الدفتر الرابع عشر تعالَي يا فاسولا، لا تَنسي أبدًا مَن أَكون، تَمسّكي بِي، نادينِي كما فعلتِ البارحة[1] فأُسرع إليكِ. أُحبُّكِ؟ كرّمينِي، وارغبِي فِيّ وأَحِبّينِي. في حالةٍ كهذه، معظمُكم يقولُ أَنَّ هذا الحظ، وينسونَنِي! ليسَ لِكلمةٍ "كالحظ" وجودٌ في مفرداتِي! هذا أنا مَن يساعدُكِ، أيّتها الخليقة .

 



 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 



 

11/7/1987

 

*  توبِي!

*     أشكركَ يا إلَهي لأنّكَ تسهرُ عليّ.

)  تبتُ.)

*  محبوبتي، لقد غفرتُ لكِ كلَّ شيء، إذ هكذا هي رحمتِي. سأُعَلِّمُكِ أَنْ تَنظري قبلَ أَنْ تَخْطي خَطوتَكِ المُقبلة، كونِي متيقّظَة، فضِّلينِي فوقَ كلِّ شيء. يا زهرتِي، لا تُحَوِّلِي وجهَكِ عن نوري، انظري إلَيّ، قابلينِي، تفتّحي!

*     أنا ضعيفة، وأحيانًا أجدُ أنَّ حملَ صليبِكَ صعب.

*  يا بقيّتِي، اتّحِدي بِي وكونِي واحدًا، معًا، معًا سنجدّدُ كنيستِي .

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

12/7/1987

 

*  فاسولا، إنّنِي أبتهجُ عندما تفهمين.

)  أحيانًا، أُدركُ تَمامًا أنَّنِي فعلاً مع الله وأنَّه في الـحقيقةِ هو مَن يتّصلُ بِـي بِهـذه الطَّريقة، فيمتلئُ قلبِي فرحًا! يَحصلُ هذا كأمواج، أغلَب الأحيان أعِي ذلك، لكن في الحقيقة ليسَ تَمامًا.)

*     هل تعلمُ هذا يا ربّ؟

*  أعلم، أعلم جيّدًا. فاسولا، هل تتذكّرين جوان؟ سنوحدّه بِي.

*     إلهي!

*  أنا هو.

*     أنتَ تُفَكِّر كثيرًا بِجوان!

*  إنّه من النفوس الَّتِي أُحبّ. أُحبُّه ، أُريدُه بقربِي . أرغبُ في أَنْ أقودَه وأجعلَ منهُ خادمًا عظيمًا. آه يا فاسولا! كم يستطيعُ أَنْ يقومَ بأعمالٍ عظيمة لِي!

*     لَكِن يا ربّ، هذا مستحيل!! أولاً هو لا يؤمنُ بكَ، ثمّ لديه انشغالاتٌ أخرى في حياتِه!

*  طفلتي، هل تدركين مَن يقودُكِ؟

*     نعم يا إلَهي…

*  أنا الألفا والأوميغا، خالقُ الكلّ. هل تعلمين أنَّهُ يفتِّشُ عنّي منذ سنين؟

*     فعلاً؟ أعتقدتُ أنه لا يؤمن.

*  لقد آمن دائمًا لكنّه ضُلِّلَ. أُحبُّهُ وسأقودُه حتّى يَجِدَني، أنا حبٌّ وإلى الحبِّ سيأتِي. سأملأُه مِن حبّي، كلُّ بركاتِي ستجدّده. محبوبتِي الآن يجبُ أَنْ ترتاحي.

*     ربّي، هل ما زِلْتَ تريدُنِي أَنْ أركعَ أثناءَ الكتابة؟

*  نعم أريدُ ذلك، كرّمي حضوري.

*     نعم يا ربّ.

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

13/7/1987

 

*  فاسولا، لتكونِي رسولتِي، عليكِ أَنْ تُحبّينِي كما علّمتُكِ. أنتِ حيّةٌ، أخيرًا أنتِ حيّةٌ! لَقَد أقمتُكِ مِن بين الأموات!

*     والآخرون؟

*  يا مَخلوقتِي، الآخرون أيضًا سيَحْيَون. سيَفيضُ عليهم ندى حبّي، ويَغمُرُهم نوري فَيَحْيَون. يا خليقتِي، سَأُحْيِيكِ! لَن أحييكِ لِمَجْدِكِ أَنتِ بل لِمجدي.

*     نعم يا ربّ.

*  صغيرتِي، نادينِي "آبّا"، نعم، اقتربِي منّي، لَن أَتَخلّى عنكِ أبدًا.

 



 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

18/7/1987

 

)  لَستُ مُهيَّأةً للكتابة إذ منذ وصولي إلى سويسرا وأنا أشعرُ بِتَعَب. بالإضافة إلـى الرَّشح، التقطتُ التهابًا في فمي وشفتَيّ، أكادُ لا أستطيعُ تناولَ الطَّعام. بالإضافة إلى الألمِ الحادِ في جنبِي مِمّا مَنَعَنِي مِن النَّومِ طوالَ خَمس ليالٍ ومازال حتّى الآن. )

*  تعالَي، دعينِي أقولُ لكِ أَنَّ كلَّ هذا يأتِي منِّي. إنّها تطهيراتِي. ابنتِي، أُحبُّكِ، تَعلّمي كيف أَعمَل، سأدعَمُكِ حتّى لو كان عليكِ أن تَتعذَّبِي. إنَّنِي أعتَنِي بِكِ ولَن أتركَ أيّةَ لطخةٍ على نفسِكِ. افهمي كيف أَعمل، لكِن اشعري بِحضوري، دعينِي أسمَعُكِ تكلّميننِي، تَذَكَّرينِي. لَن أدعَ أبدًا أيَّ شيءٍ يأخذُ مكانِي، أنا في الدرجةِ الأولَى. إنَّ تَهذيبَ نفسِكِ يَجعلُها تلمعُ كالذهب، والآن سأُذكِّرُكِ لماذا اخترتُكِ. لقد اخترتُكِ بِسَبَبِ شقائِكِ وضعفكِ الفائقَين. أنا إله رحمة. الآن تستطيعين العملَ لَكِن أبقينِي في ذهنِكِ دائمًا. أنا لا أُبعِد نظري عنكِ أبدًا. حدِّقي بِشفتَيَّ عندما أُكلِّمُكِ، أُحبُّكِ، تعالَي. انْهَضي، واجهينِي ودعينِي أَسْمَعكِ الآن .

)  هذا صحيح، كنتُ قد أهمَلتُ الله لِبعضِ الوَقت، لقد شغلنِي كثيرًا تبديلُ البيت، وأشياءُ أُخرى.)

*  اسمحي لِي أَنْ أَستعملَكِ فقط لِمَزيدٍ مِن الوَقت.

*     نعم يا ربّ.

*  لكِ بركاتِي.

*     أُباركُكَ يا ربّ.

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

ستوكهولم 21/7/1987

 

)  اليوم، امرأتان مِن شهودِ يهوه، قرعتا بابِي، فَاستَقْبَلتُهُما. واجَهَتنا مشكلةٌ في اللغة. لكنهما كانتا مصمِّمتين، وبطريقة ما، تَهجّمتا على الإيْمَانِ الكاثوليكي! قالتا إنَّهما ستعودان مع كتبٍ في الإنكليزيّة. سوف أصغي إليهما لِمعرفة ما تريدانِه. وصلتا بينما كان يسوعُ يكتُب معِي. أَريتُهُما بإيْجَازٍ هذا الكَشف، فَضَحِكَتا وفهمتُ كلمةَ "الشيطان". فَتَركتُهُما تَضحَكان. ألَم يَقُل الله لِي، في السابع من أيار، إنّه قريبًا سيسخَرون منّي، وإنَّه قد أعطانِي إكليلَ الشّوك خاصته كي أشعرَ بالاستهزاء؟ أخشى ألاّ يكونَ هذا سوى البداية…)

*  فاسولا، أنا بقربِك، لا تَخشَي شيئًا .

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

22/7/1987

 

*  فاسولا، هل تَريْن كلَّ هذه النّفوس؟ جَميعُها ينتظرُ بالدور.

)  رأيتُ مَجموعةَ نفوسٍ وراءَ يسوع.)

*     يسوع؟

*  أنا هو. نعم، كانت هذه نفوس!

)  فورًا بعدما رأيتُ تلك النّفوس، ظهَرَتْ لِي صورةٌ أخرى. صورةٌ تعودُ إلَى عـدّةِ سنين خلَت، عندما كنتُ في السابعة أو الثامنة عشرة من عمري. كان يَحدث لِي مرارًا، عندما أكون في الصّالون، أَنْ أَرَى نفوسًا جالِسةً على الأرض، ملتزمةً الصّمت، ملتفّةً حولِي بِهدوء، وكأنّها أَتَت لتستمعَ إلى حوار. وفي الوقت الَّذي كنتُ أَتساءلُ فيه لماذا أرى هذه النفوسَ المائتة، وكأنَّنِي تعوّدتُ أَنْ أناديَها، دون أَنْ أُعيرَها المزيدَ من الإنتباه، بِما أنَّها لَم تزعجنِي قط، كنتُ أتلهّى بسرعة بأمور أخرى من حولي.)

*  نعم يا فاسولا، كانت تنتظر!

*     ماذا تنتظر يا ربّ؟

*  تنتظرُ أَنْ تكبري.

*     كانت تعرف؟

*  نعم، كانت تعرف. لقد انتظرتُكِ إلى أَنْ تُحبّينِي وتُكفّري. حبّكِ لِي بِحرارة يُكفّر، وهكذا النفوس في المطهر تُشفى[2]، وتُنتزع من نارِ المطهر فتستطيع أَنْ تأتِي إليّ أخيرًا. فاسولا، هل تعلمين كم هي تتعذّب في المطهر؟ ترغبُ بِرؤيتِي لكنَّها تعجزُ عن ذلك؟ كم هي تعتمِدُ عليكِ! آه يا فاسولا، هل ستساعدينها؟

*     نعم يا ربّ، أُحبُّ كثيرًا أَنْ أَراها في النهاية معكَ!

*  سلامي معكِ، أنا الرّبّ، سأُريكِ كيف تساعدينها. ابْحَثي عنّي دائمًا، ضحّي ولا تتذمّري أبدًا. سأساعدُكِ على تَحقيق رغباتِي. محبوبتِي، أَحِبّينِي لأنَّ حبَّكِ يشفيها.

*     يسوع، هل ستُعلِمُنِي متَى أصبحتْ معكَ؟

*   سأفعل.

*     يسوع، وماذا عن شهود يهوه؟

*  دَعِيهم يعطونكِ كلَّ ما يريدون، استقبليهم معي. ستفهمين لماذا أَرسَلتهم إليكِ . اتكئي عليّ يا محبوبتِي.

*     يسوع، ألَن أقابلَ أحدًا من عالَمِكَ أنت؟

*  دعينِي أخبركِ، فجأة سآخذكِ وأضعكِ بين خاصَّتِي. ابنتِي، لو أنَّكِ استحقيّتِ نعمةً من نِعَمي، لَكنتُ أرَيتكِ كيف أنَّ الحبّ يقود، دون أَنْ يواجِهَ الْمَصاعب، ويكون كل "باب[3] " مفتوحًا أمامه.

*     وهذا يعنِي؟

*  هذا يعنِي أنّكِ لَم تستَحقّي أبدًا هذه النّعم الَّتِي منحتُكِ إيّاها وإنّ رحمتي اللامتناهية جعلَتْني أَنْحَني نحو حقارتكِ. من الآن وصاعدًا، ارغبِي فيّ أكثر مِن أيِّ وقت مضى. ستستحقّين كلَّ نعمةٍ بتقديْمِكِ لِي أعمال الحبّ  .كلُّ عملِ حبٍّ يُجَدّدُ كلَّ ما هَدَمْتِهِ.

*     ماذا هَدَمْتُ يا إلَهي؟

*  كلُّ الأشياءِ الجيّدةِ الَّتِي منحتُكِ إيّاها وحوّلتِها إلى شرّ. كرّمينِي، أُحبُّكِ.

*     ربّي، هل ستساعدنِي على القيامِ بِهذه الأشياء الصالِحة؟

*  سأساعدُكِ.تذكّري أنّ كلَّ ما أعطيتُهُ يَجِب أَنْ يُعطى أيضًا مَجّانًا. أُريدُ أَنْ يكون مذبَحِي نقيًّا  .

)  لاحقًا، أرانِي اللهُ أنَّنِي لَم أستَحقَّ أيًّا من نعمِه. لذلك، أعودُ إليـه الآن بِخجـلٍ وتوسّل.)

*     يا ربّ؟

*  أنا هو.

*     اسمح لِي أَنْ أكونَ في نورِكَ.

*  كونِي في نوري وابقي فيه.

*     اسمح لي[4] أن أتكئَ عليكَ.

*  إنّنِي دائمًا أسمحُ لكِ بذلك.

*     اسمح لِي أَنْ أضمَّ يدَكَ وأكونَ بقربِكَ.

*  تعالي بين ذراعي أبيكِ.

*     اسمحْ لِي أَنْ أُكلّمَكَ!

*  كونِي واحدًا معي، قابلينِي، كونِي صورتِي ودعينِي أتكلّم عنكِ.

*     اسمحْ بأن تعزّيَنِي.

*  سأكونُ معزّيكِ يا صغيرتِي. تعالَي، اشعري بِي، اندمِجي معي، كونِي واحدًا معي، تلاشي فيّ، دعينِي أَمتلكُكِ كلّيًا وأسود عليكِ، دعينِي أغوصُ بكِ في قلبِي.اقتربِي، كونِي فيّ وأنا فيك. كم أُحبُّكِ، يا ابنتِي!

)  شعرتُ باللهِ مسرورًا.)

*     أُحبُّكَ يا ربّ.

)  شعرتُ بِحبِّهِ يغمرُنِي كليًا.)

*  كونِي مَعي الآن. ابقي[5]. لا ترفضي لِي شيئًا، فاسولا، إنَّنِي أصرخُ بقوّة، وصراخي يُزَعْزع ويُجَلْجِل كلَّ السّماوات. كان يَجِب أَنْ تَسمعَ صراخي نفوسُ الَّذين يُحِبّونَنِي، كان عليهم أَنْ يسمعونِي. قولِي لَهم إنَّهم لَم يتوقَّعوا ذلك، أنَّ هذا أنا،  يسوع، ابن الله الحبيب. أُريدُهم أَنْ يتَّحِدوا ويُطالِبوا بالوحدة، بالسَّلام والحبّ، أُريدهم أَنْ يكونوا كجيش الفداء، يُصلحون كلَّ ما قد تَهَدَّمَ وتَشوَّه.  إنّ ندائي يَخرجُ مِن أعماقِ نفسي الْجَريْحَة.باركينِي، يا ابنتِي.

*     أُباركُكَ يا إلَهي. ولتَتَحقَّقَ رغباتُكَ.

*  ابقي مُخلصةً لِي، اتَّحِدي بِجسدي، وتَمسَّكي بِي.

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

24/7/1987

 

)  ها أنا أسجدُ أمام طاولتِي ويسوع أمامي، جالسًا على الأريكَة. أنظرُ إليه منتظرةً أَنْ يُكلّمَنِي.)

*  مَحبوبتِي، زيدي حبَّكِ لِي، فتُشْفى النّفوس هكذا. أَحِبّينِي وحرِّريهنَّ . حتّى الآن أَعَدْتِ إلَيَّ خَمس نفوس. أَرضينِي وأعطينِي نفوسًا. أُريدُ إنقاذَ كلِّ هذه النفوسِ البائسةِ الموجودةِ قربَ أبوابِ الشَّيطان. أُحبُّكُم جَميعَكم كثيرًا!

)  لاحقًا )

*   Agapa Me [6].

*     يسوع؟

*  أنا هو. قولِي لـ"سيركا ليزا" أَنْ تُحبَّنِي أكثَر. لماذا هي لا تأتِي إليّ؟ أنا معزّيها. 

  إنَّنِي أسهرُ عَلَيكم، أنــا معزيكم، هل تعلمُ أيّ لجَّة حبّ هو قلبِي؟ أُحِبُّها يا فاسولا، سأَنتظرُها، ولَن أتوقَّفَ عن مناداتِها:"أَجيبِي أيَّتُها النَّفس! أجيبِي على ندائي! تضرّعي إلَيّ في صلواتِكِ، خاطبِي هذا القلب الَّذي يُحبُّكِ. سأنتظر" .

)  أعطانِي يسوع هذه الرِّسالة أَعلاه لإحدى صديقاتِي.)

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

25/7/1987

 

*  أنا أبوكِ السماوي الَّذي يُحبّكِ. لا تنادي "أبِي" سواي أنا خالقكِ. تعلّمي منّي. فاسولا، ألَم أَقول إنَّنِي دائمًا بينكم؟ أنا حبّ. أَعيدي قطيعي إلى الحبّ لأستطيعَ إنقاذه. دمّري الوثنيّة، أحثّي الحبّ. ساعِدي أولادي بإعطائِهم نفس الغذاء الَّذي منحتُكِ إيّاه .

*     بِمساعدتِكَ سأحقِّقُ رغباتِكَ. كُن النّورَ الَّذي يقودنِي.

)  إنّ فكرة وصول شهود يهوه قريبًا تُزعجنِي. ماذا سأقولُ لَهم؟ )

*  اكتبِي.

)  أشارَ يسوع بيده إلى الدَّفتر.)

*  أَحبّيهم. افعَلي ما أَطلبه مِنكِ، أَحبِّيهم، إنّهم جَميعَهم أولادي.

*     لَكنَّنِي أَخشى أَنْ ينصحونِي خطأ. وكأنَّهم يُريدون القولَ أنَّ شهودَ يهوه وحدَهم في العالَمِ كلِّه يستحوذون على الديانة الصَّحيحة، وأنّ بقية العالم، كالكاثوليك، الأرثوذكس، البروتستانت، المسلمين، والعبرانيين، هم على خطأ كلّي! وفقط إيْمانـهم يسمح بدخولِ السَّماء.

)  بدا يسوع صلبًا.)

*  محبوبتِي، أَحبيّهم.

*     حسنًا. ولَكِن ماذا لَو بدأوا يضلِّلونَنِي؟

*  هل أبقى ساكِنًا إنْ سَمعتهم يضلّلونَكِ ؟

*     كلا.

*  ابنتي، لا تَخافي. سأَقودُكِ.

*     أنا سعيدة معكَ يا إلَهي …

*  لماذا[7] ؟

*     لأنَّنِي أُحبُّكَ، لأنَّكَ سعادتِي، فَرَحي وبسمتِي. أنتَ هو حياتِي السَّعيدة. هذه هي الأسباب.

*   املإينِي فرحًا يا فاسولا، أَحِبّينِي. فاسولا، احفري في أعماقِ قلبِي ودَعِي كلَّ حُبِّي يذيبُكِ كليًّا جاعلاً منكِ شعلةَ حبٍّ مُضْطرمةً مِن الحبّ! محبوبتي، ارتاحي فيّ ودعينِي أَستريحُ فيكِ، كونِي سَمائي  .

                                               

 

 

 

 



 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

 

26/7/1987

 

*     إلَهي؟

*   أنا هو. صغيرتِي، مَن سِواي كان لِيقودكِ في هذا الطَّريق الخاص ما لم أخترْهُ أنا الله لكِ؟

*     في البداية، تردّدتُ كثيرًا، خاشية أَنْ يكونَ هذا من الشَّيطان.

*  لكان هرب الشَّيطان عندما كنتِ تعبديننِي، فذلك يَكْشِفُه مُظهرًا مُخططاتِ فكرِهِ المخادعة. فهو لا يستطيع تَحمُّلَ التواضع والحُبِّ والعبادة؛ تذكّري ذلك دائمًا. تَمسَّكي بيدي وتسلَّقِي[8]. لا تَملّي، توبِي غالبًا. كيف ستتصرَّفين الآن؟

*     أتسألنِي أنا يا ربّ؟

*  أنا هو .

*     لن أستطيعَ ما لَم تساعدنِي.

*  حسنًا. إنّ من يقاوم رغباتِي يرفض طاعتِي.

 

 

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

27/7/1987

 

)  أتيتُ إلى الرَّبّ شاعرة بأنَّنِي متروكة. وكأن الله ليس قريبًا كالسّابق.)

*   لا تَحزنِي يا فاسولا، سأوضحُ لكِ كلَّ ذلك. أنا بقربكِ .

 



 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

28/7/1987

 

)  ما زلتُ أشعرُ بأنَّنِي متروكة.)

*     يسوع، أخاف كثيرًا أَنْ أُضلِّلَ الناس، عندما أُخْبِرهم أنَّنِي أشعرُ أحيانًا بيدِكَ تلاِمس رأسي. ربّما أنا على خطأ؟ إنّه لَمريع أَنْ أخطئ!

*  لا تحزنِي. آمنِي بِحبّي المخلّص . لَقَد لاطَفْتُكِ مرّاتٍ عديدة ، الآن كما في الماضي. لا يا فاسولا، أنتِ لَم تَتَخيَّلي ذلك، هذا أنا يسوع .

 



 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

29/7/1987

 

)  ما زال ينتابُنِي نفسُ الشعورِ الكئيب.)

*     يسوع؟

*  أنا هو. لَقَد سبقَ وقلتُ لكِ أَنَّ روابطي هي روابطُ أزليّة. ما بالُكِ تَخافين؟ إنّكِ تُخْطئين باعتقادِكِ، أنّنِي لا أستعملُكِ كالسّابق، أنّني لستُ معكِ كالسّابق، أو أنّنِي تركتُكِ، أَو أَنَّنِي غاضبٌ منكِ. كلا، كلا يا فاسولا، ليس لأيِّ سببٍ من هذه الأسباب. حبّي لكِ لَم يَتَغيَّرْ، لَم أتَخلَّ عنكِ، سأتابعُ إلْهامَكِ.

 

 

 

 



 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 



 

 

 

 

30/7/1987

 

)  مازلتُ قلقة. لماذا لا أشعر بالله كالسّابق؟)

*     يسوع؟

*  أنا هو. تعالَي ، انظري إلَيّ. نعم، انظري.

)  نظرتُ في عينَيّ الله فحنَّيتُ.)

*  أَلَم أرفَعْكِ وأضعْكِ في قلبِي، دون أنْ أهتمَّ مَن تكونين؟  فاسولا، يا فاسولتِي، هل تَخلّيتُ عنكِ يومًا[9]؟ فكّري. أنا حبّ، سأسْكبُ عليكِ حبّي إلى أنْ آتي وأحرِّرَك . Ela thipla Mou ; ime o Christos[10] .

)  حاولَ يسوعُ أَنْ يُطمئنَنِي، فشعرتُ بتحسُّن.)

 

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

31/7/1987

 

*  تعالَي يا فاسولا. سأوضحُ لكِ خوفَكِ غير الْمبرّر. إنّنِي أُعلِّمُكِ الفطنة. لا تعتبري ذلك تَخلٍّ منّي. اكتبِي. إنَّنِي أمنحُكِ نعمتي لِتَبلغي أعلى درجات التأمّل، وفي نفس الوقت، أُطهّرُ نفسَكِ لِتَصِلَ إلى السّمو. كونِي مطمئنّة، يا مَحبوبتِي، لأنَّنِي معكِ ولست أبدًا بعيدًا. إنَّنِي أُنعِشُ حبّكِ لِي وأقوّيكِ . ونتيجة هذا كلّه، ستكون عبادة عميقة وحبٌّ مثالِي. فاسولا، أَرغبُ في أَنْ تَبلغي هذه الدرجة السامية في التأمّل. يَجِب أَنْ تكبري. محبوبتِي، امْحي من فكرِكِ كلَّ ظلِّ شكّ، وكلَّ ظلٍّ يُحزنُكِ. أُريدُ أَنْ تتقدَّمي، أُريدُ أَنْ تبلغَ نَفْسُكِ الكمالَ والنقاوة، سأجعلُ نفسَكِ تتقدَّمُ في هذا النّورِ السّامي والدقيق. وعندما تتطهّرُ نفسُكِ تتمكَّن أَنْ تُقدِّمَ لِي فضائلَ مغمورةً بالكمالِ والنّقاوة. مِن الصلاة العقلية ستُحقِّقين التأمّلَ الأسمى. هذا الجفافُ والشعورُ بالوحدَة يَجعلانكِ تُفكّرين "أنَّ كلَّ شيء قد ضاع"، يَنتُجان عندما أَستردُّ جزءًا من نوري منكِ. لِذا لا تَخافِي. افرَحي لأنَّك تَشعرين بالفرق. عندما أَستردُّ منكِ جزءًا من نوري، أُصعِّدُ فيكِ رغبةَ البحثِ عنّي ، فأعطي هكذا عقلَكِ نورًا أدقّ. لكنَّني لا أستردّ أبدًا منكِ كلَّ النور، لأنَّنِي أتْركُ لكِ دومًا قليلاً منه كي تَريه فتَتْبعيه، ولأسْندَكِ كي لا تعثري. أنا من يَمنحُكِ هذه الحيويّةَ لِتتابعي البَحثَ عنّي بِحماسٍ أكثرَ من قبل.  فاسولا، ابْحثي فيّ عن رغباتِي. لَن أَتَخلّى عنكِ أبدًا، لأنَّنِي أبوك السَّماوي الَّذي يريدُكِ أن تكبري وتزهّري. وهذه هي طُرُقي. لا تَخافِي بل ابقي مُتَيقّظة، لا تنامي أبدًا، ابْحَثي باستِمرار . ستتعلّمين منّي، أنا معلِّمُكِ . أَحبّينِي يا فاسولا، ابتسمي لِي عندما تريننِي وخذي يَدي عندما أَمدُّها لكِ. لكِ سلامي، ثقي بِي . تعالَي، أُحبُّكِ .

*     آه يا أَبتاه، أشكرُكَ لأنَّكَ طمأَنْتَنِي وشرَحْتَ لِي كلَّ ذلك؛ أشكُرُكَ على كلِّ تعاليمِكَ؛ أُحبُّكَ!

 



 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

بعد العودة من سويسرا 4/8/1987

 

)  أنا خائفة تقريبًا مِمّا أعتقد أنّه يَحدُث. هل هذه هي الفطنة الَّتِي حدّثنِي عنها الله في الأسبوع الماضي؟)

*     إلَهي؟

*   أنا هو يا محبوبتِي.

*     هل أفهمكَ جيدًا يا ربّ؟

*  نعم! إنَّ الحبَّ سَيجْعلُ منكِ مرآةً تعكسُ نِزاعَ كلِّ المُتألِّمين. ستَشعرين بِنزاعِهم وعذابِهم وكأنَّهما لكِ. فإذا سَمعتِ أو عايَنْتِ عذاباتِ الآخرين، أو إذا كان أحدٌ في غمٍّ كبير، أنا الرَّبّ، سأهبُكِ نعمةَ الشعورِ بِهذه العذابات بقدر الَّذي يُعانِيها. عندها تتَمكَّنين مِن ولوجِ جراحاتِهم فتُدركين بوضوحٍ شعورَهم. يا محبوبتِي فاسولا، بِهذه البصيرةِ الَّتِي أمنحُكِ، تساعدينَهم بطريقةٍ هائلة. تعذّبِي عندما يتعذّبـون، وإذا أنكرتِـهم، سأذكرُكِ بذلك باستمـرار. ستُشاركيـن في
عذابِهم
.

*     آه يا إلَهي، هل يقوى جسدي على تَحمُّلِ كلِّ هذا؟ لستُ خائفَة لَكِن جَسَدي ضعيف…

*   تذكّري، سأمنحُ القوّة الكافية لنفسِكِ كما لِجَسدِكِ، حتّى النِّهاية. صَدِّقينِي، هذه نعمةٌ يا صغيرتِي. أَحِبّي أَولادي كَما أنا أحبُّهم. كونِي صورتِي. اندمِجِي مَعي ومَعهم. أُحبُّكِ وبِحبٍّ فائقٍ، أمنحُكِ هذه النِّعمة. لا تَملّي، تعالَي، سأُعبِّرُ لَكِ عن حبّي بإعطائِكِ مساميري. اشعري بكلِّ العذابات . ابنتِي، هل تفعلين كلّ ذلك من أجلي؟

*     نعم يا إلَهي… إن كانت هذه هي مشيئَتَك.

*  تعالَي، الحبُّ سيقودُكِ .

)  لقد شككت بالأمر وإليكم السبب:

منذ ثلاثةِ أيامٍ خلَتْ، عَرضَ التلفزيون وَلَدَين تُوُفِّيا سجينَين تَحتَ الأرض. شعرتُ بالأسفِ لأجل الولدين وأهلهما. فصلّيتُ للوالدَين. وفي اليومِ التالِي، في نشرة الأخبار، عرضوا التخريبَ الَّذي سببَتْهُ عاصفة مرَّتْ في كندا والْجَمعَ الخائف مِمّا حدث. فصلّيتُ في الليلِ نفسِهِ مِن أجلِهم أيضًا. شعرتُ بالأسف ولَكِن ليسَ كما لو كنتُ مكانَهم. فجأة، وَجَّهَ اللهُ نَحوي شعاعَهُ الثاقب. شعرتُ به يَخترقُ صدري ويَخرجُ من ظهري، لقد أحرَقَنِي وسبّبَ لِي ألَمًا كبيرًا فأسرعتُ لأحضرَ جرعةَ ماء. كنتُ وكأنَّنِي متوهِّجَة! بعدها، غفوت، فأعطانِي الله صورةً حيّة عمّا كان يَجب أَنْ أشعرَ به أمام كوارثَ كهذه. رأيتُ في حلمِي ولدي. فاستيقظتُ بسبب الحزن، فطلب الله منّي أَنْ أُصلّي وأنا في حالة الحزن هذه من أجلِ الأهلِ الَّذين خسروا أولادهم. فصليّتُ بِحرارة، كما لو كانوا أولادي.

عُدتُ إلى النَّوم، فمنحَنِي اللهُ من جديد صورةً عن ذاتِي وقد أدرَكَتْنِي العاصفة. فكابدتُ يائسةً خائفةً الموت. فأيقظنِي اللهُ مِن جديد طالبًا منّي الصلاة للذين عاشوا ذلك. فصلّيتُ بِحرارةٍ بينما كانَت هذه الصورةُ المرعبةُ لا تزالُ حيّة في خيالِي.)

 

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 



 

 

5/8/1987

 

*     يسوع؟

*   Egho imé[11].

*     أشكركَ على هذه النّعمة. مع أنّنِي أعلمُ أنّها لِتُقِيتَ الآخرين، لكنّها لِي أيضًا.

*  لِساعاتٍ خالِدة، أنتِ وأنا سنكونُ معًا. فاسولا، ألَم أَقُلْ إنَّ الحكماءَ لَنْ يفهَموا ما يأتِي من الرّوح؟ إنّ الفلسفةَ لا تُقارَنُ بالروحيّات. أبدًا . إنَّها إحدى أهم الأسباب الَّتِي تَجعلُ أصحابَ السّلطةِ والَّذين يَدَّعون الحكمةَ يسْخرون منكِ، يَحتقرونَكِ، يُكئِبونَكِ، يتفحَّصونَكِ، لِذا كونِي مُتيقِّظةً يا محبوبتِي، للذئابِ الَّتِي تطاردُكِ. لا تَخافي، سأكونُ بقربِكِ.

)  تنهدّت.)

*  فاسولا، كلُّ هذا ليس سوى ظلٍّ عابر، لا تيأسي، سأكونُ بقربِكِ.

)  فتذكّرتُ حينَها، كم أنَّنِي غيرُ أهلٍ لأكـونَ خارجَ المنفى، وكم أَنَّنِي أكرهُ هـذا

المنفى. إنّ ما كان لِي مُسليًّا في حياتِي الماضية أصبحَ لِي الآن عذابًا، لَم أعُدْ أحبُّ هذه الأشياء، ولَم أعُدْ أتَحمَّلُها …إنَّنِي لا أنسجمُ معها.)

*   أعرف. اتكئي عليَّ.

)  شعرتُ باليأس.)

*  فاسولا، يا فاسولا، كلا، أنتِ عاجزةٌ الآن عَن التمتّعِ بإغراءاتِ العالَمِ كما في السّابق، لأنّ هذه هي مشيئتِي. لا أريدُكِ أَنْ تتحمّلي هذه الأشياءَ بعدَ الآ ن  .

*     يسوع؟

*   أنا هو. انظري إلَى يديَّ، انظري. فاسولا، إنَّها تَنْزف. فاسولا، أَحيِي كنيستِي. اسْمَعينِي، هل رأيتِ كلَّ هذا الدم الَّذي يسيلُ على ذراعي؟ أنا أتألَّم.

)  كانَت الرؤيا حَيّة جدًّا فاعتَقَدتُ أَنَّ دمَهُ سيسيلُ على الدَّفتَر.)

*     ربّي، لماذا تُحزننِي هكذا وتُرينِي كلَّ ذلك؟

*  محبوبتِي، لأجعلَكِ تفهمين كم أنّنِي أَتعذّبُ لِرؤيةِ نفوسٍ كثيرةٍ تَحتَ تأثيرِ قوّةِ الشيطان.دَعينِي أَستَعملُكِ حتّى النهاية.

*     أُحبُّكَ.

*   كونِي معي؛"نحن". سأُذكِّرُكِ بذلك دائمًا  نحن[12] أَحِبّينِي.

 

 

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

 

7/8/1987

 

*     يسوع؟

*   أنا هو.

)  أعطانِي يسوعُ مِن جديد رؤى عَن جَلدِه. كانت الجهةُ اليمنَى من وجهِهِ متورِّمة. فانْهارَت قواي من جديد.)

*  فاسولا، أُحبُّكُم كثيرًا جَميعَكم!

*     أسرع! أسرع!

)  أردتُ بذلك أَنْ أقولَ لله: "أسرعْ بإتْمامِ مشيئتكَ كي يتوقفَ عذابُك!" لَـم

أعُدْ أحْتمِل رؤيَتَه يتعذَّب.)

*  بقدرتِي، سأقيمُ حتّى الأموات. فاسولا، أُريدُ توضيحَ رسالةِ الأسبوعِ الماضي. هل تعلَمين أنّنِي أستردُّ فقط جزءًا صغيرًا من نوري؟ هل تشعرين بذلك؟

*     نعم.

*  حسنًا،عندما أنزعُ جزءًا بسيطًا من نوري، أُغذّي عقلَكِ، بِمعنَى أنّنِي أَجْعلُكِ تبحثين عنّي أكثر، فأرفعُكِ إلى التأمل، مفعِمًا عقلَكِ بالحياة والنشاط، فيصبح مثمرًا.

*     كيف كنت تغذّينِي قبلَ أَنْ توصلَنِي إلى هذا؟

*  لقد أعطيتُكِ وسائلَ تفوقُ عقلَكِ. الآن، أرغبُ أن تَخْتَبِري درجةً عاليةً في التأمل. فاسولا، يَجب أَنْ تتقدّمي. إنَّنِي فقط أغنِي غذاءكِ بِهذا التغيير الصغير. أُريدُ أَنْ يكونَ ذلك واضحًا لكِ. لقد قلتُ لكِ إنَّنِي سأُجرِّدُكِ في كلِّ حاسّة، أليس كذلك؟

*     نعم يا ربّي، لقد قلت ذلك.

*  الآن بعد أَنْ جرَّدتُكِ، سأُحيي قدراتِكِ.

*     ماذا عن الفطنة الَّتِي تكلَّمتَ عنها؟

*  نعم، فطنتكِ. إنَّ منحَكِ هذه النِّعمةَ الروحيّةَ سيساعدُ آخرين.

*     كيف يا ربّ؟

*  تصبحين قادرةً على فهمِ أولادي فتتمكَّنين من مساعدتِهم. لا تعتبري نزْعَ قليلٍ من نوري كتَخلّ، كلا يا فاسولا، إنّني فقط أدفعُ نفْسَكِ نحو القداسة.

*     يا ربّ، كنتُ خائفةً أَنْ أصبحَ كزورقٍ دون مَجاديف فأحيد عَن الطَّريق، خاسرةً كلَّ ما علّمتَنِي إيّاه! كنتُ مرتعبة!

*  فاسولا، يَجِب أَنْ أطهِّرَك، تعلّمي أنّه أثناءَ تطهيرِ نفس، تَمرُّ النَّفْسُ في مَخاوفَ وعذاباتٍ مريعة. لَكنَّنِي أقولُ لكِ هذا، إنَّ توقَكِ إلَيَّ يؤهِّلُكِ للنمو في هذه النعمة.

*     وما هي؟

*  التأمُّل. أُريدُ أَنْ يبلغَ حبُّكِ الكمال، باستسلامِكِ كليًّا لِي.

*     يسوع، إنَّ نَفْسِي تتوقُ إليكَ.

*  صغيرتِي، ألا أتوقُ أنا أيضًا إليكِ؟ نَحن[13]. تعالَي، لنذهب.

)  فهمتُ الآن أَنَّ الله يعلِّمنِي أَمرَين في الوقتِ نفسه: التأمل والفطنة. إنـه يُحَضِّرنِي بِهدوء إلى هذا التغيير. عندما سحبَ منّي جزءًا مِن نورِه، ارتعَبت. وفورًا بدأَت نفسي تَضيع. وكما أنَّنِي مذنبةٌ ومُمتلئةٌ خطايا، رحتُ أفتِّشُ عن الخطايا الَّتِي أغْضَبته إلى درجةٍ جَعَلتْهُ ينزعُ منّي نورَه تدريْجِيًّا. هل أهنته؟ أم أنَّه الشَّيطانُ من يفعلُ بِي ذلك؟ لكنَّنِي فكَّرتُ أنَّه في الحالتين يَجب أَنْ أتَمسَّكَ بشدّةٍ بِمخلِّصي، أَنْ أُصلّيَ أكثرَ من العادة، أَنْ أتأمّلَ أكثر، وأستعملَ أكثرَ كلَّ النعم الأخرى الَّتِي مُنِحَتْ لِي، أَنْ أشعرَ بِحضورِه، أَنْ أكلِّمَهُ أكثرَ مِن العادة، ألاّ أَنسى أبدًا حضورَه، أَنْ أعملَ بِكدٍّ أكثرَ من أيِّ وقتٍ مَضى. لَو كان الشَّيطان، لَكان هرب مغتاظًا، وتركنِي بِسلام، ومن جهّة أُخرى إذا كان هذا من الله، كتجربة، أرغبُ أن أجتازَها كتلميذةٍ مُجتهدة. فأنا أريدُه مُبتَسمًا.

مرّت بضعةُ أيّامٍ دونَ تغيير. ضَعُفَتْ قواي. وبدأتُ أفزع. حاولتُ خدمَتَه بِمزيدٍ مِن الْحَماسِ والعبادةِ لكنَّنِي عَجزتُ أَنْ أفهمَ لِماذا لَم يساعدْنِي كلُّ هذا، على الأقلّ هذا ما أعتقِدُه. حينها، شرحَ لِي مُخلِّصي ومعلِّمي عمّا كان يَحدث. عندما أعتقَدتُ أنَّه تَخَلّى عنّي، كان يُطهّرنِي، رافعًا إيّاي إلى درجةٍ عاليةٍ في التأمل، منمِّيًا عَقلي بإعطائه نورًا ثاقبًا[14]، ليغذّيَ فطنتِي.)

 




 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 



 

 

 

10/8/1987

 

)  أيقظنِي الرَّبُّ في الليلةِ الماضية وسألَنِـي مِن جَديد أَنْ أَستَسلمَ له. كانت هـذه كلماتِي: "أشكركَ يا أبتاه لأنّكَ نظَرْتَ إلَيَّ، أنا الَّتِي تُجسِّدُ خطايا هذا العالم. أَشكركَ على رحْمَتِكَ لِي عندما أنكرتُكَ. أشكرُكَ على حبِّكَ لِي، رغم ذنوبِي. لقد رفعْتَنِي إلى قلبِكَ. اسْمَح لِي أَنْ أَبقى بقربكَ، قربَ رِجْلَيْك. وإنَّ سَماحَك لِي بِهذا هو أكثرُ مِمّا أستحقّ. أن تسمحَ لِي بِمخاطبتِكَ يفوق استحقاقاتِي، أنا لا أستحقّ شيئًا. يا أبتاه، إنَّنِي أستسلمُ كلّيًا، أعرف أنَّنِي عدَم، لكِن هذا العدم يَخصُّك. إنْ أَرَدتَ رَميي في الزاوية، افعل ذلك. إن أردتَ أَنْ تدوسَنِي، افعل ذلك. إن أردتَنْي أَنْ أتعذّبَ فليكن. إن أردتَنِي في قلبك، هذا أكثر مِما أستحقُّ بكثير. مهما رغبتَ يا ربّ لا أريد سوى أَنْ أشكرَكَ وأُحبَّكَ. استعملنِي إن كنتَ ترغبُ في ذلك، حتّى آخر قواي لِمساعدة الآخرين. اجعلنِي جديرةً فتستطيع أن تستعملَنِي كليًّا. أنا لَكَ وفقط لكَ. أنا بائسة، لكنَّنِي أُحبُّكَ".)

*     يسوع؟

*  أنا هو. فاسولا، لَقَد بدأتُ تعليمَكِ في شهرِ آب. فاسولا، هذا أشبه بِذكرى سنويّة بيننا. ابتهجي!يا محبوبتِي، هذا عيدُنا، دعينِي أضعُ لكِ إكليلَ حبّ. تعالَي، احتفلي معي.الآن، أدعكِ تذهبين[15]، لَكِن تعالَي إليّ لنحتفلَ بشهرِ آب .

)  عندما قالَ لِي يسوع ذلك، أسرعْتُ للتفتيش عـن التاريخ في دفاتري القديـمَة. قفزت من الفرحِ عندما قرأتُ ما قاله لِي دانيال، ملاكي الحارس:"أنا دانيال، أباركُكِ باسم الله أبينا، وابنِه الحبيبِ يسوع المسيح والرّوح القدس. طوبَى لأنقياءِ القلوب فإنَّهم يُعاينون الله". ثمّ قادنِي دانيال إلى الله، وأنْهى كلامه قائلاً:"المجد لله. لقد أتْمَمْتُ كلّ ما طلبَهُ الله منّي". كان ذلك في 10/8/1986، ومِن حينها، بدأ اللهُ يعلِّمنِي. فَرُحتُ أطيرُ مِن الفَرح، مسرعةً لأخبرَ ابنةَ عمّي بِهذا! أنَّنِي كنتُ أحتفلُ مع الله! ففرحَتْ معي أيضًا، لكنّها حذّرتنِي أنَّه ربّما الآخرون لن يفهموا أو يصدّقوا أنَّنِي مغرمةٌ بالله، فيهينونه بِمشاعرَ خاطئة. لقد أحزنَنِي وأخافَنِي كثيرًا ما قالَته لِي. هل يُعقل أَنْ تكونَ على صواب؟)

*     يسوع؟

*   ابنتِي.

*     أنا خائفةٌ من هذا.

*  أعرِف، خُذِي أُمّي يا فاسولا. أَرَدتُ إفهامَكِ كَم أنَّ أفكارَكِ خاطئة . لقد علّمتُكِ أَنْ تُحبّينِي، أنا إلَهكِ، وأُريدُ أَنْ يُحبَّنِي كلُّ شخص  ، إنَّنِي أحتفلُ بنهاية السَّنة. محبوبتِي، هل تريدين أَنْ تكونِي ابنةَ سلامي وحبّي؟ رأيتُ كثيرًا من النّفوس قد ملأتْها الكَراهِيَة بعد أَنْ ملأتَ ملكوتِي بسلامٍ أزلِي، ألا أرى خليقتِي تُجاهدُ لأجلِ السَّلام؟ يا صغيرتِي، لقد اقتَرَبْتُ منكِ رغم بؤسِكِ ورفضِكِ وزلاتِكِ. أنا إلهُ
الحبّ
. أَنظرُ إلى أولادي بعيونٍ مُحِبّة. فليتَعَلّمْ كلُّ امرئ أَنْ يعرفنِي إلى أَنْ آتِيَ وأُحرِّرَهم. فلتَقتربْ منّي كلُّ نفسٍ دون خوف ويعلموا أنَّنِي أستقبِلُهم بذراعين مفتوحتين لأنَّنِي أبٌ مُحبّ. فليَعلَموا أنَّنِي أستطيعُ تَحويلَ الحجارةِ إلى خدّامٍ مُخلصين لِي، فليعلموا كيف أُحرِّرُ نُفوسَهم وأمنحُهم الحرّيةَ الحقيقية . فاسولا، لَن أتَخَلّى عنكِ، لَكِن بِسببِ خوفك، سأدعُ أمي تعلِّمُكِ كم أنّكِ مخطئة. سأكونُ دائمًا بقربِكِ،  نحن ؟

*     نعم يا ربّ.

)  فهمت أنّه لِبعض الوقت، ستعلِّمنِي القدّيسة العذراء وتثبت لِي أنَّ مَخاوفِي غيـرُ صحيحة. بين10و14آب، شعرتُ بالقدّيسةِ العذراءِ بقربِي، تُكلّمُنِي، وأدركْتُ أنَّ مشاعري لَها هي بنفسِ قوّة مشاعري ليسوع.)

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

14/8/1987

*     إلَهي!

*   أنا هو. هذه كلماتِي لِهذا اليوم: "كلُّ من يَبحثُ عنّي يَجدنِي." محبوبتِي، أَحبّينِي دائمًا بِحرارة ومَجّدينِي. كرّري كلماتِي لأورجان: "آمِنْ…آمِنْ…آمِنْ… تعالَ، أيُّها الحبيب. لقد ناديتكَ فعلاً، أخي! كم أُحبُّكَ! أنا مُخلّصك، أُقدِّمُ لكَ حبّي. أنا سَلام. تَعال، تعال إلَيَّ وادْخُل إلى عمقِ جراحاتِي، تَحسَّس قلبِي، أشعر بِحضوري… أخي، امكث في جراحاتِي."

 زهرتِي، ابقي[16]يا محبوبتِي، هذه أمّي".

*        أمنا القديسة: آه يا فاسولا، دَعينِي أقولُ لكِ ماذا سيحدث . ستمجّدين ابنِي. ابنتِي، كلِي منه.

*     آه أيَّتها القدّيسة مريم كنتِ دائمًا تشجعيننِي! كنتِ سندي منذ البداية.

)  شعرتُ بِحبٍّ تـجاهها يوازي حبّي ليسوع. إنَّها عطوفةٌ جدًا!)

*        ضعي دائمًا أيقونتِي[17]، لأنّنِي بارَكتها وهي عليكِ. لكِ سلامنا.

)  في هذه الأثناء، انْحَنيت ساجدة وكرَّمتها في الصَّلاة.)

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

16/8/1987

 

*      إلَهي، أُحبُّكَ!

*  فاسولا، أنتِ صالِحة بنظري  . استمِعي واكتبِي. إنَّ هابيلَ سيَعيشُ اليوم. اعتمدي فقط على إلَهِكِ. هابيل سيَعِيش! هذه المرَّة سَيَعيشُ هابيل. محبوبتِي، إنَّ العالَمَ بضعفِه مُمتلئ مِن نسلِ قايين. هل يَجِب أَنْ أَتَحمّلَ دائمًا رؤيةَ نسلِ قايين يَحكمُ ويقتلُ أبناءَ هابيل؟  كم يَجب أَنْ يُهْلَكَ بعد تَحت نظري؟ كلا يا فاسولا، لديَّ جراحاتٌ قد تفتّحت مِن جديد. إنَّ هذا الجيل هو مِن نسل قايين. محبوبتِي، كلّما نَهضَ أحدُ أبناءِ هابيل، دون أدنَى تردّد، يُكرِّر أحدُ أبناءِ قايين جريْمتَه. أتَرين يا صغيرتِي؟

)  بدا اللهُ حزينًا وهو يقولُ لِي ذلك، فحزِنْتُ أنا أيضًا.)

*     لأيِّ سبب؟

*  لأنّ أبناءَ هابيل هم زرعي، فهم يأتون منّي.

*     ونسل قايين؟

*  نسل قايين؟ ينتمي إلى العالم. إنَّه يأتِي من الإنسان . هذه المرّة، سأَتَدَخَّلُ بين قايين وهابيل خاصّتِي. سأُبيدُ كلَّ ما يأتِي من نسلِ قايين. سأنتزعُ السِّلاح من يدِ قايين، وأترُكُه عريانًا. يَجبُ أَنْ يواجِهَ هابيل أعزلَ. سأوضحُ لكِ كلّ ذلك يا فاسولا. واجهينِي، وعندها تأملّي شفتَيَّ وستفهمين. هل لا زلت تريدين أَنْ تعملي لأجلي؟

*     نعم يا إلَهي، إذا سَمحتَ لِي بذلك.يسوع؟

*  أنا يسوعُ المسيح، ابنُ اللهِ الحبيب والمخلِّص.

                                                                               

*  نحن؟

*     نعم يا ربّ.

)  أنا سعيدة ويسوع يبتسم! )

*  تعالَي إذًا، سنعملُ معًا.

 




 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

20/8/1987

 

*     إلَهي؟

*   أنا هو.

*     أعتقدُ أنَّنِي أفهمُ آخِرَ رسالةٍ لكَ.

*   طفلتِي، لم تفهمي سوى جزءٍ منها.

*     من الجزءِ الَّذي فهِمْتهُ، هل قايين يُمثِّل أيضًا التكنولوجيا الَّتِي تأتِي من الإنسان، الموادَ غير الروحية؟

*   نعم، قايين يُمَثِّل كلّ ما ينتمي إلى العالم. اكتبِي. قايين يُمثّلُ كلَّ ما تكرَهُهُ عيناي. إنّه يُمثِّلُ، في هذا العصر، الظلم، الماديّات، الانتفاضات، الكراهية، الوثنيّة، الَّذين يضطَهدون مَن بارَكْتُهُم، والفسادَ الأخلاقي. إنَّ قايينَ لَم يَفْهَم قط هابيل الَّذي صَنَعْتُهُ على صورتِي. إنَّ هابيلَ يأتِي منّي، إنّه زرعي.

*     هذا يعنِي أنَّه روحيٌّ ويُحبُّكَ؟

*  بالضبط، وبسبب هذا الفرق، أَبْغَضَه قايين . لقد قلْتُ أَنَّ الْحُكماءَ لن يَفْهموا ما يأتِي مِن الرّوح .

*     ربّي، هناك ما يقلِقُنِي.

)  فضّلتُ ألاّ أكتبه.)

*   أعرف. كلُّ ما سأفعَلُهُ هو تَحطيم حكمَتِه . ما هو أَهمُّ بالنّسبةِ لكِ، أَنْ أترُكَه تَحتَ هذه الأثقال أم أترُكَكِ قلقة؟ حتّى لو تركتُكِ تتألَّمين، ماذا تَختارين؟

*     أختارُ دون أدنَى شك أَنْ أتألَّمَ لأجله.

*  لقد أيقظتُكِ من غفْوتِكِ، ألا أفعلُ نفسَ الشيء مع الآخرين؟

*     نعم يا إلَهي.

*  لِذا، دعينِي حرًّا بأن أتصرَّفَ من خلالِكِ . يا مَن قدَّسَتْها يَدِي، إنّ روحي عليكِ. يا خطيبتِي، ومحبوبَةَ نفسي، لقد أعْطَيتُكِ مَجّانًا، أعْطي أنتِ أيضًا مَجانًا. تعالَي وتلاشي فيّ وكونِي واحدًا معي! أُحبُّكِ يا فاسولتِي.

*     يسوع، لا أجدُ الكلمات، لأنّ كلَّ ما سأَقولُه لن يكون كافيًا. سأفعلُ كلَّ ما ترغبُ به.

*   تعالَي إذًا، سأُجدِّدُ خليقتِي. نحن؟

*     نعم!

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

23/8/1987

 

)  حصل معي البارحة أمرٌ مُميّزٌ جدًا! قضيتُ نَهـارًا صعبًا. كان النَّهار المخصّـصَ للغسيل وكانت في شقتِي كلُّ الآلات تعمل سويًا. بِما أنَّ الطقسَ كان جَميلاً، ذهبَ زوجي وابنِي إلى المسبحِ عند الساعةِ الحادية عشرة، ووعدانِي أَنْ يعودا السّاعة الثالثة من بعدِ الظهرِ للغداء. بقيتُ أعملُ وحدي في المنزل. عند السّاعة الثانية إلاّ ربعًا، أَشعَلتُ الفرنَ الكهربائي لأذيبَ الزبدة وفجأة، إنقطعَ التيارُ الكهربائي، احترقَ "الفيوز" الرئيسي وتوقَّفَت كلُّ الآلاتِ عن العمل. بَحثتُ لأجدَ "فيوزًا" فأستبدِلُه، لكنَّ زوجِي كان قد أَبدَل مكانَها، المَحلاتُ قد أَقفَلتْ لأنّه يومُ الأحد، سيّارَتُنا كانت مُعطَّلة، فشعرتُ بِخيبةِ أمل… وبِخيبةِ أملي هذه، ذهبتُ لأتَمدّدَ على سريري. بعد خَمسِ دقائق، سَمعتُ ضجَّةً في المطبخ، فنهَضْتُ لأرى ماذا يَحدث، ففوجئتُ، برؤيتِي الزبدةَ تذوبُ على النّار والكهرباء مقطوعة، والآلات لا تعمل. لَم أفهمْ شيئًا بِما أنَّ الكهرباءَ كانت مقطوعةً في الشقة. كيف اشتغلَ الفرنُ إذًا؟ ثمّ هيّأتُ الغداء. عندَ عودةِ زوجي، هو بدوره، لَم يفهمْ شيئًا. مع أنَّنا تَحقَّقْنا من كلِّ الكهرباءِ الَّتِي لا تزال مقطوعةً باستثناءِ عدّاد الكهرباء. كما تَحقَّقَ زوجي مِن "الفيوز الرئيسي". وفي الساعة الخامسة عشرة، توقّف العدّاد من جديد كما توقَّف الفرن من جديد؛ لكن طعامي كان جاهزًا.

بعد ذلك، أبدلَ زوجي "الفيوز" وأخذت الكهرباءُ تعمل من جديد.)

*  آب هو عيدُنا! لَم نَشأ أَنْ يُفسَدَ احتِفالنا.

*     هل تقصد أن..

)  لَم يَدَعنِي يسوعُ أُكْمِل.)

*  أَقصِدُ أنَّنِي لا أريدُ رؤيتَكِ حزينةً خلالَ وليمَتِنا. فاسولا، أنتِ زهرتِي. هل تعرفين ماذا تُمثِّلُ"الزّهرة" ؟ الزهرةُ ترمزُ إلى الضعف. لذلك أنا أعتَنِي بكِ كثيرًا، خوفًا مِن أَنْ يؤذِيَكِ ضعفُكِ .

*     أشكُرُكَ يا إلَهي، أعرِفُ أنَّكَ قريبٌ جدًا منّي وأنا أُحبُّكَ.

)  أشعُرُ بالانزعاجِ لأنَّنِي لا أستحقُّ شيئًا. البارحة مساءً، بينما كنتُ في غرفَةِ ولدي، غَمَرنِي عطرُ البخور. فأفرحنِي ذلك!)

*     إلَهي؟

*   أنا هو. أُحبُّكِ، لا تَشُكِّي! لستِ وحدَكِ، أنا يسوع، أنا يسوعُ معكِ، زهرتِي، لقد أَحبَبتُكِ دائمًا حتّى الجنون. انشري عطرَكِ كما علَّمتُكِ، زيّنِي حديقتِي، أبْهجينِي، تعالَي. أتَرَين يا فاسولا، لقد بدأتِ تَفهَميننِي. لقد خَلَّصتُكِ الآنَ فعلاً مِن كلِّ شيء. محبوبتِي،  لَم تفهمي جيدًا ماذا كنتُ أفعلُ لكِ . ألَمْ تشعري بِيدي على كتفَيكِ تُبعِدُكِ عن كلِّ امرئ، هامسًا في أذنَيْكِ رغبات قلبِي؟ الآن وقد رَفعتِ رأسَكِ، تُدْرِكين فجأةً أنّه لَم يَعُدْ مِن حولِك سواي.كم أُحبُّكِ! أنا سعيدٌ جدًا! تعوَّدي أَنْ تكونِي وحدَكِ معي، نعم، معًا وحدَنا، أنا وأنتِ، أنتِ وأنا. آه يا فاسولا! قابلينِي الآن، قابلينِي أنا إلَهُكِ يا فاسولا. منذ الآن سأكون أنا، أنا وحدي . أنا إلَهُك، أنا رفيقُكِ القدّوس، أنا مُخلِّصُكِ، أنا خطيبُكِ، سأؤمِّنُ كلَّ حاجاتِكِ يا محبوبتِي. إن كنتِ بِحاجة إلى المساعدة؟ أُسرِعُ إلَيكِ؛ إلى الشجاعة؟ أمنحُكِ قوّتِي؛ إلى التَّعزية؟ ارْتَمي بين ذراعَي. امْكثي في قلبِي، سبِّحينِي يا فاسولا! سبِّحينِي، يا ابنتِي! تعالَي ومَجّدينِي! مَجّدينِي. إنْحَنِي ساجدةً أمامَ رِجْلَيَّ! أعْبدينِي! كونِي لِي. آه يا فاسولا! أَحبّينِي كما أُحبُّكِ! باركينِي كما أُباركُكِ، اغمرينِي بِعطرِكِ كما أغمُرُكِ بعطري، إنّنِي واقفٌ أمامكِ، أنا مُخلِّصُكِ! أعبدينِي. اشعري بقلبِي الآن وفي هذه السّاعة . أصبحَ الليلُ قريبًا، ألا تريدين أن تَملأي مصباحَكِ منّي؟ لا تنتظري أبدًا أَنْ يَمُرَّ النهار  دَعينِي أملأ مصباحَكِ  ، تعالَي وارتوي مِنّي. دَعينِي أكون وحدي معكِ، عيشي من أجلـي، إنّنِي أبتهجُ بوحدَتِنـا!    

 أُحبُّكِ حتّى الغيرة! حُبّي لكِ جعلَنِي أُنقذكِ من كلِّ امرئ. أَلن تَحاولي فهمي؟ لقد تقتُ لأن أكونَ وحدي معكِ، إنّ الحُبَّ لَمضطرم، وعندما يضْطرم الحُبّ، أسْمَحُ لِنفسي أَنْ أفعلَ ما يرضينِي . الآن، أنتِ لِي وأرغبُ في أَنْ تُلبِسيني أكاليلَ الحُبّ، أَفرحينِي بكلماتِكِ الطفوليّة، دَعينِي حرًّا بأَنْ أُحبَّكِ كما يرضينِي الآن. ألَم تعطيني بِنفْسِك حرّيةَ استعمالِكِ كما أرغب؟

*     نعم يا ربّ، لقد فعلت.

*  سأستعملُ إذًا هذه الحرّية. سيلْمسُ إصبعي قلبَكِ، وحينَها، لَن ترفُضِي لِي شيئًا.   

  بعدَ كلِّ شيء إنّ آب هو شهرُنا، سأُذكّرُكِ دائمًا أنَّنا نَحْتفلُ به .

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

 

24/8/1987

 

*   توبِي يا فاسولا.

)  تبتُ.)

*  إنَّنِي أغفرُ لكِ خطاياك. الآن أريدُكِ أَنْ تسبِّحينِي!

)  تردَّدْتُ، وأنا أبْحثُ عن الكلماتِ المناسبة.)

*  فاسولا، قولِي: " الْمَجدُ للهِ الكلّيِ القدرة " . هل تعرفين من أنا؟

*     أنتَ الألفا والأوميغا، خالقُ الكلّ.

*  طفلتِي، لقد أحسنتِ الإجابة. الآن أقولُ لك هذا:

" طوبى للَّذين يقرأون رسالتِي،

ويؤمنون أنَّنِي كتبتُها،

ولو لَم يَرونِي أَكتُبُها.

طوبَى للَّذين يسمعون رسالتِي

ويتبعونَها.

طوبى للَّذين يتَّحدون

وينشرون السَّلامَ والحُبّ. "

انشري رسالتِي، انشري سلامي وليَسُدْ في كلِّ القلوب، لا تشُكّي أبدا ًبِحبّي.

*     كيف تريدنِي أَنْ أنشرَ رِسالَتَكَ، كيف أستطيعُ أَنْ أفعلَ أيَّ شيء؟ أنا ضعيفة.

*  انتظري يا فاسولا، وسترين. سأساعدُكِ . تعالَي، نحن؟

*     نعم يا إلَهي.نحن.

 

Back To The TopBack To The Book PageBack To The Main Page


 

[1] حصل هذا في ليلة البارحة في المبنى الجديد حيثُ نَسكن. يُقفلُ البوّابُ البابَ السَّاعة العاشرة مساءً. وكنّا قد نسينا المفتاح في الشقة. عندما رأينا البابَ مقفلا عرفنا أنَّنا لن نتمكَّنَ من الدخول. اقتربْتُ من البابِ متوسِّلة: "آه يا إلَهي، لا تَقُل لِي أنَّ البابَ مقفلٌ! اجعله ينفتح، أرجوك!"وفي الدقيقة نفسها، وصلَ أحدُ الجيران في البناية وفتحَ الباب.

[2] تتطهَّر.

[3] هذا يعنِي أنّه سُمِحَ للشَّيطان ولأتباعِه أن يتسرّبوا ويكتبوا شتائمهم، أو يَجعلونِي أكتب الأخطاء. لَقَد علّمنِي الله أن أتعرّفَ على الشيطان، فهو يفضح نفسه، ولا يترك النفس في سلام أثناء حضوره.

[4] "اسمح" بِمعنَى أنَّنِي أطلب، عَلَّمَنِي يسوع ذلك ؛ مع أنَّ الله هو العلي فهو يطلبُ دائمًا الإذن من خليقتِه بِهذه الطريقة:" هل تسمحين لِي أن أفعل هذا أم ذلك؟"

[5] تَهيأت للنهوض والذهاب.

[6] في اليونانية:"أحبّينِي".

[7] بدا يسوع مستعجلاً لسماع الأسباب. يبهجه سماعها.

[8] أن أتقدَّمَ روحيًّا.

[9] قال يسوع ذلك بعذوبة وحده الله قادر على ذلك.

[10] ( اليونانية ) تعالي بقربي ؛ أنا المسيح.

[11] ( اليونانية ) أنا هو.

[12] حرّك يسوع سبّابته، كسيِّد وهو يقول "نحن".

[13] يذكِّرنِي باستعمالِ كلمة "نحن" عندما أكلِّمه.

[14] هذا واضح: يساعدنِي الله حتّى في شرح مشاعري الخاصّة. إن كلمة " ثاقبا " أُعْطِيَتْ لِي بقوّة عندما تردَّدتُ في وصفِ هذا النّور. رُحْتُ أفتّشُ في القاموس لأجدَ معنَى هذه الكلمة فلم أتوصّل لذلك…

[15] كان يَجب أن أسرع إلى موعد.

[16] كنتُ قد تَهيّأتُ للذَّهاب.

[17] الأيقونة العجائبية للقديسة كاترين لابوريه (rue du Bac PARIS 1830 ) كان قد قدَّمها لِي الأب جايْمس.