الدفتر الثالث عشر. إنّنِي أتعزّى عندما تنظرين إليّ. قولِي لَهم أنَّه يكفي القليل لِتعزيتِي. تعالَي وسبّحينِي بِحبِّكِ.

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

8/6/1987

 

*  فاسولا، أُحبُّ أَنْ أُثبِّتَ أعمالِي.

*     ماذا يَجب أَنْ أَفعَل؟

*  سأقودُكِ. سأقودُكِ إلى أبعدِ أيضًا. اتبعينِي، سلامي معكِ.

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

9/6/1987

 

)  البارحة بعد الظهر، رأيتُ في السَّماءِ وجه الله. كانَتْ السَّماءُ جَميلةً جدًا! كان وجههُ كصورةٍ مرسومةٍ بِرِيشةِ فنّانٍ موهوب. فتعرّفتُ هنا إلى جَمالِ الله، كانَ واضحًا.)

*  نعم يا فاسولا، انظري إليّ في خليقتِي، تعرّفي إلَيّ، وأحبِّينِ.

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

داكَّا10/6/1987

 

)  البارحة، كان التَّوضيبُ الأخيرُ لانتقالِنا من بنغلادش إلى سويسرا. أعمالٌ كثيرة. )

*     ربّي، كنتُ أفكّرُ بِهذه النظرِيَّةِ المُسمّاة "الإدراك المسيحي"، أَعتقِد أنَّها تعنِي "شعورنا الداخلي للخير". وربّما من هنا تأتِي كتاباتِي؟

*  فاسولا، أَلَم أَقُل لَكِ أنّنا متّحدان؟ نَحن واحد. محبوبتِي، سمّي هذه الكتابات " الحياة الحقيقية في الله ".
 عيشي لأجلي. هذا ما أُريدُكِ أَنْ تَكتبِيه.

)  رحْتُ أتساءلُ عمّا سيكتُبهُ اللهُ الآن…)

*  صغيرتِي، رغباتِي.

)  جعلَنِي اللهُ أَقرأُ مقطعًا مِن الإنجيل.)

*  نعم، ارتَفِعي، اسمعينِي. هل ستأتين لِرؤيتِي في كنيستِي؟ فاسولا، تعالَي إلَيّ.

*     أيّةُ كنيسةٍ يا ربّ؟ أيّةُ كنيسةٍ تقصد؟

*  كلُّها كنائسي، كلّها لِي، إنّها تنتمِي إليَّ كلُّها، إلَيَّ أنا وحدي. أنا هو الكنيسة، أنا هو رأسُ الكنيسة.

*     لَكِن، بالطَّريقةِ الَّتِي تكلّمتَ فيها يا يسوع، كأنَّما كنتَ تَقصِدُ كنيسةً مُحدّدة. هَكذا فَهِمْت وسَمِعْتُ!

*  تستطيعين أَنْ تأتِي إلَيَّ في أيِّ وَقت، وفي أيّةِ كنيسةٍ. لا تُفَرِّقـي مثل الآخرين 1.   

   إنّها تنتمِي إليَّ كلّها. أنا إلــهٌ واحدٌ ولِي جسدٌ واحد، جَسدٌ أضعفَهُ البَشر،    وأتلفَتْهُ حجارةُ المطاحن.

*     إلَهي، تبدو منزعجًا!

*  منزعجًا؟ آه يا فاسولا! لماذا، لماذا تنازَعونِي بِوحشيّة؟

)  كان يسوع منزعجًا جدًا! ذكّرنِي ذلك، عندما أَوقع طاولاتِ الصَّيارفةِ في هيكلِ أورشليم. لم أرَه أو أسمَعْه قَط منزعجًا هكذا.)

*  فاسولا.

*     يسوع؟

*  أنا هو.

*     هل كنتَ فعلاً، منزعجًا هكذا؟

*  آه أجل، هذا أنا، آه أجل، أستطيعُ أخيرًا أَنْ أضعَ كلماتِي عليكِ. فاسولا، لَم أمنحْكِ هذه الموهبَة لأجلِ مصالحِكِ، بل لأنقشَ عليكِ كلماتِي.

*     لَم أَشعرْ بكَ قط منزعجًا هكذا! أحقًا أنتَ منزعج؟

*  أنا هو. إنّ جسدي يؤلِمنِي، لقد كان مُمزّق.

*     إلَهي! ماذا أستطيعُ أَنْ أفعل؟ أنا ضعيفة!

)  مثلاً العديد من البروتستانت والأُرتُوذكس لا يضَعون أقدامَهم فـي كنيسةٍ غيـرِ كنائِسِهم. قادَنِي اللهُ للدخولِ إلى كنيسةٍ كاثوليكيّة.)

*  ألا أعرفُ كلَّ هذا يا فاسولا؟ سأستخدمُكِ حتّى النهاية. ابنتِي، لا تَخافي أبدًا منّي. إنّ توحيدَ كنيستِي سيُمجّدُ جسدي. محبوبتِي، السَّلامُ معكِ .

*      نعم يا ربّ. لَن أنظرَ إلى الشَّمالِ أو إلى اليمينِ أو إلى الوراء؛ سأنظرُ مباشرةً أمامي.

*  نعم، افهَمِي كيفَ أعمل، كوني دائما كما أنتِ الآن. كوني متهيّئة لإرضائِي. كونِي واحدًا معي.

*     يا ربّ، افتَرض أنَّ منْ أرَدتَهُم أَنْ يصغوا إليكَ لَم يفعلوا! ماذا سيَحصل؟

*  أنتِ الآن تتقدَّميننِي بِخطوَة! طفلتِي، سيري معي، معًا. نعم اتبَعينِي، ثقي بِي. تعالَي، سأقودُكِ.

)  تفاجأتُ بِسماعي كلبِي ينبحُ فجأةً بطريقةٍ غيرِ اعتيادية. ثـمّ رأيتُ بابَ غرفتِـي يُفتَح، فتعرّفتُ إلى السّارق، الَّذي كان قد أَتى منذ ثلاثِ ليالٍ خلَتْ، لِيَسرقَ المالَ من غرفتِي وهرب. كان هنا من جديد. فأَمَرتُه بالخروج. فذهب وحينَها فقط أَشغلتُ جرسَ الإنذار. شعرتُ أنَّ اللهَ يريدُ بلا ريبٍ أَنْ يقولَ لِي شيئًا بِهذا الخصوص.)

*   فاسولا، أُريدُ أَنْ أُذكّرَكِ بشيء،عندما دخلَ اللصُ[1]إلى غرفتِكِ، هل كنت تتوقّعينَه؟

*     كلا!

*  وهكذا سيكونُ مَجيئي، مفاجِئًا. لَم يتعرّفْ إليهِ أيٌّ منهم، لأنَّ أحدًا لم يتوقَّعْ رؤيتَهُ هناك

)  قصدَ يسوع العمَّالَ العشرة ورجالَ الْمَكتب إذ رأَوه يَمرُّ مِـن بينهم، لكنَّهم لـم

يتوقَّعوا أَنْ يكونَ سارقًا. شعرتُ بأنَّ جملةَ يسوع الأخيرة مهمّةٌ جدًا وبأنَّها تُخبِّئ أكثرَ بكثير مِمّا يبدو. وبأنّ كلمةَ "يتعرّف" هي أيضًا عميقة جدًا.)

*  ألا يذكِّرُكِ هذا الحدثُ بشيء آخر؟ دعينِي أخبركِ، لقد خطِئَ، لكنّ الَّذين حَكَموا عَليه وكَسروا قضيبًا على ظهرِه، أَلَم يُخْطِئوا هم أيضًا؟

*     لا أعرف ماذا تُحاول أَنْ تُفْهِمَنِي. نعم، نَحن جَميعًا خطأة.

*  فاسولا، هل أَرى كلَّ هذا وأَلزَم الصَّمت؟

*     هل تُدافعُ عن اللص يا ربّ؟

*  كلا يا فاسولا، لستُ أُدافعُ عنه…[2] سمّي لي رجلاً واحدًا لم يخطيء.

)  لا أعرف أحدًا.)

*  خطايا كبيرة، خطايا صغيرة، كلُّها خطايا. أَنْ تُخطئوا، يعنِي أنَّكم
تؤلموننِي
. فاسولا، أنا أَشهدُ خطايا كثيرة. إنَّ الحبَّ يتعَذّب، إنَّ الحبَّ يتألّمُ ويتألَّم…

أيّتها الخليقة! يا خليقتِي، عودي إلى الحبّ…ابنتِي، إروينِي من الحبّ. كفّري يا محبوبتِي، كفّري .

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 



 

11/6/1987

 

)  الآن، مُعظمُ أثاثِ بيتِي قد نُقل وأنا أبـحَثُ عن كرسيٍّ لأجلَس وأكتب. كانت الفوضى تعمُّ البيتَ بعد ذهابِ العمّال. كَوْمٌ من الأوراق والأحذية، والزجاجات، والأحزمة مرميّة هنا وهناك، تَحتَ المكاتب. ومع ذلك، وفي وسطِ هذه النقلة وبينما نَحن نُحَضِّر العشاء بِمناسبة الوليمة لوداعنا "عشاء لـ80 شخصًا وآخر لـ30 شخصا"، يدُ الله كانَتْ معي. وكنت دائمًا أجِدُ ساعتين أو ثلاثَ من الوقت في النَّهارِ للكتابة. إنَّ يسوع يُعطينِي قوَّةً لا تُصدَّق، فلا أشعرُ بأيِّ تعب. أنا في سلامٍ تام، سلامِه هو.)

*  فاسولا، يا مَحبوبة نفسي، ابقي بِقربِي. قابلينِي. دَعي إصبعي يَلمسُ قلبَكِ. طفلتِي، لو أنّكِ تعلَمين كم أُحبُّكِ. سأَقودُكِ حتّى النِّهاية. ضَحّي أكثرَ من أَجلي. هل تريدين أَنْ تتأَلَّمِي لأجلي؟

*     نعم يا ربّ، افعلُ ما يرضيك.

)  كان يسوع قد طلبَ منّي ذلكَ سابقًا. لَكنّنِي تَرَدَّدتُ من الخوف.)

*  فاسولا، أنا سعيدٌ جدًا! هل تريدين أَنْ تُضحّي بذاتِكِ لأجلي كَحَمل؟

*     ربّي، أَفعلُ ما يرضيكَ.

*  لَن يَذهَبَ شيءٌ سدًى، سيَكون كلُّ شيءٍ مِن أجلِ السَّلام والحبّ. فاسولا، إنّ عطشي كبير. سأقودُكِ في أراضٍ جافّةٍ، حيثُ سترى عيناكِ ما لَم ترهُ يومـًا.

 سأقودُكِ بقوّةٍ إلَهيَّةٍ، إلى أعماقِ جسدي المدمّى. سأدلُّكِ بإصبَعِي إلى جَميعِ الكهنة الخطأة، الَّذين يشكِّلون أشواكَ جسدي. لَن أعفيَهُم.أنامرهق. إنّ جراحاتِي مفتوحةٌ أكثرَ مِن أَيِّ وقتٍ مضى ودَمي يَجْرِي، إنَّ خاصتِي تصْلبُنِي مِن جَديد، النفوسِ الكهنوتيَّةِ نفسها!

*     إلَهي، إنّكَ تُسبّبُ لِي الكثيرَ مِن الحزن. لماذا يفعلون بكَ ذلك؟ لماذا؟

*  فاسولا، إنّهم لا يدرون ماذا يفعلون. محبوبتِي، قاوِمي مع إلَهِكِ، ارْغَبِي بأَنْ تواجهي عذاباتِي وأن تُشاركينِي بِها.

*     سأفعل. تذكّر الَّذين يُحبّونكَ!

*  إنّهم أحبّاءُ نفسي. أنا بِحاجةٍ إلى مزيدٍ مِن هذه النّفوس، الَّتِي تُضَحِّي بِقلوبِها من أجلي. أنا أُحبُّها وأثِقُ بِها، إنّها تأكلُ منّي، إنّها ضحيَّتِي، إنَّها الأوراقُ العذبةُ الَّتِي تَحلُّ مكانَ أشواكي، إنّها مُرِّي. فاسولا، لا تَخافِي، سنخترقُ بِعمق، حيثُ تسودُ الظّلمات. سأقودُكِ.

)  لاحقًا راحَت نفسي تشعرُ بِمرارةِ الله. كان كلُّ مشروبٍ وكلُّ غذاءٍ مرًّا في فمي.

لَقَد أشربَنِي مِن كأسه. فشعرتُ حينَها بصعوبةٍ في التنفُّس، وتألَّم جَسَدي ونَفْسي.)

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

في داكَّا 15/6/1987

 

)  لقد قامَ الأب جايْمس برغبةٍ معي بدربِ الصَّليب. حملَ كلٌّ منَّا الشمع، وركعنـا عند كلِّ مَحطَّة. لَعلَّ الأب جايْمس لَم يرَ أنّ يسوع ومريم كانا أمامنا، عند كلّ مَحطة، يباركاننا.)

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

هونغ كونغ 15/6/1987

 

)  إستقلَّيتُ البارحة الطّائرةَ لأقضي العطلة في هونغ كونغ. بينما كنتُ جالسةً علـى مقعدٍ في صفٍّ فارغٍ في صالةِ انتظار مطار بانكوك، بَسَط عربِيٌّ ومعه اثنان سجّادتِهم أمام رجليَّ، مُتجاهلاً إيّاي تَمامًا. سجَدوا وسبَّحوا الله بِصوتٍ عالٍ، جاذبين انتباهَ الجميع. فارتبكتُ إذ لَم يَكُن يوجد أَحدٌ جالسٌ بقربِي، وشعرتُ أنَّنِي أُزعِجُهم لأنّنِي كنت أمامهم. بقيت دون حراك. راحت أصواتُهم تتعالَى وأخذَ شخصٌ لَهم صورةً من ورائي. لاحقًا، قال لِي الله:"لقد تلا هذا الرّجلُ صلواتِه عاليًا ما فيه الكفاية…ما فيه الكفاية ليُلفِتَ انتباهَ الجميع. لَقَد سمعوه في صالة الانتظار، فقط في صالةِ الإنتظار، وسَمِعته الجدران، لكنَّ قلبِي لَم يسمعْ شيئًا إطلاقًا. كـلُّ كلماتِه بقِيَتْ على شفَتيْه. لَكنّنِي سَمِعْتُ صوتَكِ مع أنّه لَم يَسمعْكِ أحدٌ ولَم يَعرفْ أَحدٌ ما قلتِهِ لِي. لأنّ ذلك كان مِن قلبِكِ وليس من شفتَيكِ." لَم أشأْ أَنْ أكتبَ ذلك مَخافةَ التَّفريق، لَكنّ الله قالَ لِي:"مِمّ تَخافين؟ أنا هو الحقّ. ألا يَفعل المسيحييون ذلك أيضًا؟")

                       

)  أليوم، ذهبنا برحلة في الباص، حول المدينة، وضواحيها. فجأة، رأيتُ صلبانًا كبيرةً سوداء[3] بدلاً مِن البناياتِ الكبيرة. ظَننْتُ أنّها مَخيّلتِي، لكنّنِي سَمِعتُ صوتَ اللهِ يقول: "كلا، ليسَت مُخيّلتَكِ. إنّها صلبانِي". وعندما رأيْتُ "جنّة المستهلكين"، فَكّرتُ أنّنِي كنتُ لأموت لو توجَّبَ عليَّ العيش هنا، ولكان ذلك لي تعذيبًا. وفي الحقيقة أنّنِي منذ سنة خلَت، كنْت أظنّ أنّ هذه هي الجنّة!

وأَرادنِي الله أَنْ أكتبَ هذا أيضًا: خلالَ رحلتنا في الباص، أرانا الدليلُ فيلاّ فاخرة لأغْنى رَجُل في هونغ كونغ. وقالَ لنا إنّه يوجدُ هنا أغنَى شخصين معروفين جدًّا في كلّ هونغ كونغ. فهَمَس لي صوتُ الله: "أمّا أنا فلا أعرفُهم. إنّهم ينتمون إلى العالم. إنَّ كنزَهم ه من كنز العالم، لا يَمْلكون شيئًا في ملكوتِي." لقد أخذَ الله يدي لِيكتبَ بِنفسه هذه الجملة.)

*   محبوبتِي، إنّنِي أُعطيكِ علامات، كونِي متيقِّظة. فاسولا، آمنِي بِما تَسمعِينَ منّي[4].

*     إنَّنِي أُفكِّرُ في العربيّ…

*  إنَّ القداسةَ تنقصُه، حتّى أنتِ، اسْتطعتِ أنْ تَري ذلك.

)  لاحقًا )

*  آه يا فاسولا، ألا أستحقّ احترامًا أكثر؟

)  هذا ما خشيته، لـم أجد الفرصةَ لأكتبَ مع الله. لِذا حاوَلتُ الكتابةَ فـي غرفةِ

الفندق، حيثُ كان زوجي وابنِي وصوت التلفزيون، فوضَعْتُ على أذنَيَّ سَماعاتِ الْمسماع. لم يكن لديّ أيُّ مكانٍ أذهبُ إليه.)

*  إنّنِي أتعمّدُ أَنْ أسلبَكِ كلَّ أسْبابِ الرّاحة.

*     ربّي، لماذا ؟

*  لماذا؟ لأعلّمَكِ أَنْ تَرغَبِي بربِّك. إنتظري إلى أَنْ نكونَ معًا.

*     أغفر لِي…

*  إنّنِي أغفرُ لكِ. فاعملي يا فاسولا، في حين تكونين في الانتظار.

*     كيف يا ربّ؟

*  اسمحي لِي أَنْ أهْمسَ في أذنِكِ كلَّ رغباتِي. فاسولا، ارغَبِي فيّ. إسْتَعملي النِّعمَ الَّتِي منحتُكِ إيّاها. تَذَكَّري أنَّ ليست فقط يدي الَّتي تستعمِلُ يدَكِ. لقد فتَحْتُ أذنَكِ، علّمتُكِ كيف تريننِي وكيف تشعرين بِحضوري. لِذا استعملي النِّعمَ الأخرى أيضًا. أُحبُّكِ.

*     يسوع؟

*  أنا هو يا فاسولا.

*     إنّنا معًا من جديد بِهذه الطريقة[5] .

*  نعم، لَكِن ليسَ لِمدّةٍ طويلة. لا تؤجِّلينِي لِمجّرد أنَّ نظامَ حياتِكِ قد تغيّر عمّا قَبل. طفلتِي، خبِّئينِي في قلبِكِ.

*     يا ربّ، هل سأتعرّضُ لِتجاربَ أكبر؟

*  آه نعم. ستواجهين تَجاربَ أكثرَ قساوة.

)  تنهّدت.)

*  ثقِي بِي، سأكون بِقربِكِ. ألَستِ ضحيّتِي؟ لِماذا إذًا أضَعكِ وسط الشَّر؟ إنّنِي أُقدِّمكِ لَهم، لتكونِي وسط الشرارة.

*     لَكنَّنِي أنا أيضًا شرّيرة. أيّ فرقٍ يوجد؟ أنا مثلهم.

*  أنتِ مثلهم؟ لماذا تُريدين إذًا أَنْ تأتِي إلَيَّ، إلى البَيت[6] ؟

*     لأنّنِي أُحبُّكَ!

*  لقد كيَّفتُكِ على شبَهي لأمكِّنكِ من جذبِ الآخرين إليَّ. سأُحرِّرُكِ أكثر من الاهتمامات الأرضيّة. انتظري وسوف ترين. مُوافقة يا فاسولا.

)  فجأة، رأيته أمامي.)

*  أَحبِّينِي، تعالَي، خُذِي يدي كما فعلتِ البارحة .

)  لاحقًا )

*  فاسولا، اكتبِي كلمة سيدا.

*      سيدا؟

*  أجل. إستَبْدلِيها بكلمةِ عدالة[7] . لَقَد فاضَت كأسُ رحمتِي وامتلأَتْ كأسُ عدالتِي، فلا تدعوها تَفِيض! لقد سَبَقَ وقلتُ لَكم أنَّ العالَمَ يُهيْننِي. أنا إله حبّ، ولكنّنِي معروفٌ أَيضًا كإلهِ عدلٍ.إنّنِي أشمئزُّ مِنَ الوثنية!

)  لاحقًا )

*  محبوبتي، ستَدخُلين في جسدي. سأُريكِ أشواكي ومساميري.

*     يا ربّ، كيف سأَرى كلَّ ذلك؟

*  سأعطيكِ النَّظر حتّى تري. سأمنحُكِ القوّة لتَنزَعي مساميري وأشواكي .إنَّنِي مصلوبٌ من جديد.

*     لكن يا ربّ، لماذا ترَكتهم يصلبونكَ من جديد؟

*  فاسولا، يا فاسولا، قبضَ علَيَّ أَحَدُ خاصّتِي وأَهْمَلَنِي محبوبِي[8] . تعالي، كرِّمينِي، أَحِبّينِي!

*     أحبُّكَ، إنَّنِي أتعلّق بِكَ. متَى سيحدُث ذلك؟

*  آه يا فاسولا، لا تتقدَّمينِي. تعالي. كلّ شيء في حينه.

*     لكنَّكَ تعلمُ يا ربّ، أنَّنِي جاهلة ونكرة ولا أعرفُ شيئًا مِمّا يَجري في كنيستكَ. فَمَن سينظر إذًا إلى أوراقي، كتاباتِك؟ إذا ما بلغتهم، سيرمونَها في وجهي ساخرين أم سينثرونَها من حولِي. بعد كل شيء، من أكون سوى خاطئة متأصّلة.

*  تذكّري مَن يقودكِ! أنا الله. هل تَتَذكّرين ماذا قلت لصديقِكِ، نعم، غيرِ المؤمن؟ كانت هذه كلماتِي:"أنتَ كفأرةٍ تُحاولُ الهروبَ مِن عملاق. لستَ سوى حبّةِ
 غبار
.

)  كان الله قد منحَنِي رسالةً إلى صديقٍ غيرِ مؤمِن. فقال لِي لاحقًا: "لقد أزالَت هذه الرِّسالةُ في ثلاثين ثانية، عشرينَ سنة من الصَّلابة. لماذا تلقّيتُ أنا، المتأصّلُ في الخطيئة، رسالةً كهذه؟ لكنّنِي سأهرب وأنْجو منه." فضحكتُ وقلتُ له كلمات الله.)

*  فاسولا، ثقي بِي.

*     ربّي، أنا أثق بكَ لكِن المشكلة، هي أنا. لماذا تثق بِي؟ ربّي، يَجب ألاّ تَعتَمدَ عليَّ؟ أنا ذات إرادة حسنة، نعم، لكِن كَما قلت أنا ضعيفة جدًا. لا تَثق بِي! أنا خاطئة جدًّا!

*  فاسولا، أنتِ ضعيفة جدًا، عرفتُ ذلك منذ الأزل، لَكِن كونِي لا شيء. أريدُكِ أَنْ تكونِي لاشيء وإلا كيف سأظهر أنا وحدي، إن كنّا اثنين؟ دعينِي دائمًا حرًّا، فأعملَ بكِ. تعالي، اتّكئي عليّ!

 

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

داكَّا 17/6/1987

 

*     يسوع، أعرف أنّكَ تستعملُ الأب جايْمس كثيرًا. استعْمَلته أوَّلاً لِطردِ الشيطان[9]. ثم جعلتَ منه مساعِدي في اضطراباتِي، والآن تستعمِلُه لِيُعْطينِي الكتبَ المناسبة، فأتعرّف إلى أعمالِكَ الخارقة وأؤكِّد أنَّ هذا أنتَ من يتقرَّب منّي. كما جعلتنِي مدركةً بؤسِي وكيف تقرَّبْتَ منّي رغم إثْمِي، دون أيّ استحقاق منّي لِكلِّ النِّعم الَّتِي تَمنحنِي إيّاها. بالمقارنة مع القدّيسين، هذا واضح. هل تعلم الآن لماذا تنتابنِي "موجة الشّك؟ فقط من أجلِ ذلك، بِسبب عدم جدارتِي. تذكّر، لقد علّمْتَنِي كلَّ شيء منذ البداية، وتذكّر كيفَ رفضْتكَ في البداية، رغم علمِي أنّ هذا أنتَ؟ أتَرى ماذا أقصد؟ عندما تنتابنِي "موجة الشّك" بسبب الأمور الَّتِي ذكَرتُها، أعْرِف أنّنِي أهينُكَ وأجرحُكَ، كما قلتَ لِي مرّة: " أنتِ تَجرحيننِي عندما تنسين مَن أنقذكِ من الظّلمة." ومن جهّة أخرى، يعجزُ عقلِي أَنْ يَفهَمَ لماذا تُسلِّم مهمّة كهذه لنفسٍ كنفسي، إلى شخصٍ عليه أَنْ يَتعلَّم كلّ الكتابات منذ أوّلها، شخصٍ خاطئ كثيرًا ! كلّما تقدّم إرشادكَ، كلّما تَمَّت العجائب. إنّ ملحدين انْحنوا، لكنّكَ بارَكت عملَكَ يا ربّ، لِذا يَجِب ألاّ أُفاجَأ. إنَّ غير المؤمنين يعودون إليكَ الواحد تلوَ الآخر بعد قراءتِها. قال لِي أحدُهم:"لَن تَجعلينِي أبدًا أقرأُ صفحةً واحدة من كلّ ذلك. لا أؤمن إلا بالملموس، المال، الأعمال… "ما زالت هذه الكلمات ترنّ في أذنَيَّ. واليوم أصبح هذا الرّجل متديّنًا أكثر من زوجتِه، الَّتِي حاوَلَت في البدايةِ هدايَتَهُ دون جدوى. يريدُ الآن أن يقرأ كلَّ إرشاد يسوع، قائلاً لِي إنَّه يَمنحُه سلامًا فائقًا. مع أنَّنِي، لَم أكلِّمْه قط، إذ لستُ بارعةً في "الكَلام". لقد حصل ذلك بِبساطة: بالتأكيد، هذا أنت يسوع. أنتَ رائعٌ!

*  هذا أنا، يسوع، ابن الله الحبيب. لَقَد أرسلتُ لكِ كلَّ هذه الكتب حتّى تؤمنِي بأعمالِي الخارقة. كنت أُقيتُكِ من خبزي. لا تشكّي أبدًا بأعمالِي. أرغبُ في أَنْ تَتَعلّمي تفاصيل نعمي كلِّها، لِذا كونِي متنبِّهة لِكلّ تَجلٍّ جَديد. كلُّ ذلك يأتِي منّي.

)  من جديد، شعرت بالصَّليب يثقِّل عليّ. " الصَّليب "، هو رسالة الله.)

*      يسوع؟

*  أنا هو. انْهَضي! انْهَضي! لا تسقطي. أنا بقربِكِ لأساعدَك. ارفعي صليبِي، لا تكونِي كالـCyrenean كونِي مستعدَّة. تعالي يا مَحبوبتِي، إنَّ الطَّريقَ يبدو قاسيًا، لكنّنِي دائمًا بقربِكِ، نتشارَكُ في صليبِي. فاسولا، انظري إليّ!

)  نظرتُ إليه. كان متّكئًا على حافّةِ الحائط يثيرُ الشَّفقة. يضعُ إكليلَ الشّوك ونصفَ عارٍ، ثيابُه مبلّلةٌ بالدّم. كان مغطّى بالعرقِ والدم. الدم أكثر من الجسد…كان ذلك فورًا بعد الجلد.)

*  هل أَستحقّ ذلك؟

*     كلا يا إلَهي!

*  كرِّمينِي، يا ابنتِي.

*     من فعل بكَ هذا يا ربّ؟

*  مَن؟ إنّها النفوس يا فاسولا، إنَّها هي. طبيقة لِسدوم، طَبيقة تعنِي نسخة

)  لاحقًا )

*  ابنتِي، أرغبُ بالوحدةِ في كنيستِي[10]! ألوحــدة!

)  قال يسوع هذه الكلمات بقوّة وإلحاح.)

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

18/6/1987

 

*     يسوع؟

*  أنا هو. سأستعملُكِ يا فاسولا.

*     استعملنِي حتّى النهاية يا ربّ.

*  محبوبتي، قولِي لَهم أَنْ يَمنحونِي حرّيةَ العمل كما أرغب. وليضيفوا في صلواتِهم وكلِّ طلباتِهم إلَيّ:

" فلتَكن مشيئتُكَ وليس مشيئتنا. "

تعلّموا منّي، كرِّمونِي.

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

19/6/1987

 

*  فاسولا، أعمال، أعمال، أريدُ أَنْ أرى أعمالاً! أبتهجُ لدى سماعِ كلِماتِكم المُحِبَّة الَّتِي هي بلسم لِجراحاتِي، لكنّنِي أبتهجُ أكثر عندما أرى أعمالاً! تعالَي. أُريدُ أَنْ أُذكّرَكِ بأعمالِي عندما كنتُ بالجسدِ على الأرض، وكيف علَّمتُ تلاميذي أَنْ يَعملوا بنفسِ الطَّريقة .

*     لقد عمل الأب بييو نظيرك.

*  كان يَعْملُ لي. لقد منحتُه كلَّ هذه النّعم ليُكرِّمَنِي ويُحيّي اسمي. أن تَعْملوا باسمي يُمجّدُنِي ويُطهِّرُكم. تذكّري، إنّنِي أشرق على كلِّ واحد.

*      حتى على أشخاص مثلي؟

*  نعم، حتّى على نفوسٍ مثل نفسكِ.

 

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

تايلند20/6/1987

 

*        القدّيسة مريم:كم كنتُ سعيدة عندما تلقَّيتُ شمعتكِ. زيِّنينا بِحبِّكِ. سلامُنا معك.

)  لقد قالت لي القدّيسة العذراء هذه الكلمات بكثير من الحبّ. كنتُ قد أشْعَلْتُ شمعةً لَها، قبل درب الصليب.)

 

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

21/6/1987

 

*     يا ربّ، لماذا نسيَكَ الكثيرون؟

*  آه يا فاسولا، لقد تقطّع جسدي حتّى أصبح مشلولاً. فاسولا، أَدخِلي النّور في مراحلِ درب الصَّليب واسجدي عند كلّ مرحلة.

)  لازمْتُ الصمت.)

*  فاسولا، لقد تكلَّمتُ.

*     ربّي، ماذا أستطيعُ أَنْ أعمَل؟

*  لاشيء. دَعينِي أَعمَل كلّ شيء.

*     نعم، لكن لا أحدَ سيَفعل ذلكَ إذ لا أحدَ يَعلمه.

*  الإيْمان، هو أيضًا نعمة منّي يا فاسولا. آمنِيبِي!

)  لاحِقًا )

*     الآن بعد أن اجتذبْتنِي، ماذا سَيحدث لِي؟

*  أَتريدين أَنْ تَعلَمي؟ سأَرْميكِ مِن بين ذراعيَّ في هذا المنفى الَّذي أصبحَ حالَ خليقتِي!

*     إلَهي، ألَم تَعُد تُحِبُّنِي؟

)  حزنتُ كثيرًا.)

*     كنت سعيدة جدًّا بين يديك والآن ترمينِي!

*  آه يا فاسولا، كيفَ يُمكنكِ أَنْ تقولِي ذلك[11]. إنّ قلبِي يتفتّت، ويَتمزّق عندما يراكِ بين كلّ هذا الشَّر. افهمي يا طفلتِي، إنّها تضحية منّي أنْ أراكِ بين الكفّار. أتألّم لوجودكِ في المنفى. ابنتِي، كثيرون سَيُحاولون إيذاءك. أستطيعُ أَنْ أتَحمّلَ الآن عذاباتِكِ[12]، لكنّنِي لَن أحتمل، لا، لَن أحتملَ أَنْ يؤذوكِ.

*     ماذا تفعل يا ربّ؟

*   لَن أَقفَ متفرِّجًا؟

*      لكن لماذا حضنتَنِي وجذبتنِي، لتَرميَنِي بعدها في الخارج؟ إنّ هذا ليس عدلاً!

)  كنت أصرِّخ قليلاً.)

*  أَلَم أقُلْ إنّكِ ستكونين ضِحيّتِي؟ إنّنِي أسْتعملُكِ، أنتِ شبَكَتِي، نعم، إنَّنِي أرْميكِ في العالم. يَجِب أنْ تُقدِّمي لي النّفوس من أجل خلاصهم. سأفتديهم من جديد. لَنْ يَتمّ ذلك ما لَم تتعذّبِي. إنَّ الشيطانَ يكرَهُكِ ولَن يتردّدَ بإحراقِكِ، لكنّه لَن يَضَعَ يدًا عليكِ، لَن أسمحَ له بذلك.

)  يُذكّرُنِي ذلك عندما لَمستُ في ذلك النّهار قسطل المنفس فِي الباخرة، الَّذي كان حاميًا كفايةً لِيسلقَ بيضة. اتَّكأتُ عليه بكلِّ ثقلي بيدي الشَّمال. كاد يُغمى عليّ من الألم. احْتَرَق كفّي بكامله. رغبتُ بِشِدّةٍ أنْ أُغَطِّسَ يدي في ماءِ البحر لأهدئ الحروق، لكنّنِي تذكَّرتُ فورًا أنَّ الماءَ تزيدُ الألم. فأبْقَيْت يدي في الهواء لِمدّة عشر دقائق، كانت تَحمرّ وتتورَّم. بعد نصف ساعة، زال الألَم واخْتَفَت عَن يَدِي كلُّ علامة للحرق. لقد عادَت يَدي سليمةً كالأخرى.)

*  طفلَتِي، لا أريدُ أَنْ أَراكِ جَريْحَة. أُحبُّكِ ولأجلِ هذا الحبّ سأختارُ لكِ تطهيراتِي. لَنْ أسْمحَ أبدًا بأيّةِ لَطخة عليكِ، افهَمي ماذا أقصِد[13].

*     ربّي، سأُحِبُّ كلَّ ما يأتِي مِنكَ، أكانَ نعيمًا أو ألَمًا.

*  محبوبتِي، نعم، اجعَلي لي جنَّةً في قلبِكِ.كَم يُبهجنِي أَنْ أَسمعَ ذلك منكِ يا طفلتِي[14]! نعم، وكلّ أَلَمٍ تَخْتارينه بإرادتكِ، معتقدة أنّه سيُعجِبُنِي، يكون أمرًا مريعًا بنظري. لَن تَخدَعي سوى نفسكِ. سيكون للشَّيطان وليس لي. كلّ تكفير أقرِّره
 أنا
.

*      أنا أُحبُّكَ وأعتمد عليك كلِّيًا.

*  عندما تُحبِّيننِي، تُمجِّدينَنِي.نعم.

)  سَمعتُ الشَّيطان يقول:"إنَّ هذه الأوقات[15] هي عذاب لي." لا يستطيع أَنْ يتحمّلَ

رؤية قلبِي يتمتّع بِحبِّ الله لِي وبِحبّي لله.)

*  يكون وكأنّه وُسِمَ على كلِّ جسده بصليبٍ مُحمّى حتّى الاحمرار.

 

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

23/6/1987

 

*     يسوع، لَقَد كنتَ معلِّمي منذ البداية. لَكِن ألا يكون لِي شخصٌ كمرشد روحي - كما يقولون – ليرشدنِي قليلاً؟ حتّى الآن لا مرشد لديّ، والَّذين تقرّبتُ منهم لَم يَكترثوا أَو إنَّهم مُنشغلون كثيرًا، أو يرتعبون[16]. لَمَ يَقُل لِي أحدٌ بِلطافة:"ابنتِي، افعلي هذا" أو"ذاك" وتابعي ذلك. ألوَحيد الَّذي أعطانِي أمرًا مُحددًا قالَ لِي:" توقَّفي. هذا ليس مِن الله، لِذا توقَّفي عَن الكتابة، أقلّه لِبضعةِ أيامٍ لنرى ماذا سيحدث. أطعتُه وتوقَّفت. ثُمَّ قادَت يدُكَ يدي، بينما كنت أكتب ملاحظاتِي الخاصة. وكتبت:"أنا الله أُحبُّكِ، لا تنسي ذلك أبدًا." لقد استوليت كليًّا على يدي. وبعد بضع دقائق كتبتَ مِن جَديد:"لا تنسي أبدًا أنّنِي أنا الله، أُحبُّكِ". كان ذلك وكأنَّ أحدًا يُحبّنِي قد زارَنِي في السّجنِ زيارةً مفاجئة. كان ذلك رائعًا.

*  طفلتِي، دعينِي أكُون مُرشدَكِ الرّوحي. ألا ترينني كافيًا بِنظرِكِ؟  أنا كلّ ما ينقصكِ. فاسولا، أبِهجينِي وأَضيئي شمعةً عند مراحل درب الصليب، وكرّميني واسجدي عند كلّ مرحلة. سأُعْطيكِ تعاليمَ أخرى في الوقت المناسب .

*      يسوع، أَشكركَ لأنَّكَ عرّفتنِي على "دايفد".

*  طفلتِي، أَخبريه عنّي واسأليه: "هل ستَدَعُنِي أسْتَعملكَ؟"

*     ألَم تسألْه ذلك من قبل يا ربّ؟ ماذا تقصدُ بالتَّحديد؟

*  أعنِي بذلك أَنْ أسأَلَه إنْ كانَ يرغبُ في العملِ لِي؟ إنَّ صليبِي ثقيل، هل تريدين أَنْ تُريْحينِي من حملِه قليلا؟

*      نعم يا ربّ.

*   اقتربِي منّي أكثر.

 

 

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

بانكوك 26/6/1987

 

)  في السّابعة والنصف صباحًا، رأيتُ غيمةً متعدّدةَ الألوان، ملفتةً للنظر. ثمَّ خرج منها خمسة أشعّة، فشكَّلَتْ نَجمة. قلت:"أنظر!" وإذا بيدٍ من خَلفي دفعتنِي إلى الأمام. ثمّ حدثَ تغيير جديد، ظهَر على أحدِ الأشعة سراجٌ مضاء. قلتُ من جديد: "انظر!" فثقّلت اليدُ عليَّ مِن الخلف وجعلتنِي أسجد. لَم أهتمّ لِمعرفـة من يدفعنِي، لأنّنِي لَم أرد أن أُفوّت أية لحظة من هذا الحدث. بدأَتْ الأشعّة الخمسة تدور بسرعة مشكّلة خاتمًا مضاءً. فجأة، في وسط هذا الخاتم، ظهرَ يسوع الأقدس. فقلت:"انظر!" وعادت من جديد اليدُ من خلفي تدفَعنِي، فسقَطتُ على يديّ. فجأة، سَمعتُ العديد من الأصوات تعبد الله مبتهلة إليه باستمرار:"يسوع". ثم اختفَتْ صورة يسوع وظهر مشهد آخر. قلتُ من جديد:"انظر!" هذه المرَّة دفعتنِي اليد على الأرض، ولَم أستطع سوى رفع رأسي لأرى هذا المشهد الأخير: رأيتُ شخصًا ساجدًا على ركبتيه، مُحاطًا بِخمسةِ أشخاص آخرين. أمام هذا الحدث، رأيتُ كأسًا من الفضة يلمع بشدّة. وكان الأشخاص الخمسة، يفعلون شيئًا إلى الشخص السّاجد في وسطهم. وسمعتُ بوضوحٍ كلمة "مسحَ". ثمّ اختفى كلّ شيء.)

*     إلَهي، لَم أفهم هذه الرؤيا.

*  ستنمّيكِ الحكمة.

)  عرفت أنّ اليدَ الَّتِي كانَت تدفعنِي كلّ مرّة بقوّة كانت يدُ ملاكي الحارس دانيال.)

 

 

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

27/6/1987

 

)  الآن أدركتُ أنّنِي منقَسمة. إنَّ جسدي يتحرّكُ دون نَفْسِي. ربّي أنتَ مَـن أخذَ نفسي. أشعر وكأنَّنِي صَدْفَة فارغة، مُنْفَصلَة كلّيًا. هل اخْتَبَر أحدٌ هذا؟ ألاَّ يفكّرَ إلاَّ بالله طالما هو في اليقظة؟ هل اختَبَر أحدٌ أن يبقى متنبّهًا لله فقط طيلةَ النّهار، وكلَّ يوم، خلالَ أكثر مِن سنة؟ وعندما تبتعدُ أفكاري، أشعرُ بيدِ الرّبّ تأخذُ ذهنِي ورأسي نَحوه لأنظرَ أمامي وجهه الْمُبتَسم. أفاجأ بنفسي كيف ما زلتُ قادرةً على التفرّغِ لواجباتِي المنزليّة؟)

*  فاسولا، لقد أخذتُ بكلِّ بساطةٍ قلبَكِ ووضعتُه بقلبِي.

)  قالَ لِي الله ذلك ببساطة وعذوبة كبيرتين… وكأنّ قلبِي هو بالنسبة له لعبة. ألآن

إنّه الأب مَن يتكلّم.)

*  أنا الله، وأُحبُّكِ! اعتنِي بِحبّي. مَخلوقتِي، ابقَي بنعمةِ خالِقِكِ.

*     كيف، كيف أبقى في نعمتِكَ؟

*  يَجب أَن تكونِي قدّيسة.

*     كيف أستطيعُ أَنْ أَكون قدّيسة؟

*  بأَنْ تُحبّينِي بِحرارة.

*     إذا كانت هذه مشيئتكَ، ساعدنِي لأكون قديسة.

*  سأُساعدُك، لكِ بركاتِي. لَن أسألكِ أبدًا شيئًا يؤذيك، تَذكَّري ذلك دائمًا. تعالَي. سأكشفُ لَكِ عَن رغباتِي العميقة والحميمة جدًا! صغيرتِي، اسْمَحِي لِي أن أنقشَها فيكِ.

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

30/6/1987

 

)  لقد أسرعت، لأنّ يسوع كان يستعجلنِي في الكتابة.)

*   لقد ناديتكِ!

)  شعرتُ ورأيتُ يسوع سعيدًا.)

*  نعم، أنا سعيد، أشعر بأنّنِي سعيد! تعالَي لِنَعمَل. أُريدُ أَنْ أكرّرَ رغباتِي. فاسولا، لا تَخافي أن تُظهري أعمالي.

*     يا ربّ، إنّنِي أُقارن نفسي بصديقتِنا الطيّبة، "م"، المندفعة جدًّا. أنا الآن متلهّفةٌ مثلها. أرغبُ في أَن تَجْري الأحداث بسرعة، وتتمَّ في الغد، اليوم، الآن، فورًا إذا أَمكن، بأن تتحقَّقَ كلُّ رغباتِكَ الآن، بأن تُسْحَبَ أشواكُكَ وتُرْمَى بعيدًا، بأن تُسْحَبَ الحربةُ من قلبِكَ الآن، ويتمَّ كلُّ ما ترغبُ فيه!

*  فاسولا، لا تستعجلي.

)  أشعر بيده تلامس رأسي)

*  اسمعي، من جديد ما هي رغباتِي. أُريدُ أَنْ أذكّرَهم بِطرقي، أُريدُهم أَنْ يوقفوا التراشقَ بالسّهامِ السّامة بين بعضهم البعض.فاسولا، هل تعاطيتُ يومًا السِّياسة؟

)  فاجأنِي يسوع بسؤالِه. كانت لَهجتُه مُختلفة.)

*     الآن حتّى أنا، أعلَم أنّكَ لستَ سياسيًّا…

*  بالضَّبط. لَم أَكُن سياسيًّا. فاسولا، برأيكِ، مَن كنتُ؟

*     ربّي، تقصد عندما كنت هنا بالجسد؟

*  نعم.

*     ابن الله الحبيب.

*  نعم، أَرأيتِ، حتّى أنتِ عرفتِ أنَّنِي لَم أَكُن رجلَ سياسيفاسولا لِنَرى.

)  راح يسوع يفكِّر بِهيئة كلاسيكية: يده على خصرهِ و الأخرى فوقها و إبْهامـه

على خدِّه.)

*  هل شعرتِ لحظةً، طوالَ فترةِ إرشادي لكِ، بأدنَى أثرٍ للشرِّ مِن قِبَلِي؟

*     كلا، ربِّي ولا أيّ أثر، أبدًا.

*  حسنًا.

*     ماذا تقصد يا ربّ؟

*  فاسولا، كيف شعرتِ؟

)  تَجاهل يسوع سؤالي.)

*     شعرتُ بِكَ تدلِّلُنِي، تُحبُّنِي بشدّة، تُخفّف عنّي، تغفر لِي.

*  تابعي…

*     شعرتُ بنفسي ثَملةً بِحبِّكَ، بسلامٍ وروعة! لَم أشعرْ قط بالسّعادة مثلما كنتُ أشعرُ معكَ. وبِحبِّكَ أَريْتَنِي الطَّريقَ مِن جديد، وعلَّمتنِي الحبّ، القداسةَ والتواضع.

*  نعم، أَرأيتِ يا فاسولا، لا يوجَد أيّ أثر لِثورة سياسيَّة ولا أيّ واحد .

)  قام يسوع بِحركةٍ بيدهِ مشدِّدًا على كلمة "ولا أيّ واحدة".)

*  هكذا أنا، أنا مليء بالحبّ ، وهكذا أُريدُ أَنْ يكونَ رسلي ولكنْ رسلي الحقيقيّون. اسمعيني: أنا الكنيسة، لا تَنسَي ذلكَ أبدًا.سلامي معكِ يا فاسولا .

*      يسوع أحبُّك حتّى الجنون، وأنتَ تعرف ذلكَ الآن.

*  محبوبتِي، إنَّ قلبِي سيُضرمُكِ بشعلةِ حبِّهِ، اسْمَحِي لِي أَنْ أحفظَكِ في قلبِي.

*     فكَّرت برؤيا 26حزيران.

*   الأشعة الخمسة خرجَت مِن جراحاتِي الخمسة.

*     والشمعة على أحدِ الأشعَّة؟

*  أُحبُّ إدخالَ النور.

*     إلى مراحلِ درب صليبكَ؟

*  نعم.

*     بعدها رأيتُكَ.

*  نعم، كنتُ واضعًا إكليلَ الشّوك، هل تذكرين؟

*     نعم أتذكَّر لكنَّنِي لَم أفهم المشهدَ الأخير.

*   كان ذلك مَسْحي.

*     لَكِن لماذا دُفِعْتُ إلى الانْحِناء؟

*  لأنَّه كان يجب أن تكونِي منحنية.

*     والكأس يا ربِّي؟

*  إنَّها لِتتطهّروا ولتكرِّموا ذبيحتِي الإلَهيَّة .

*     أشكركَ يا ربِّ.

)  فهمتُ أنَّهُ في المشهد الَّذي أرانِي إيّاه الرّبّ، في السَّماء، كان هو الَّذي يُمسح.)

*  فاسولا، إنَّ رأسَ الحربة اخترقَ جسدي بعمق، لقد اخترق قلبِي، و ما زال فيه.

 أُريدُ أَنْ تُنزعَ الحربة.مَجِّدوا جَسدي بإنشائِكم السَّلامَ والوحدةَ والحبّ.

*     إلَهي الحبيب، كلُّ هذا غامض كثيرًا عليَّ. لا أفهمُ معنَى كلماتِكَ.

*  اسحبِي الشَّوكَ الَّذي خرقَ رأسي. فاسولا، هَل ستفعلين ذلكَ لِي، سأكون دائمًا أمامكِ. اشفي جسدي، هدِّئيه. إنَّ جراحاتِي الخمسةَ مفتوحةٌ كثيرًا. هل تَرين؟ أَحِبِّينِي، تَوِّجينِي، زَيِّنينِي. ذكِّريهم بالمسيحيين الأوَّلين الَّذين أَحبُّونِي أكثرَ من حياتِهم.

*     ربِّي، كلُّ ما أستطيعُ فعلَهُ هو نسخُ وتوزيعُ رسالتِكَ!

*   ستفعلين أكثرَ من ذلكَ بكثير، لا تنسَي أبدًا مَن يقودُكِ.

*     نعم يا ربِّ، إنَّنِي أعتمد عليك .

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

3/7/1987

 

*     يسوع؟

*  أنا هوَ، محبوبتِي. إنَّ الإيحاءات تأتِي منِّي، كما تأتِي قطراتُ الندى على الأوراق.لَقَد قَطَعتُ معكِ عهدًا أَنْ أكونَ مُخلصًا لكِ. لقد اتَّخذتُ احتياطاتِي كَي تُخْلصي أنتِ أيضًا لِي. هل ترَين[17]؟ فاسولا، هل ستوحِّدين كنيستِي من أجلِ حبِّي؟

)  لقد شعرَ يسوع بتنهُّدي الَّذي عَقِبَ طلباتِهِ.)

*  أنا أمامكِ وأنا مَن سيعلِّمُكِ. اتبعينِي فقط.أريدُ أن تكونَ كلُّ كنائسي متَّحدة. أُريدُ مِن نفوسي الكهنوتيَّة أَن تتذكَّر أَعمالي الماضية، وبَساطَةَ رُسُلي، وتواضعَ وإخلاصَ المسيحيين الأوَّلين. تعالَي، سأكشفُ عن أعمقِ وأشدِّ رغباتِ قلبِي؛ صغيرتِي، اسمحي لي أن أنقشَها عليكِ .

)  هنا شعرتُ فعلاً باليأس. أشعرُ بأنَّ اللهَ يرغبُ فِي أشياءَ كثيرةٍ مهمَّة يَمليها علـيَّ كتابة، وأنا هنا، جالسة، كالمشلولة. أشعر أنَّنِي لا أفعل ما يريدهُ، بِما أنَّ شيئًا لا يتغيَّر. لَكِن، كيف سيتغيَّر هذا إذا كان لا أحد في الحقيقة يعرفه؟ أشعر أنَّنِي لا أُرضيه ولا أطيعُ أعزَّ رغباتِهِ. أَريتُ هذه الرّسالة للأب جايْمس، لَكِن هو أيضًا ماذا يمكنه أن يفعلَ غيرَ أن يقرأَ ويعزينِي. يسوع؟ أكثر من مائة شخصٍ عندهم نسخ عن هذه الرّسائل، لَكِن هذا لا يكفي!)

*  أنا هو. عيشي بِسلام.سأجدِّدُ كنيستِي. فاسولا، اسمحي لِي فقط بطبعِ كلماتي عليكِ. أُحبُّكِ. مَجِّدينِي بِحبِّكِ لي. إنّ تَوحيدَ كنيستي هو عملي. لَن تكونِي سوى رسولتِي، هل تفهمين الفرق؟ حتَّى عندما أَقول:"أَحيي أو وحِّدي كنيستِي" هذا لا يتوجَّهُ إليكِ مباشرةً. ستَتَعلّمين. ألَم تتعلَّمي جزءًا من أعمالي معي؟

*     أجل يا ربِّ.

*  انتظري وسترين[18] أريدُ أن أطرحَ عليكِ سؤالاً:" لماذا لَم تأتِي إليَّ الآن لأُعزِّيكِ؟ نعم، بالضّبط، نعم.

)  في وقتٍ قليل، مَنَحَنِي يسوعُ رؤيا تَحملُ وراءها روايةً كمَثَل، هـي قـصَّةُ طفلٍ وأمِّه؛ هذه الأم تَجدُ أخيرًا طفلَها الَّذي أضاعَتهُ منذ عدَّة سنين، وكان فرحُها كبيرًا، فراحَت تعلِّمُ الطّفلَ مِن جديد، كيف يَجِب أن يأتِي إليها في كلِّ مرَّة يَحتاجُ إليها لأنَّها تُحبُّهُ وهو ينتمي إليها. لَكنَّ الطّفلَ كان يَجدُ صعوبةً كبيرةً في التأقلمِ مع شخصٍ يقول لهُ أنَّه أمّه وأنَّه يُحبُّه. لقد تعوَّدَ على شقائهِ، وعلى عدمِ وجودِ مَنْ يلتجئُ إليهِ. والآن نسيَ مُجدَّدًا أنَّ الأمَّ، هي الَّتِي تستطيع مساعدتَه وتعزيتَه. ألرؤيا تتكلَّم عن صغيرٍ يَمكثُ في شقائهِ ويَطوفُ حولَ البيتِ متجاهلاً أمّه. الأمُّ تتألَّمُ لرؤيتِها ولدَها في شقائهِ، تتألّمُ لرؤيتِهِ بائسًا، رافضًا أن يَرْتَمي بين ذراعيها، وأنْ يُريها أنّه بِحاجةٍ إلى عطفِها. إنَّ قلبَ هذه الأمّ لَمنكسرٌ كليًّا لرؤيـةِ طفلِها فـي الشّقاء، يتجاهلُها، هي الَّتِي تستطيعُ فعلَ الكثير إذا وثق بِها!)

*     كنت أنا الطفل، ويسوع الأمّ.

)  كلُّ هذا لأنَّنِي شعرتُ وكأنَّنِي لَن أنْجح. الرِّسالة بين يديَّ وأنا عاجزة عـن فعلِ الكثير، لذلكَ، قرَّرْتُ بعد الظهرِ أَنْ أسْتلقي وأحاولَ النّوم لأنسى، وهكذا فعلت. فكّرتُ بيسوع، لَكنَّنِي كنتُ حزينة جدًا لأنظر إلى وجههِ.)

*  محبوبتِي، أنا معزِّيكِ! أسندي رأسكِ عليَّ، اسمحي لِي بأَن أحضنَكِ وأُهدِّئ أَلَمَكِ، اسمحي لِي أَن أهمسَ في أذنِكِ كلماتِي. يوجدُ مكانٌ لكِ في قلبِي. لا تُضيِّعي وقتَكِ خارجًا، تعالَي الآن إلى مكانِكِ[19].

*     لا أستطيع.

*  سأرفعُكِ وأضعُكِ هناك.

 

 

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

سويسرا 7/7/1987

 

*  فاسولا، ستواجهين تَجاربَ قاسية، لا تنسَي حضوري. أنا بِقربِكِ. إنّ الإيْمانَ بأعمالي السماويّة هي نعمةٌ منّي.إنّ أعمالِي تَبْدو بِنظرِكم هرطقة، لَكنّنِي الله، بِمن تستطيعون مقارنتِي؟ وبِماذا تستطيعون مقارنةَ أعمالي؟

فاسولا، عندما أرى كم من النفوسِ الكهنوتيَّة تُنكر علاماتِي وأعمالِي وكيف تُعامل أولئك الَّذين أعطَيتُهم نِعمي لأذكِّرَ العالَمَ أَنّنِي بينهم، أتعذَّب…إنَّهم عن غير قصد، يسيئون إلى جسديPONO[20] ! إنَّهم يرفضون أعمالي، فيصنعون الصّحارى بدلَ الأراضي الخصبة!

*     ربِّي، إذا رَفضوا أعمالَكَ، لا بُدّ أنْ يكونَ لَهم أسبابُهم!

*  إنَّهم مائتون روحيّا. وهم بنفسهم صحارى، وعندما يرون زهرةً في هذه البرّيةِ الكبيرةِ الَّتِي صنعوها، ينقضّون عليها، ويدوسونَها ويُدمِّرونَها.

*     لماذا؟

*  لماذا؟ لأنَّ هذه الزّهرةَ تصدمُهم في برّيتهم. يريدون أن يتأكَّدوا أنَّ صحراءَهم ستَبْقى جافَّة. لا أَجدُ أيَّةَ قداسةٍ فيهم، ولا واحدة. ماذا عندهم ليقدِّموهُ لي؟

*     الحماية يا ربِّ. ألحماية الَّتِي تقوم على عدمِ تشويه كلمتكَ.

*  كلا، إنَّهم لا يَحمونَنِي، إنَّهم يرفضونَنِي كإله. إنَّهم ينكرون وسائلي اللامتناهية. إنَّهم ينكرون قدرتي الإلَهيَّة مشبِّهين أنفسَهم بِي. هل تعْلَمين ماذا يفعلون؟ إنَّهم يرفعون مِن شأن الوثنية، يزيدون الصَّمَمَ الرّوحي. إنَّهم لا يُدافعون عنَّي، بَل يسخرون منّي! لقد شئتُ رغمَ إنكارِهم مساعدتَـهم، كي بِدورِهم يساعدوا ويغذّوا خرافِي. أَحبِّينِي يا فاسولا، كرِّمينِي بعدم نكرانِي أبدًا .

*     ربِّي، لَن أنكرَكَ أبدًا، لَن أنكرَ أبدًا أنَّ هذه هي أعمالكَ، حتَّى لو توجَّب عليَّ الموت!

*  أنتِ مرّي العذب. يا بقيَّتِي، يا محبوبتِي، اسهري على مصالِحي. كونِي مذْبَحي، ابْقي صغيرة لأعملَ وأتصرَّف بكِ. تعالَي لِنصلِّي:

يا إلـهَ الرّحــمة، وَحِّد نـعاجَكَ،

إِجْـَمعْهم مِن جديد، دعْهُم يُدركون جَفافَهم،

أَغفِرْ لَـهُم، حَوِّلْـُهم إلى ما تَرْغَبُ بأَنْ يَكُونوا

ذَكِّرْهُم بِطُـرُقِكَ، وليكنْ كلُّ مَجْدٍ باسْمِكَ القدّوس

من الآن و إلى الأبد. آميـــــن.

)  أشعر بِحزنٍ من أجل الله.)

*  محبوبتِي، إحزنِي مِن أجلِ العالم وعلى ما أَصبح عليهِ. استريْحِي فيَّ.

 

 

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

8/7/1987

 

*     ربِّي، لقد أخبرَنِي مرَّة كاهنٌ أنَّه بعْدَ موتِكَ ودفنِكَ، تفتَّتَ جَسَدُكَ في الْهواء ولذلكَ لَم يَجدوك. بتعبير آخر، لقد نفى هذا الكاهن قيامَتَكَ.

*  فاسولا، إنَّهم يشوِّهون كلمتِي. لقد قمتُ، لم أتفتَّت. لقد قام جسدي.

*     ربِّي هل تكلِّمُنِي بالأمثال أم إنَّكَ تقولُ لِي بالفعل أنَّكَ قمتَ بِجسَدِكَ؟

*  طفلتِي، لقد كلَّمتُكِ حَرْفيًا. لَقَد قامَ جسدي. قولِي لَهم أَنْ يتوقَّفوا عن تشويهِ كلمتِي لتُعجِبَ العقلَ البشري. أنا ضابطُ الكلّ.

)  لاحقًا )

*     ربِّي أَخشى أَنْ أكونَ سببَ تأخيرٍ في تتميمِ مشروعِكَ.

*    كيفَ تستطيعين تأخيري إذا كنتُ أنا الَّذي أعمل؟

*     من الممكن أن تشكِّلَ خطاياي حاجزًا.

*  سأسألكِ أن تتوبِي دائمًا، سأريكِ خطاياكِ، أريدُكِ نقيَّة.

*     إلَهي؟

*  أنا هو. فاسولا، عديد من أسراري مَخفيَّة عنكم، والقليل الَّذي كشفتهُ لكم نَظَرتم إليه بشريًّا ولم تفهموه، إمَّا وضعتموه جانبًا وإمَّا أعطَيْتموه تفسيرًا خاطئًا. كيف اسْتَطعْتُم مقارَنَةَ أعمالي بالأعمال البَشريّة. ألعلم لا يُقارَنُ بالأعمالِ السَّماويَّة وكأنَّكم تقارنونَنِي بالبشر! صحيح أنَّ أعمالي تَبدو لكم هرطقة، لكن ما يُمزِّقنِي بالأكثر هو أَنْ أرى النّفوسَ الكهنوتيّة تشكُّ بأعمالي وترفُضُ أَنْ تصدِّق، فتُبْعِدُنِي بدَلَ أنْ تُروِّجَ لِي. تَحوَّلتْ خليقتِي إلى صحراءَ جافَّة، قاحلة، وعطشى للحبّ. بِماذا ستتغذَّى خرافي، إذ ليس عندهم شيء ليقدِّموه لَها!

 

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

10/7/1987

 

*  يا زهرتِي، غوصي في جسدي. إنَّ العيشَ في البرّية صعبٌ، لَكِن سأقودُكِ دائمًا إلى نبعي حيثُ سأروي عطشَكِ وأمنحكِ الرّاحة والملجأ. ابنتِي، كونِي ضحيَّتِي. لَن يَذهبَ شيءٌ عبثًا. تَمسَّكي بِي، لستِ وحدكِ، نَحن معًا نَجتازُ البرِّية.

اسمحي لِي أن أطبعَ فيكِ وصيَّتِي الخاصة: " أَحبَّ قريبَكَ كنفسِكَ".

*     لكن يا ربّ، هذا ليس جديدًا، لقد سبقَ أن قلتَهُ لنا.

*  هل تعملونَ بِها؟ كلُّ نفسٍ لاهوتيَّة يَجِب أن تتعلَّمَ طاعةَ وصاياي. وأن ترْتَوي مِن حبِّي اللامتناهي لِتَتَعلَّمَ أَنْ تُحبَّ بعضُها بعضًا. فاسولا، اشعري بِحضوري، إنَّ كلَّ أجزاءِ جسدي مُمزَّقة. لَم أَنتَهِ مِن إملاءِ رغباتِي عليكِ، وَقَد احتفَظْتُ بِرغبةٍ أكبر! فاسولا، بدأتِ تشعرين بِها. لأنَّنِي أنيرُكِ كي تشعري بِما أرغب. أُحبُّ كثيرًا خليقتِي.

*     إلَهي، إذا كان هذا ما ترغبُ فيهِ، سيكون فعلاً ملكوتُكَ على الأرض كما هو في السّماء.

*  ستفهمين تدريجيًا.

*     يسوع؟

)  شعرت بضعف. بحتُ له بشيء.)

*  أعلم، لَكِن ألَمْ أرشدْكِ حتّى الآن؟ سأعطيكِ رؤى وستكتبينها. كونِي مع إلَهِكِ الَّذي يتعذَّبُ أيضًا!

 

Back To The TopBack To The Book PageBack To The Main Page

 


 

[1] لقد استعمل يسوع كلمة "لص" عن حق، لأنّنا علِمنا لاحقًا أنّ السارق كان من زمْرةٍ مُنَظمّة.

[2] لقد توقف يسوع لبضعة لحظات.

[3] تذكّرْتُ كلمات "الأرض الخصبة".

[4] الصوت الداخلي.

[5] بالمُحاورة في الكتابة.

[6] إلى السماء إلى منزل أبي.

[7] روم 1 / 18 – 32.

[8] لقد قال ذلك بِحزنٍ شديد، كشخص غُدِرَ من أعز أصدقائه.

[9] في الأشهر الثلاثة الأولى، حاولَ الشَّيطانُ أَنْ يفقدَنِي عزيْمَتِي عن الاقترابِ من الله، وأن يُبقينِي بعيدة.

[10] أفهمنِي يسوع أنّه بِسببِ انقسام الكَنيسة الحالي يَظهرُ لِي مَجلودًا هكذا.

[11] شعرتُ بقلبه ينقبض.

[12] أن أكون منقسمة، نفسي في قلبهِ وجسدي في العالم.

[13] إن الله سيختار لي بنفسه عذاباتي.

[14] إنّ ذلك يعني أنّ الألم الذي يستطيع الشيطان أن يُلحقه بي لن يتحقّق. لكن كلّ ألَم يأتي من الله سيتحقّق وهكذا يُنقي نفسي.

[15] الأوقات الحميمة التي يعطيني إياّها الله.

[16] كان ذلك في البداية عندما لم يكُن لدي أيّ سند وكانوا يقولون لي أنّ كل هذا من الشيطان.

[17] كان يسوع متأكدًا بأنني لن أخونه، رغم علمه ضعيفة.

[18] كان هناك وقفة طويلة، كان يَمسكُ يدي على الدفتر، دون أَنْ يقولَ شيئًا قبل قوله لديّ سؤالاً.

[19] قال ذلكَ بحنان كبير، فقط الله يستطيع فعله.

[20] إنني أتألم، في اليونانية.