وصوتٍ جدِّيَين وقال:)

*  هل فكَّرتِ يومًا بِي قَبْلَ أَنْ آتِي إليكِ؟

)   شعرتُ بالذَّنب.)

*     كلا، لَم أُفكِّر بكَ أبدًا.

)   تابعَ يسوع بصوت جدِّي: )

*  هل كنتِ لِتأتِي إليَّ لو لَم آتِ إليكِ وأَجدكِ؟

)   شعرتُ بذنبٍ أكبر. )

*     لا أعتقد ذلك.

*  والآن هل تُحبّينَنِي؟

*     نعم يا ربّي، أحبُّك.

*  إنّ إرشادي غيَّرَكِ، أليس كذلك؟

* نعم[3]، لقد غيَّرنِي.

*  هل تُريدين أن تـجمعي أولادي وتُغذيهم؟

)   شعرتُ أنّني عاجزة.)

*     إلهي، كيفَ أستطيعُ ذلك؛ بأيّةِ طريقة؟

)   أردْتُ أَنْ أُفرِحَه، أَنْ أشكرَهُ، فلم أستطع.)

*  فاسولا، ثِقي بي، دعينِي أُرشدكِ. دعينِي أجْمع أَولادي. أَعلمُ أنَّكِ عاجزة، أعلمُ أنَّكِ ضعيفة. أَتَرَين، لا تستطيعين شيئًا بدونِي. لِذا هَل تَدَعينَنِي أسْتعملُكِ كأداةٍ لي إلى أن أُنْهي رسالتِي؟

*     نعم طالما إنَّ هذه الرِّسالة هي منكَ، يا يسوع.

*  أنا يسوع! لا تَشكّي أَبَدًا. لا تَملِّي مِن الكتابة. كلُّ كلمةٍ تَخرجُ من فمي ستُشعرُكِ بِجراحاتِي. أنا أقودُكِ مَعي إلى داخلِ مُحيط عَدُوِّي المُظلِم، لأُريَكِ كم تتعذّبُ النفوس[4]. أنا أَسكبُ عَلَيكِ كلَّ عذاباتِي الَّتِي تَجْرَحُنِي في العمق. كاهنتِي، لأنّكِ كاهنتي، سَتَسيرين مَعي، لَن أتَخلّى عنكِ أبدًا. معًا سنَتَشاركُ في صليبِي، معًا سنتعذّب، معًا سنجتهِدُ. ستَجدِينَ راحتَكِ فِيّ، وراحتِي فيكِ.

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

  

18/3/1987

*  لقد عَلّمتُكِ أنْ تُحِبّينِي وأَنْ تتعَرَّفِي إلَيّ. أرَيتُكِ أَعمالي الإلهيّة بإطلاعِكِ على كلّ أَسرارِ قلبِي، بإظهاري لكِ رحمَتِي الفائقة وبتطهيرِكِ لتُصبحي مصدرَ إيحاءاتي ولأظْهِرَ نِعَمي للعالم. في الواقع، لَقَد منحتُكِ حُبِّي الَّذي لا يُروى لأُظهرَ لأولادي كم أنا قادرٌ أن أُحبَّهُم[5]، بَيْدَ أنَّنِي أُذكِّرُكِ أنَّكِ لستِ مُختلفةً إطلاقًا عَن بقيّةِ أولادي ويَجِب ألاّ تُخفي هذا التَّعليم. أُريدُ أن تَملأَ إيحاءاتي هذا العالم، لأنّ هذه هي إرادتِي.

فاسولا، اسمحي لي أن أتصرَّفَ بكِ كما يُرضينِي. تعالَي الآن وعزِّينِي؛ نعم، بِمحبّتِكِ لِي. أنا الله، وعَليَّ تتّكلين وإليّ تأتين وتتأملين. إليّ أنا تتوسّلين في صَلواتِكِ. فلا تضطربِي لأنّنِي أنا مَن تعبُدين لا سواي[6]. رغبتِي هِي أنْ يعودَ إليّ جميعُ أولادي. ابنتِي، لقد رفَعتُكِ مِن أَجلِ هذه الرِّسالة. فاسولا، هل تريدين تَتْميمَ كلمتِي؟ هل أنتِ مستعدّة لِتُتابعي العَمل مِن أَجْلي؟

*     نعم يا ربّي، ما دمْتُ أعلمُ أنّها من الله.

*  يا صغيرتي، أنا هو الله، لكِ سلامي واكبري. لا تَملِّي أبدًا من الكتابة. واسمحي لِي باستعمالِكِ حتّى نِهايةِ رسالتِي. يا صَغيرتِي من هو أبوكِ؟

)   فاجأَنِي السؤال.)

*     هذا أنتَ؟

*  أنا هو. أنتِ زَرعي، أنتِ لِي. لقد تَحوّلَ أولادي عنِّي وتَجمّدَتْ قلوبُهم مِن الأنانية. لَقَد نسَوْنِي. أُريدُ أنْ أسألَهُم: لماذا ترفضوننِي؟ ماذا فعَلتُ حتى أزعجْتُكُم؟ هل لمَّحْتُ لَكُم مرّة بأنّنِي مُغتاظٌ مِنكم؟ لماذا تَخْشَوْن مواجهتِي؟ أحبّائي، لَن أعاتبَكم على خطاياكم. فأنا أغفرُ لكم الآن. لَن أغلقَ البابَ في وجهِكم. ألحقَّ أقولُ لكم، أستطيعُ أَن أغفرَ لَكُم مليون مرَّة. أقفُ أمامكم مفتوحَ اليدَيْن وأَسأَلُكم أَنْ تعودوا إليّ لِتَشعروا بالحبِّ الَّذي أريدُ منحَكم إيّاه. دَعونِي أُشعل قلوبَكُم. تعالوا لِتتعرَّفوا إلَيَّ! تعالوا، أَنتم كلُّكم الّذين تتحاشَوْنني وتَخافوننِي، الّذين لا تعرِفوننِي، تعالوا إليّ فتَفْهَموا أنّني إله مُمتلئ بالحبّ، مُمتلئ بالشَّفقةِ ومُمتلئ بالرَّحمة. لا ترفضونِي قَبْلَ أن تتَعرّفوا إليَّ. إنَّ حُبِّي الفائض يقدِّمُ لكُم نعمة فعاَّلة كَي تُحسنوا الاختيارَ بين الخيرِ والشَّر. أَعطَيتُكم حرّيةَ الاختيار ولَكنَّنِي أَعطيتُكم أيضًا صفاتٍ لأجعلَ منكم أشخاصًا متفوّقين. لقَد منحتُكم مواهب. اسْتعملوا المواهبَ الَّتِي منحتُكم إياها بالعقلِ والقَلبِ الَّذَين أعطيتُهما لكُم، إفْهموا وتقدّموا بِقُبولِكم لِي لِتتعرّفوا إلَيّ بصورة أفضل. لقد أنرتُ قلوبَكم كي تقدروا أن تُحبّونِي. أنا هو مَن أعطاكُم هذه النِّعمة، هل ستقبلونَها؟

)   تذكَّرت كيف كنتُ قبلَ أن أتلقّى هذا التعليم. )

*     لكن يا ربّي، لَم يَتسنَّ لِبعضِهم معْرِفَتك؛ لَم يعلِّمْهم أحد. ليْسَت على وجهِ الحقيقة غلطتهم، أليس كذلك؟ إذًا كيفَ يُمْكِن أنْ يُفكِّروا بكَ؟

*  فاسولا، إنّ هذا لصحيح! ابنتِي، إنّ كنيستِي بِحاجةٍ إلى إحياء… أتيتُ لأقوّي كنيستِيوإلاّ سيُحكَم على الكثيرين بالضياع. فاسولا، سأعودُ لأعطيَ رسالةً إلى النّفوسِ المكرَّسةِ لِي. دعينِي أُتَمّمُ رغباتي عن أولادي الَّذين ابتَعدوا عنّي. أنا نبعُ الحبّ ومِن هذا النَّبع يَجري هذا الحبّ اللامتناهي الَّذي يغمرُ كلَّ الخليقة. كُلُّ ما أطلبُهُ منكُم هو مُبادلتي هذا الحبّ. كثيرون مِن بينكم يعتقدون أنَّنِي إلهٌ سريع إلى الغضب فَيَخافونَنِي، يَخافون التقرّبَ منّي. البعض الآخر يعتقدُ أنّني صعبُ المنال، أستمتعُ بِمجدي فقط دون أن أبالي بكم وأنّ أنظاري تتَّجهُ فقط نَحو أَتقِيائي، مُكَوّنين بذلك صورة عن إلهٍ يُمَيِّزُ بين أولاده. ألا تعرفون أنّه بِقدرِ ما أنتم ضعفاءُ وبائسون، بِقدرِ ما أُفتّشُ عَنكم أكثر وأُحبُّكم؟ أنا قدّوسٌ ولكنّنِي أريدُكم أن تفهموا أنّنِي أرغبُ بأن أكونَ حَميمًا معكم وأن أكونَ رفيقَكم القدّوس. فاسولا، هل تعرفين مَثَلَ الابنِ الضال؟

*     نعم، جزئيًا.

*  لقد أخطأَ، لَكِن كَيف استقبَلهُ والده؟

*     بفرحٍ كبير؟

*  أكثر من ذلك، لقد استقبلَه بِحبٍّ عظيم  واحتفل بِهذا الحدث. لا تـحزنوني يا أحبائي وعودوا إليّ لَن أرفضَكم، سأَستقبلُكم بين ذراعيَّ، عودوا إليَّ بلا خوف.

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

19/3/1987

*  أنا هنا. أنا هو يسوع. فاسولا، ارتفعي نَحْوي. أريدُكِ أَنْ تكونِي كاملة. أَفرحينِي وكوني كاملة. هَل أنتِ مستعدّة لذلك؟

)   ذُهلـتُ...)

*  أريدُكِ كاملة. فاسولا، أطلبُ مِنكِ ذلك.

*     لكن يا ربّ، من المستحيل أن أكونَ كاملةً في وضعي الحالي! أن أقترب من الصَّلاح هذا قد يعدُّ جيدًا بالنسبة لِي…

*  فاسولا، سأعلِّمُكِ لِتكونِي كامِلة. أُؤكِّدُ لكِ أنّ هَذا ليس مُستحيلاً. لكن يَجب أنْ تدعينِي أُكوِّنُكِ. استسلمي كليًا لي وسأؤهلُكِ لتكوني كما أرغبُ في أَنْ تكونِي.

*     يسوع، لا أعتقدُ أنَّنِي أقدرُ أَنْ أكونَه يومًا، إنّ تَكوينِي لَصعبٌ جدًا، سيكونُ أشبهَ بقولبةِ الصَّخر.

*  فاسولا، آه يا فاسولا، ألا تثِقين بِي؟ أنا إله وأستطيعُ أن أُقولبَ حَتّى الصُّخور، بِكلّ الأشكال الَّتِي أرغبُها. هل تعلمين لماذا اخترتُكِ؟

*     نعم يا ربّ.

*  هذا سبب آخر: لقد اخترتُكِ لأنّكِ ضعيفة وضعفكِ يُعْجِبنِي. طفلتي، تعالي واشعري بقلبِي. قلبِي يرغبُ في أن يكون مَحبوبًا. تعالي واشعري بقلبِي في نفسِكِ. فاسولا، هل أنتِ مُستعدة؟ أشعري بِي .

)   بقيت جامدة.)

*  لا تُحزنينِي. تعالي واشعري بحضوري  … أنتِ لا تَشْعُرين بــي.

*     كلا، لم أشعرْ بكَ. لم يَكُن لِي الجرأة بأنْ أفعل.

*  هل ستُخبريننِي بِمُشكلتِكِ؟

*     الآن، هذا أسوأ.

*  لماذا  ؟

*     بسببِ خجلِي، أشعرُ بالخجلِ عندما أواجهُكَ.

*  فاسولا، لماذا؟ لا تحزنينِي واخبرينِي بِمشكلتِكِ.

*     أخجلتنِي فكرةُ لَمسِ قلبكَ. أرى نفسي كأبرص يأتِي لِيلمسَ شخصًا سليمًا. مَن أنا لأقترِبَ منكَ هكذا؟

*   كلّ مرّةٍ تَشعرينَ فيها بِخَجَل، أُحبّكِ أكثر. ابنتِي، بِما أنَّنا متّحدان إلى الأبد وبِما أنَّكِ لِي، سأسمحُ لِنفسي بأن أدخلَ إلى عمقِ قلبكِ. أن تَقتَرنِي بي يُمجِّدُنِي ويُطهِّرُك. نَحن متّحِدان.

*     نعم يا ربّ، لَكِن انظر مع من أنتَ متَّحِد!

*  أحبّكِ. تعالَي واتّكِئي عليَّ الآن.

)   لاحقا )

*  فاسولا، اشعري بقلبِي.

)   شعرتُ بقلبِه، كان حارًا ويَخفِقُ مِن الرّغبةِ بأن يكون مَحبوبًا.)

 يَجب ألاّ تَخجَلِي عندما تشعرين بقلبِي. أنا إلَهكِ الَّذي يطلبُ منكِ ذلك. اسمحي لِي بأن أستعملَكِ كما أرغب  اسمحي لِي أَنْ  أقبِّلَكِ.

)   بدأت أَشكّ، ظانّةً أنّه مِن الممكن أنْ يكونَ الشَّيطانُ الَّذي يُريد إسقاطِي بأحدِ فخاخه.)

*  أنا الرَّبّ يسوع المسيح. لا تَخافي.

)   بقيتُ على حذري. مع أنَّني لَم أكُن أشعر بالشيطان مِن حولي، بقيتُ أشك.)

*  لا تَخافِي.

)   لم أستطع أن أتَحَرّر؛ عاد إليّ الشّعور بأنَّني كأبرص مُجدَّدًا، ولم أتحرَّك.)

*  هل تعلمينَ كم أُحبُّكِ؟

*      نعم يا يسوع، أعلم.

*  إذًا، لماذا ترْفضين قُبْلتِي؟

*     لأنّني لا أستحقُّ قبلةً منكَ.

*  فاسولا، ألم أقُلْ لكِ سابقًا أنّكِ يَجِب ألاّ تَرْفضي لي شيئًا؟ وبِماذا أجَبْتنِي؟

*     بأنَّنِي لن أرفضَ لكَ شيئًا أبدًا.

*  نعم. لماذا ترفضين قبلتِي إذًا؟ فاسولا، لا ترفضينِي أبدًا. عندما أطلبُ منكِ شيئًا، يكونُ بِدافع الحب. اسمحي لي بتقبيلِكِ اسمحي لِي بذلك! هل ستقبلين. الآن؟ تعالي واشعري بقبلتِي الإلَهيَّة على جبينِكِ. هل أنتِ مستعدَّة ؟

)   قبَّل يسوع جبينِي، فَتركَ روحي بِحالةٍ مِن البَهجَة. كيف أستطيعُ شرحَ ذلك؟ لقد تركَ فِي نفسي شعورًا بسلامٍ فائقٍ وبدا تنفّسي وكأنَّهُ يَخترقُ رئتَيَّ ويغمرُ جسدي كلّيًا، وكأنَّنِي تَحوّلت إلى هواءٍ نقــيّ. وقال لِي يسوع حينها:)

*   أحبُّـكِ.

)   وفي اليومين التاليين، شعرتُ بنفسي فارغة، شفافة كالزجاج والبلَّور.)

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

20/3/1987

*  فاسولا، دعينِي أَقولُ لكِ شيئًا: أَحبّينِي حتَى النهاية، لأنَّ النِّهايةَ ستكون عذبةً وسأكونُ معكِ.

*     كم أنَّكَ تعذّبتَ!

*  لَم تذهبْ عذاباتي سدًى، لقد حرَّرتُكم من الشَّر.

*     أرغبُ كثيرًا أَنْ تكونَ سعيدًا، أقلَّه في بعض الأحيان.

*  أنا سعيدٌ عندما أكون بين أحبائي.

*     هل هم يسعدونكَ؟

*  نعم، إنَّهم يُخفّفون من حُزني.

*     من المؤسفِ أَن لا نكونَ قبل ألفَي سنة كَي نكونَ معكَ.

*  ابنتِي، أنا دائمًا بينكم.

*    يسوع، منذ أن قبَّلْتَنِي[7]، أشعرُ وكأنَّنِي ذائبةٌ فيكَ، وكأنَّنِي أَصبَحتُ شفّافة، بِحالةِ سكينة لا تصدَّق وكأنَّني فارغة. 

*   فاسولا، أنا هو السَّلام. سأمنحُكِ دائما سلامي، ادمُجي كلَّ كيانِك بي وأنا أُذيبُكِ بِي. آه يا فاسولا، تعالي دائما إلَيَّ واشعري بِسلامي. أما زلْتِ مستعدةً لِتَجعلينِي أُنَمّيكِ؟

*     نعم يا يسوع، دائمًا.

*  نعم، اتركينِي حرًّا بأن أفعلَ بكِ ما أُريد. سأصنع منكِ كائنًا نقيًّا ومكرَّسًا فقط لأجل منافعي. ستقاومين الْمِحَن بقوّتي ومِن أجلِ منافعي فقط. ستكون كلمتِي كساقيةٍ تَجْري وتتّسِع، تُسْرِع وتفيض إلى أن تتحوَّل إلى مُحيط، محيط سلام وحبّ.

)   لاحقًا )

*  فاسولا، لماذا لا تسبّحيننِي أبدًا؟ أنا الرَّبّ الَّذي أَنقَذَكِ من الظُّلمات. إعلمي من أنتِ: أنتِ مِن أكثرِ المخلوقاتِ بؤسًا، لا بَل أنت أسوأها.

)   تنهّدتُ.)

*  مع ذلك أُحبُّكِ. فاسولا، سبّحينِي لأنّي حرَّرتُكِ.

)   فكّرتُ بِما عليَّ أَنْ أقولَه:)

*  قولِي:

إلَـهي، أنا أُحبُّكَ.

وبفَيضِ حُبِّكَ ورحـمَتِكَ

أرَيْتَنِي نورَكَ.

لِيَكُن مُباركًا اسـمُكَ القدّوس. آمــين.

*     كَرّرتُ هذه الكلمات مِن بعده.

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

21/3/1987

*  هذا أنا يسوع. فاسولا، يا محبوبتِي، هل تُريدين أنْ تتمَرّني، على تَمييزي بِنفسِكِ؟ فاسولا، انظري إلَيّ .

)   نظرتُ إليه.)

*  نعم، هذا جيِّد.

*     وضعتَ يديكَ على المكتب؟

*  نعـم.

*     الآن، لقد كَتّفتَ ذراعيكَ؟

*  نعم.

*     الآن رفعْتَ يديكَ وقرَّبتَ يدَكَ من وجهِكَ ووضعْتَ سبّابتَكَ على خَدِّكَ، دون أن تُحرِّكَ يدَكَ الأخرى، وكأنّك تفكّر؟

*   نعم! إنَّنِي أُكثِّفُ حُضوري. فاسولا، انظري إليَّ.

*     أَمَعَكَ كتاب قد أَخْرَجْتَهُ مِن شمال ردائكَ بِيدكَ اليمنَى؟

*  معي كتاب.

*     ليس كبيرًا.

*  صحيح. فاسولا، إنّك تُميّزين جيدًا، انظري في الدّاخلِ واقرأي ما فيه.

)   أُحاولُ لكنّني أعْجزُ عن ذلك.)

*     مكتوب: "مذبَحي هو أَنت…"يسوع، إنّني غير قادرة؛ لا أستطيع قراءة ما تبقّى!

*  حاولي مُجدّدًا.

*     "…مذبَحي حيث…" لا أستطيع، أعتقد أنّنِي أقرأ خطًا.

*  صغيرتي، ماذا كنتِ سَتفْعلين من دوني؟ يجِب أنْ ترفَعي روحَكِ أكثر نَحْوي. فاسولا، سأُساعدُكِ، اسْتسلمي كليًّا لِي، لا تفقدي شجاعتَكِ. سأعودُ لاحقًا مع كتابِي.

)   لقد خارَت عَزيْمَتِي، لاعتقادي بأنّنِي قد خذلتُهُ إذ عجِزتُ عن رفْعِ نفسي كفاية. خفْتُ أنْ ينْفذَ صَبْره، وأنْ يَملّ منّي. فيَستَبدلنِي بنفسٍ أخرى!)

*  فاسولا، يَجِب ألاّ تُفكِّري أبدًا بأنَّنِي سأستبدلُكِ: هل تُصدقيننِي؟ تعالي، سنُحاولُ مرّةً أُخرى. حاولِي أَن تُميِّزينِي بنفسِكِ أكثر، كما فعلتِ الآن. فاسولا، دَعي كلّ كيانكِ يدخلُ بِي ويذوبُ فِيَّ كلّيًا. أَحبّينِي وكفّري عن آخرين، إِرْفَعي نفسَكِ سأُعلّمكِ أَنْ تَرفَعِي نَفسَكِ. لِنَذهب.

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

22/3/1987

*  ألسكينة، هذا ما أُحبّ. ستَعملين بِهدوء ولَيس بِعجلَة . لقد عُدْت مع كتابي.

*     ماذا يوجد في هذا الكتاب؟

*  لقد كتبتُ أسماءَ النّفوس، النّفوس الَّتِي يَجِبُ أنْ تُحيي شعلتِي، شعلة الحبّ. هل تريدين القراءةَ حيثُ أشيرُ لكِ؟

*     نعم يا ربّ. لقد قلقتُ بِخصوصِ هذا الكتاب الَّذي عجزتُ عن قراءتِه.

*   أعرف.

*     أستطيعُ رؤيةَ غلافه. هل هو رقيق وذهبِيّ؟

*   نعم، غِلافه ذهبِيّ. انظري في داخلِه واقرأي.

" سأجعلُ منكِ مذبَحي

حيثُ سأَضَعُ رغبات قلبِي الحارّة.

ستحيا شعلتِي فيكِ.

إرتَوي مِن قَلبِي واملأي قلبَكِ.

أنا الرَّب
سأحْفظُ شعْلتِي وهّاجة إلى الأبد".

*  ابنتِي، هل تريدين تقْبيل هذا الكتاب ؟

)   قبّلتُ الكتاب.)

*  سأجيبُكِ[8]: إنّهُ إرشادٌ روحيّ لِنفوسٍ مُختارة. الآن أنتِ تَعلمين هذا.

)   لاحقًا، غمرَتنِي مِن جَديد موجةُ الرَّيبةِ والشَّك.)

*  لا تَخافي يا فاسولا. هذا أنا يسوع. اسمعي يا محبوبتي، إنّ لِكلِّ إرشادٍ آلامِه. وفي إرشادِكِ سيكون الشّكُّ عذابَكِ. ألَم أقُلْ لكِ أنَّ الشّكَّ يُطهِّرُ نفسَك؟ اقبليه، واتركيني حرًّا بأن أفعلَ ما هو الأنسب لَك. دعينِي أتصرَّف فيكِ. هل تقبلين؟

*     أقبل، بِما أنَّكَ أنتَ، يسوع.

*  أنا يسوع، مُخَلِّصكِ. سنتألَّمُ معًا وسنُجاهدُ معًا. هيّا، اتّكئي عَليّ. تعالي، لنقرأ معًا.

)   لاحقًا )

*  أنا هنا! عيشي لأجلي، مَجّدينِي بِحبِّكِ لِي. تعالي، كُلُّ ذلك لمنفعة حُبّي وسلامي، لا تُنكرينِي أَبدًا. يُحاول الشَّيطان دائمًا التَّدخُّلَ لِيُوقفَ مُخَططاتي، ولكنَّني سأنْتصر، إذًا ثقي بِي.

*     لكن يا ربّ، هل أستطيعُ التذمّر من بعض الأمور؟

*  فاسولا، كونِي حرّة معي.

*     أريدُ أن أخبرَكَ ما الَّذي يقلقُنِي. من المُمكن أَنْ يكونَ كلُّ ما أفكّرُ به وأقولُه خطأ، حتّى كلّ ما أفعله. في الحقيقة، ليس لِي أيّ سند حقيقي؛ أقصد، أنا هنا وأكتبُ رسائلَ منكَ. مع أنّه يوجد أشخاص غيري تلقّوا ظواهر أو رسائل منكَ. وهؤلاء الأشخاص كانوا غالبًا في أدْيِرَة. وكانوا مُحاطين برهبان وكهنة ومطارين..إلخ. وعندما تدخَّلَ ما هو فائق الطبيعة في حياتِهم كانوا مُراقَبين ومُتابَعين عن قرب. فكانَ مِن السَّهلِ عَلَيهم أَن يعطوا كتاباتِهم لرؤسائِهم ومنهم إلى البطريرك ثُمّ إلى البابا. وأقرّوا جَميعًا أنّها تأتِي منكَ. ربّما أنا على خطأ، ولكن يبدو لِي أنّه مِن الأسهلِ لَهم أن يقبلوا هذا بِواسِطةِ أحدٍ من وسطهم، يعرفونه جيدًا. وهكذا تُنشَر الكتابات بسهولة، على الأقل يُنشَر جزء منها. وبِما أنّ هؤلاء الأشخاص مقبولون فإنَّ هذا يُخفّف عنهم، لأنَّ لِلكلمةِ وزنًا ثقيلاً.

أنا الأرثوذكسية اليونانية، تقرّبت من كهنةٍ وتبيّنَ لِي أنّهم كاثوليك، لم أُعِر الأمر اهتمامًا، بِما أنّنا كلَّنا مسيحيون. والآن علِم عدّة كهنة بِهذه الظاهرة وكان رأيُهم مُختلفًا جدًا كالفرقِ بين الليل والنهار. أَحدُهم، حتّى اليوم، ما زال يقولُ أنّ هذا مِن الشيطان، بتعبيرٍ آخر، أنّي مسكونة بالشيطان، بِما أنّ هذا يأتِي من روحٍ ما. ولَكِن أنا أعلمُ أنّ هذا أنت الله الضابط الكلّ. لقد كوّن رأيَهُ بعد أن قرأَ بضعةَ مقاطع، ولا يريدُ العدولَ عنه. ولكن عندما سيُدركُ أنّني لستُ مسكونة، سيقولُ لِي أنّه عملٌ باطنِي، أيّ شيءٍ آخر، إلاّ قوله أنّ هذا منكَ.

ردّة فعل كاهن آخر كانت " نعم تابعي الكتابة لأنّ هذا إلهي وهو من الله". إذًا هو يؤمنُ أنّها كلماتُ الله، لكنّه مع ذلك كثيرُ الانشغال لِيهتَمَّ جدّيا برسالتِكَ ويُتابعَها. هذا ما يدهشُنِي: إن كان يؤمنُ بأنّها منكَ، وأنّ هذا يأتِي من إلَهِنا، لماذا إذًا لا يهتمّ بِحماس؟ لقد أعْلَمتُ كاهنًا ثالثًا، واستمعَ إلَيَّ وهو شاردٌ، وينْظرُ إلى ساعتِهِ بلا انقطاع، ليقول لِي بعدها: "حسنًا، حسنًا، تابعي. هذا رائع!". لقد طلبْتُ منه أن يعودَ فنتكلَّم مطوَّلاً ولَم أرَه بعدها أبدًا. كاهنٌ آخر أيضًا، بعد أن قرأ صفحتين، قال إنَّه لن يعطيَ رأيَهُ وإنّه على الكاثوليك أنْ يأخذوا حذرهم مِن هذه الأشياء لأنّها مِن الممكن أن تأتِي من الشَّيطان[9] أيضًا، لستُ أقولُ أنَّ هذا عمل الشيطان ولكن يَجب "الحذر". بِما أنّ كلَّ هؤلاء الكهنة يتَّفقون على أمر واحد: أنَّ هذه الظواهر هي فائقة الطبيعة، لماذا إذًا لا يأخذونَها بِجدّيةٍ أكبر، مُحاولينَ على الأقلّ فهمَ هذه الظاهرة، لِيُفسِّروها! مع أنَّهُم أشخاصٌ يُفتِّشون عن الله! أخيرًا قال لِي كاهنٌ آخر أنّها تَجلِّيات مِن القلب وأنّها تأتِي من الله. فأَعطانِي عنوانَ كاهنٍ روحانِيّ، لِيرشدَنِي. ما استنتجتُه، أنّني لو كنت واحدةً منهم، لكان ذلك أسهل. بِما أنَّنِي لست من وسطِهِم، فذلك يُعَقِّد الأمورَ أكثر وبالإضافة إلى مظهري الخارجي.

*  أنا يسوع. فاسولا، اتّكئي عليّ وارتاحي.

أيُّها الجيل، آه أيّها الجيل! أتُعطي رأيَكَ حتّى قبل أَنْ تُلقي نظرةً على كلِمتِي؟ أَتُمجِّدُنِي في الظّاهر، ألستَ تسخَرُ منّي عن غيرِ قصد، معتقدًا أنّكَ تؤَمِّن الدفاع عنّي؟ فاسولا، محبوبتي، أُحبّكِ، اتّكئي عليّ.

*     يا ربّ، هناك شيءٌ آخر، أيضًا. عندما ينتابنِي شكٌ تـجاه كلِّ هذا، فأنا متأكِّدةٌ أنّي أجرحُكَ. ولو قبلتُ من دون شكّ وتبيَّن أنّ هذا لا يأتِي منكَ، أجرحكَ أيضًا. مهما أفعلُ أجرحُكَ، أشكَكتُ أم آمَنتُ، وكيفما فكَّرتُ، أجرحُكَ! وهذا يُحزنُنِي إذ إنَّنِي آخرُ مَن يبتغي أَنْ يَجرحَكَ! إنَّ هذا التردّد يُعَذِّبُنِي أيضًا.

*  آه، يا ابنتِي، لا تَحزَنِي. لا تعتقدي أبدًا أنَّ الحبَّ يَجرحُنِي. إنّكِ تتغذِّين منّي لا غير. أنا يسوع، يسوع المسيح، أيَّتها النَّفس إنَّكِ تأكلين خبزي، آه أيّتها النَّفس الحبيبة، لا تَحزنِي بعدَ الآنِ، آمنِي بِي يا محبوبَتِي واشعري بِحبّي لكِ.

*      سامِحنِي على شدّةِ ضعفي.

*  أنا أغفرُ لكِ كلِّيًا. اشعري كم أنَّنِي أُحبُّكِ. إنَّ ضعفَكِ هو الَّذي يَجذُبنِي بالأكثر، ضعفكِ الَّذي لا يُوصَف! بؤسُكِ يَتخطّى كلَّ كلمةٍ. آه! تعالي هنا، إلى قلبِي، دعي نفسَكِ تتلاشَ كلِّيًا فيّ. كونِي سَمائي. أُحبُّكِ. والآن لكِ سلامي.

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

23/3/1987

*  تذكَّري، أنا واحد، الثالوث الأقدس هو واحد. أريدُ أَنْ يكونَ اتِّحادُنا كاملاً. ميِّزِينِي بانتباه. نعم، لقد رأيتِ جيِّدًا، يوجد معي خاتَمان.

*     إنّهما من الفضّة؟ ويلمعان جيدًا!

*  إنّهما من الذَّهبِ الأبيض الخالِص.

)   هنا اعتقدتُ أنَّ الشيطانَ يُحاولُ أن يكيدَ لِي فخًّا. كيف يُمكنِ هذا؟)

*  اسمعي يا فاسولا، هذا أنا يسوع، لا تَخافِي. محبوبتِي، تعالَي، لقد أَحضرتُ لكِ هذا الخاتَم، أُريدُكِ أن تضعِيه الآن. ميِّزينِيَ.

*      لكن، هل يُعقَل هذا؟

*   نعم، إنّنِي أُباركُ اتِّحادَنا! محبوبتِي، هذا العملُ هو عملٌ روحانِيّ إلَهي. في الحقيقة، إنّ نفسَكِ لَمتّحِدةٌ بي، ألحقّ أقولُ لكِ، صدِّقينِي، سأُقدِّسُ اقترانَنا . اسمحي لِي أَن أضعَ هذا الخاتم في إصبعِكِ[10]. أنا أُحِبُّكِ، اشعري بِحضوري. أُحبُّكِ وأُباركُكِ .

)   وضعَ يسوعُ الخاتَمَ الآخرَ في إصبعه.)

*  أنظري؟ ماذا تَستطيعين أَنْ تُمّيِزي أيضًا؟

*     أرى اكليلين معقودتين بشريط.

*  سأضَعُ هاذين الأكليلين على رأسَينا. الآن، نَحْنُ مُتّحدان . سأُتوِّجُ اتِّحادَنا.

*      يسوع، كثيرون سيحكمون على أنّ هذا تَخيُّل!!

*   لماذا؟ كثيرون يأتونَ إلَيَّ ويقتَرنون بِي ويُمجِّدوننِي، وأنا أبتهجُ كثيرًا بأن أتَّحِدَ معهم! فاسولا، لقد أَقَمتُكِ من بينِ الأموات، وَوضعتُ نوري عليكِ، انتبهتُ عليكِ وعزَّيتكِ. دعينِي حرًّا بأن أتابعَ أعمالي عليكِ، ابنتِي كونِي كالجصّ اللَّين، الَّذي يبتغي أن يكونَ كما أنا أرغب. كوني حرَّة بين يديّ ولا تقاومينِي.

*     يا ربّ، أنا سعيدة جدًّا، لِدرجةٍ تَجعلنِي أخافُ أن أكونَ على خطأ؟

*   لا، لقد ميَّزتِ جيِّدًا، أُحبّكِ لِدرجة أنّنِي مُستعدٌّ أَنْ آتِيَ بِكِ على الفَور. إنّنِي أتوقُ لأن أحرِّرَكِ وأبقيَكِ بِقربِي، لكنَّنِي خَلقتُكِ لأجلِ هذه الرِّسالة.

*     يا ربّ، أخافُ أن أكونَ قد أسأتُ التَّمييزَ وأَهَنتُكَ إذ فكَّرتُ أنّكَ أعطيتنِي خاتِمًا، وأنّك وحَّدْتَنِي بِك. رغمَ أنَّنِي متأكِّدة من ذلك.

*  يا عروسي، عروسي البائسة، لماذا تَخافين منّي؟ لا تُحزنينِي واقتربي منّي. أنا أُحبّكِ. اتّكئي عليّ وتذكَّري، أنّ هذا أنا من قدَّسَ قرانَنا. لا تَهتمّي، هذا أنا يسوع. دعي مَخاوفَكِ واقتربِي مِنّي،لقد شعرتُ بيدِكِ[11].

)   كنتُ أنظرُ في صورتِه عن الكفن الـمقدَّس وأنا أكتبُ، وبلا شعور، أَزَحْـتُ، بِفكري، بِهدوءٍ شعرَه "مِن جهَّة الشمال"، إلى الوراء. فتفاجأتُ مِن ردّةِ فعله الفورية!)

*     هل حقًا شعرتَ بيدي يا ربّ؟

*  أجل. هل تَعين أنّنِي الله يا فاسولا؟

*     أنا آسفة لأنّنِي فعلتُ هذا.

*  لا تأسفي، كونِي حَميمةً معي كما أنتِ عليه. تعالَي، أعطينِي يدَكِ فأبقيها في يدي .

)   هنا، منحَنِي الله رؤيا.)

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

26/3/1987

*  أبْهِجينِي يا فاسولا، وافهَمي أنَّنِي أنا الله واحد. أَرغبُ في أَنْ أُريكِ أكثرَ فأكثرَ من مَجدي.طفلتِي، هل تعلمين كيف خُلِقَت السَّماء؟

*     بِكَ ومِن خلالِكَ.

*  نعم، لقد قستُ كلّ عرضٍ وطولٍ وعمق، وكلَّ المقاييس هي كاملة. كلُّ مَخلوقٍ صغيرٍ حيٍّ يأتي منّي وهو فعلاً لِي. كلُّ حياةٍ تأتي منّي، إنّ نفَسَي هو حياة. هل ترغبين أن تتعلّمي أكثرَ عن أعمالِي الإلَهية؟

*      نعم يا ربّ.

*   فلنقمْ إذًا برحلةٍ في مَجدي.

)   وجدتُ نفسي أتنزَّهُ في حضرةِ الله في حديقةٍ جميلة، كثيرةِ الألوان، مغمورةٍ بالنّور، ولكن ليس من شمسٍ عاديّة. رأيتُ وأنا أتنزَّهُ كرةً ضخمةً مِن النّور تلامسُ الأفق. وكأنَّها شمسٌ كبيرة، لكن لا نستطيعُ أَنْ ننظرَ إليها دون أن تُبْهَر عيوننا.)

*  ابنتِي، كيف تشعرين؟

*     هذا جميل، كلّ هذا غريب!

*   ماذا تستطيعين أن تَري؟

*     وكأنّها شَمس.

*   نعم، هذا مسكنِي المقدّس. وماذا ترين حول هذا النّور؟

)   بدا لِي في البداية أنَّنِي أرى بُقعًا تتنقّلُ حولَ هذا النور؛ ثُمَّ تبيّنَ أنَّها عددٌ غفير من الملائكة الصِّغار الَّذين يُحيطونه. كانوا بالملايين.)

*   إنّهم الشاروبيم الَّذين يُحيطون بِمَجدي. ماذا ترين أيضًا؟

*      بعض الدرجات المؤديّة إلى داخل "الشمس" ؟

*  لندخل في هذا النّور. هل أنتِ مستعدَّة؟ اخلعي حذاءكِ، لأننا ندخلُ أرضًا مقدّسة. الآن نَحن في داخل النور.

)   ونَحن ندخل، اعتقَدْتُ أنَّنِي سأجِدُ نفسي داخلَ نورٍ ساطعٍ؛ لكن لا، كلُّ شيء كان ذاتَ لونٍ أزرق. والَّذي لفتَ انتباهي بالأكثر، هو الصَّمت، والشعورُ بالسَّلامِ والقداسة. إنَّ هذا مدهش! كان هنالك دائرة في وسطِ كلِّ ذلك.)

*  نعم، هذه دائرة.

)   "الحائط" الَّذي كان يُحيطُ بنا لَم يكن فعلاً حائطًا، بل كان يتألفُ مـن كائناتٍ حيّة، ملائكة، حائط من الملائكة، ومتراصّين كقبّةٍ مصنوعة من الملائكة…كلّها زرقاء. كانوا بالملايين، بالمليارات، ملتصقين الواحد بالأخر، كانوا طوالاً وبعضًا فوق بعض، يُشكِّلون حائطًا متراصًّا.)

*  إنّ الساروفيم يَحرسون هذا المكان المقدّس ويعبدونَنِي باستمرار. هل تستطيعين سَماعَهم؟

          …يا قــدس الأقــداس،

                قــدّوسٌ هو إلَهُنا العلــي…

*     ربّي، كم هم؟

*   بالألوف يا طفلتِي. مَن هو ذلك الَّذي يَحملُ سيفًا من ذهبٍ وهو كثير الجمال؟

*      لا أعرف.

)   رأيتُ واحدًا مُختلفًا عن البقية، لأنّ لونَ وجههِ كان طبيعيًا، يرتدي ثيابًا طويلـة بيضاء، شعرُه ذهبيٌّ حتّى كتفيه، ويَحملُ في يدِهِ سيفًا جَميلاً مِن الذَّهب. كان رداؤه متلألئًا ناصعَ البياض. )

*  فاسولا، السَّيف هو كلمتِي. كلمتِي نقيّة، تَخترقُ وتُنِير.

)   فجأة، "انفتحت" القبَّة كالزَّهرة.)

*  انظري، يا صغيرتِي، حاولي أَنْ تُميِّزي. أنا بقربِكِ وأساعدُكِ. الآن، سترين، مِن فوقِكِ، المعركةَ المقدّسة الآتية. آه، يا ابنتِي، انظري بانتباه مِن حولِكِ واعلمي أنّ الشَّرَّ موجود. هل ترين شيئًا؟

)   عندما انفتح "السقف" كالزهرة، رأيتُ أحصنةً بعيونٍ سوداء، مـخملية وشرسة. بعدها ابتعدَتِ الصّورةُ ورأيتُ تداولَ معركة.)

*  إنّ جيشي سيُقاتلُ إبليس وعملاءه، مع كلِّ الَّذين حاولوا هدمَ شَـريعتِي.  

 تذكّري أنَّنِي الألفا والأوميفا[12]، ألبداية والنِّهاية؛ كلمتِي هي أزلية. ماذا ترين الآن؟

*     زحّافة، كحيَّة كبيرة، مُلقاة عن حصان.

*  هذا التنين، تَحت حربة قدّيسِي، سيُهزَم. عندما يَتمُّ هذا، كلّ عملائهِ سيسقطون أيضًا. فاسولا، سآتِي الآن لأُريكِ قاعَة المحكمة.

)   رأيتُ قاعةً كبيرةً فارِغَة. فجأةً رأَيتُ مَجموعةَ نفوسٍ فـي الزّاوية. أثارَ انتباهـي صوتُ قيودِها. بدَتْ هذه النُّفوس مَذعورة، وكأنَّها مُلَطّخَة بالفَحمِ أو بِبقعٍ سوداء. بَدَت خائفة وغير أكيدة مِن مكان وجودها. لَم ترَنا. وكانتْ مُفاجأَة من مُحيطها.)

*  إستَمِعي إلى الأبواق؛ إنَّها ملائكتِي تُعلنُ قدومي. أَعطينِي يدَكِ، لأنَّكِ زائرتِي الصَّغيرة. نعم، كلُّ ملاكٍ يَسجدُ أمامي. هل رأَيتِ جحافلَ النُّفوسِ هذه؟ لَقَد وصَلَتْ لِتوِّها مِن تَحت الأرض[13]. إنّها نفوسٌ معذَّبَةٌ قَد حُرِّرَت؛ كانَت على أبوابِ الشَّيطان.

*     من حرَّرها؟

*  أنا ، بِواسطةِ أعمالِي الإلَهية وجَميع الَّذين يكفِّرون ويُحبونَنِي. أَرأَيتِ لماذا أُريدُكِ أَن تُحِبِّينِي؟ كلَّما أَحبَّتْنِي بِعُمق، زادَتْ فرصُها بالنَّجاةِ مِن مَخالبِ عدوِّي فتأتِي إلَّيَّ .
 هل تُريدينَ أن تعلَمِي ما سيحدثُ لِتلك النُّفوس؟

*      نعم يا ربّ، ما الَّذي سيحدثُ لَها؟

*  دَعينِي أُخبرُكِ. سأُعمِّدُها بِروحي القدّوس وأُحَرّرُها كلّيًا، لأنَّها ما دامَت لَم تَتَعَمَّد بروحي القدوّس، لَنْ تستطيعَ المشاركةَ في ملكوتِي.

*      تقصد أنّ هذه النفوس لَم تَكُن معمّدة؟

*  كلا لَم تُعمَّد.

*     وهي تريدُ ذلك الآن؟

*  نعم، تريدُ ذلك. تعالي، سأَشرحُ لكِ، فلنجلس. ما رأيتِه ليس إلاّ صورة. فهي لَم تَكُن فعلاً في غرفتِي. إنَّ النُّفوسَ لا تُدان إلاّ في النِّهاية .

*      إن لَم تكن هذه النّفوس فِي غرفَتِكَ أين كانت إذًا؟

*   كانَت في المطهر. وفي المطهرِ تكونُ عاجِزة. عندما تَختارونَنِي وترغبون في اتّباعي تـخلصون، وإذا رَفَضتمونِي بسببِ تشبُّثكم، تسقطون. وحيثُ تذهبون، سيكونُ عذابًا بلا نِهاية.يَجب أَنْ أُحذِّرَكُم جَميعًا، وقد قُلتُ لَكُم ذلك سابقًا، كلُّ من يكفر على الرّوح القدوس، لَن يُغفرَ لَهُ أبدًا، لأنّ هذه هي شريعتِي. أَخفِضي عينَيكِ بِحضرتِي يا طفلتِي.

)   أخفضتُ عينَيّ.)

*  دعينِي أُبارككِ، إنَّنِي أَغفرُ لكِ خطاياكِ.

ردِّدي هذه الكَلِمات:

"لِيَكنِ الرَّبُّ الإله الكلّي القدرة مبـاركـًا،

لِيملكْ ملكوتُه بِمجدٍ أبديّ.

ليُمَجَّدِ اسْمهُ القدّوس ولتَخترقْ كلمتُه

وتسكنْ في كلِّ قَلب. آميــــن."

 فاسولا، توقّفي الآن واستَريْحِي. غدًا، يا ابنتِي، سأُملِي عليكِ رسالتِي[14]عنِ الَّذين يُمَثِّلوننِي دون أَن يُحبّونِي كفايةً ودونَ أَن يسْتَقوا مِن حُبّي اللامتناهـي .  

 تعالي، ابقي برفقتِي، أنا بِحاجةٍ للرّاحة، اقتربِي منّي، شاركينِي عذابِي.

*     إلَهي، سأفْعَلُ ما تُريد، لكِنْ لا تنسَ أنَّ هناك كثيرين يُحبّونكَ بعمقٍ ولا تنسَ تَضْحِياتِهم الَّتِي تُظهر حُبَّهُم لكَ.

*   نعم، إنّهم يُخفِّفون مِن حُزْنِي ويُسَكِّنون جِراحاتِي، لكنّنِي بِحاجةٍ إلى عددٍ أكبر مِن نفوسٍ كهذه، مُستعدّة للتَّكْفيرِ ولِنَشرِ حُبّي اللامتناهي فتَجعلهُ يَمتَدُّ كالضّبابأرْغبُ بأَنْ يفْتَحوا قلوبَهم ويَقبَلونِي. سأَملأُ قلوبَهم من حُبّي وعندما تَفِيض قلوبُهم بالْحُبّ، يَستطيعون نَشرَ حُبّي وتَغْذِية خرافي. محبوبتِي، هلْ ستَدَعينَنِي أسْتريحُ فيكِ؟

*     نعم يا إلَهي.

*  هل تُريدين أَنْ تسْتَريْحِي فيَّ؟

*     نعم يا إلهي، سأفْعَل.

*  إذًا تعالَي.أنا أُحبُّكِ.

*     أنا أُحبّكَ أيضًا يا إلَهي .

Back To The TopBack To The Book PageBack To The Main Page


[1] ألأفخارستيّا.

[2] يطلبُ منِّي يسوع قبولَ كلّ ما يحصل.

 [3] هنا شعرتُ أنّني حقيقة لست بشيء وأنّ يسوع لم يقترب مني من أجلِ استحقاقاتِي، بِما أنّني في البداية كنتُ قد رفضتُهُ تقريبًا!

[4] عندما أرانِي جهنَّم.

[5] أفهمني يسوع أنني لست سوى مثَل للحب الَّذي يكنُّهُ أيضًا لبقية أولاده.

[6] يقصد أوقات تشكّكي مِن هذه الرِّسالة.

[7] في السَّهرةِ مساءً.

[8] كان في نفسِي سؤال.

[9] هذا معقول، ولكن إلى متى؟ إلى أن يعود الشعب إلى الله؟ لأن الشعب يتحرّك وهذه البداية.

[10] لَم يكن هذا الخاتم شيئًا ماديًّا؛ وبقيَ هذا على الصعيد الروحي. (ألمترجم).

[11] تفاعله الفوري.

[12] الألفا والأوميغا هُما الحرفان الأوّل والأخير مِنَ الأبْجَدِيّةِ اليونانيّةِ، ألمقصود الألِف والياء."المترجم".

[13] المطهر الأقرب من أبوابِ جُهَنَّم.

[14] فجأة، شعرتُ بالله مُمتلِئًا بالمرارة.