الدفتر الثاني عشر


 

 

 

 

20/5/1987

23/5/1987

24/5/1987

25/5/1987

26/5/1987

27/5/1987

 28/5/1987
عيد الصعود

29/5/1987

الأحد 31/5/1987

1/6/1987

2/6/1987

3/6/1987

 4/6/1987

5/6/1987

6/6/1987

 

 

 

 

 

 

 

 

20/5/1987

 

)  أحيانًا أنا بنفسي أُفاجأُ، من السَّببِ الَّذي يَدْفعُنِي لِملاقاةِ يسوع بِـهذه الطَّريقة. لماذا، كيف ولأيِّ سبَبٍ أتلهّفُ لِكتابةِ وسماعِ رسائِلِه؟ في الأشهرِ الأخيرة أصبحَ هذا ضروريًّا لِي.)

*  أُحبُّكِ. هذا أنا، يسوع، الَّذي يعطيكِ هذه الحاجة إلى ملاقاتِي . فاسولا، أَحِبِّينِي دائمًا. سأُطلِعُكِ على رغباتِي يا أختِي.

)  كان يسوعُ حنونًا جدًا، لَكنَّ وجهَهُ الجميل كان حزينًا.)

*  أَرغبُ في توحيدِ كلِّ كهنتِي، أَرغَبُ مِنْهم في أنْ يُحبّونِي أكثر. أُريدُ منهم الطَّهارة، الحماسَ والإخلاص. يَجبُ أَنْ يفهمَ الكهنةُ أَنَّ الوِحدةَ تُقوّي الحبّ، وتُثبِّتُه. إلى متى سيَبقى الخِلافُ بيْنهم؟ ألحبُّ يعنِي الوحدة. إنّ حُبِّي يوحِّدُهم بِي. إنّ كنيستِي ضعيفةٌ بسببِ اختلافاتِهم. إنّ رغبتِي هي الوحدة. أَرغبُ في أَنْ تتّحِدَ كنيستِي.

*     لكن يا ربّ، تقولُ أنّه يوجدُ خلافٌ، وعلى أحدِهِم الرُّضوخ. كيف سيعلمون بذلك؟

*  يجِب أنْ يُصلّوا ليتنوّروا، يَجب أن يأتوا إلَيَّ ويستقوا مِن قلبِي.

*     مَن تقصُد يا يسوع، عندما تقولُ "هم"؟

*  أقصِدُ كلَّ كنيستِي. أرغَبُ في أَنْ يتَّحدوا ويكُونوا واحدًا. لقد ضَعُفَتْ كنيسَتِي بِسببِ هذه الفوارق. لقد ضَعُفَتْ بشكلٍ هائِل.

*     يا ربّ، يبدو لِي هذا كرسالة جديدة.

*  سأنيركِ يا فاسولا، وأُريكِ تدريجيًّا كيفَ أَعمل.

*      أوَّلاً، تعليمي ثمَّ تدريبِي، ثمَّ مَجموعة النّسخ الكنسيَّة للسَّلام والحبّ، ثمَّ الإرشاد في الرَّسائل من أجل السَّلام والحبّ.

*  نعم يا فاسولا، والآنَ رَغَباتي . رَغَباتي في تَوْحيدِ كنيستِي. كيفَ يَستطيعُ الجَسَدُ أَنْ يَعْملَ إذا كانَ واحدٌ أو اثنان مِن أعضائِهِ مشلولاً، مَجروحًا أوْ مُمزّقًا؟ هل سَتكونُ لهُ قُدرةُ وقوّةُ جسدٍ سليم؟ إنّ كنيستِي هي جَسَدي. كيفَ سَيعمَلُ جَسَدي، إنْ هم أَضعفوه؟ ابنتي، ارسمي علامتِي:

                                                

كانت هذه علامةَ المسيحيين الأوَّلين .كان الحبُّ واحدًا، كان الحبُّ متَّحِدًا.

*     يسوع، أعلمُ أنّه يُحتفلُ بِعيدِ الفصحِ بتواريخَ مُختلِفة. هل تستطيعُ أَنْ تقولَ لِي التاريخَ الصَّحيح، "على ورقةٍ جانبًا"؟

*  إذًا اذهبِي يا فاسولا واحضري ورقة.

*     شكرًا يا يسوع.

) أعطانِي يسوع التّاريخَ الصَّحيحَ لعيدِ الفصح.)

*  تعالَي الآن لنتَّحدْ في الصَّلاة، صلاةٍ للآب من أجلِ الوحدة:

يا أبتاه، إنّي آتٍ إليـــكَ

لأسألـكَ أَنْ تنيــرَ نعاجَـكَ،

أَنِرها حتّـى تَجــدَ

السَّلامَ والحبَّ في الوحدة. آميــن.

   وحّدي نعاجي يا فاسولا!

*     يسوع، من أنا لأوحّدَ وأعرفَ أيَّ شيءٍ عَنِ الكَهَنة، عَن مُحادثاتِهم وما يَجري بينهم؟ من أنا لأريَهم كلماتٍ مكتوبةً على قطعةِ ورق وأخبرَهُم أنَّكَ أنتَ من كتبها؟ يسوع، إنّكَ تعطينِي رسائلَ وتُخبرُنِي برغباتِ قلبك. يا ربّ ألَم يَكُن مِن الأسهلِ أَنْ تَمنحَ كلَّ هذا لأحدٍ، مــن وسطِ الكنيسة، يكونُ لديه علاقاتٌ بكلِّ السّلطات، ومعروفًا بصلاحهِ وجدير بالثّقة؟ يا ربّ، لَقَد التقطتَ فعلاً، مقعدةً، فاقدةً شجاعتَها بسببِ نصفِ الكهنةِ الَّذين هم على اطِّلاعٍ بِهذه الكتابات ولا يعطونَها أيَّة أهميَّة. يتعبنِي أَنْ أُريَهم إيّاها دائمًا بِما أنّنِي أعلمُ أنَّ ذلك يُضجرُهم ويُزعجهم. فما العمل؟

*  فاسولا، ما يَحملُه كتفاكِ هو صليبِي عليكِ . سأُشاركُكِ إياه، لا تَملّي أبدًا.

*     يا ربّ، كيف سَتبلغ رسالتُكَ الآذان الحسنة؟ وأنا دخيلة عليهم!

*  سوف تصلُ رسالتِي. إنّها كساقيةٍ تَجري وتتَّسعُ تدريْجيًّا . في البدايةِ تَجري ثمّ تندفعُ وبعدها تتدفَّقُ، فتتحوّلُ السّاقيةُ إلى مُحيطٍ واسع. فاسولا، اتكئي عليَّ عندما تضعفين. محبوبتِي، أُحبُّكِ وسأُساعِدُكِ على حملِ صليبِي معي. لا تشعري أبدًا أنّكِ متروكة.

)  شعرتُ أَنَّ يسوع سيرفعنيِ دائمًا عندما أعثر. أفْهمنِي أنّني أستطيعُ دائمًا أنْ أتّكئَ عليه لأستعيدَ قواي.)

*  فاسولا، سأقودُكِ.

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

23/5/1987

 

)  البارحة، لَم ألتقِ يسوع في الكتابة، لكنّه أشعرنِـي بِحضورِه، وكذلك بكلماتِـه. كلَّمنِي في نفسِ الوقتِ الَّذي كلَّمنِي فيه زوجي وأصدقائي. وكأنّه كان يشدّنِــي بِذراع، والآخرون[1]، بالذّراع الآخر.)

*     يسوع؟

*  أنا هو . إنَّ الإيْمَان هو أيضًا نعمة يا محبوبتِي. كلّمينِي، أنا عروسكِ .

)  أخبرتهُ شيئًا فأجابنِي.)

*  دعينِي أَفعَل بكِ ما أُريد. فاسولا، أنا الله، والآن يجب أَنْ تكونِي قد فهمتِ أنَّنِي بِرفعِكِ إليّ، وبتعليمِكِ حُبِّي والسَّماح لكِ بِملاقاتِي بِهذه الطَّريقة، إنَّما أُريدُ شيئًا منكِ. لقد تَعلَّمتِ الكتابة بنعمتِي. لقد منحتُكِ هذه النِّعمة كي أستطيعَ استعمالكِ. لقد وهبتُكِ نعمًا كثيرةً كي تُمجِّدينِي. لقد وحّدتُكِ بِي، واتَّخذتُكِ عروسًا لِي . أنا وأنتِ واحدٌ الآن. ابنتِي، ألا تَرَين بصورةٍ أوضح الآن؟ أُحِبُّكم جَميعًا، لقد قرَّبتُكِ إليَّ من أجلِ منافعي.

*     إلَهي.

*  أنا هو.

)  لقد ذكّرتهُ بشيء.)

*  فاسولا، إنّني أُتَمِّم دائمًا أهدافي.

*     أعلم، أعلم. لكن لو أنَّكَ تكلّمُنِي بوضوحٍ أكثر.

*  ابنتِي، إنّنِي أحبُّكِ فوق إدراكِكِ. أعرف أنَّ ضعفَكِ فائق. وأعرف أنَّكِ من دونِي ناقصة، عاجزة عن الحراك. لا تقلقي، سأحْمِلُكِ كما يحمِل الأبُ وَلَدَه المعاق. سأَسْهرُ عليكِ، سأسدُّ حاجاتِكِ، سأَسهر إلى أَنْ تتمَّ كلُّ أعمالي. تذكّري، لَقَد دَرَّبتُكِ لتكوني رسولتِي ، لن أدعَكِ تذهبين قبل أنْ تتمِّمي مهمَّتَكِ . أُحبُّكِ . أَحبِّينِي، أنا وحدي. لا أريدُ منافسين. أعبدينِي، لأنّنِي إلَهُكِ. فاسولا، أنْ تعيري إلَهكِ الإنتباهَ، يعنِي أن تَخدميه؛ أخدمينِي. تعالي، كونِي واحدًا معي؛ أنا أقبلُكِ رغم جهلِكِ، يا ابنتِي. إنّنِي أجدُ بالفعلِ خدامًا مُخلصين من حولِي، إنّهم أحبّاءُ نفسي، إنَّنِي أقدّرُهم كثيرًا وأوكِلُ إليهم أعمالي، فهُم يُكَرِّمون اسمي بِخِدمتِهم لِي بِحماس، بعبادتِي، ببَذلِهم نفوسَهم مِن أَجلي وبنعمةٍ عظيمة، يُبارِكون كلِمتِي. إنّنِي أُحبُّهم وأنظرُ إليهم بِحُبّ ، لا تَحْتَفظي بسؤالكِ[2].

*     لماذا اختَرْتنِي؟ فأنا لَسْت حسنة ولا أسبّب سوى[3]

*  الشقاءُ يجذبُنِي. إنَّكِ لا شيء، لا شيء إطلاقًا! ولَكِنْ كَونكِ لاشيء، أكونُ أنا كلَّ ما لستِ عليه، وأيَّ منافسٍ أَجد؟ لا أجدُ منافسًا فيكِ، بِما أنّكِ لا شيء.ابنتِي، لذلك أنا أبتهجُ فيكِ!

*     لا أفهم.

*  كلا، لَن تقدري أَنْ تَفهَمِي، لَكِن أَيّةُ أَهَمِيَّة لِذَلك؟ هل هذا فعلاً مهمّ؟ أنا سيّدُ كُلّ البَشرِيَّة، أَنتُم كلُّكم لِي، وأَنتِ يا صغيرتِي، إنَّكِ من دونِ أيّةِ منفعةٍ، وتَجذبيننِي. إنّ الصِّغَرَ يلفتُ انتباهي، والعَدَمَ يفتننِي. فاسولا، سيأتِي يَومٌ تفهمين فيه كلماتِي.إذا أردتِ أَنْ تَخدمينِي، لَن أُظهرَ فيكِ سوى الشَّوق .

*     الشوق…

*  نعم، الشوق، هل تريدين

)  بضعفٍ منّي، أوقفتُهُ عَن كتابةِ سؤاله. لكنّنِي سَمعته… لاشيء يستطيعُ منعَهُ مِن أَنْ يَجعلَنِي أسمعُ ما يريدُ قولَه...)

*  أستطيعُ البقاءَ فيكِ رغم ضعفِكِ الهائل. أَحبّينِي يا فاسولا، لا تَخافي منّي، أنا حبّ وأُحبُّكِ كثيرًا. لَن أطلــبَ أبدًا منكِ شيئًا يؤذيكِ، أنا حُبّ وسيّدُ الحبّ. طفلتِي، رغم تشكُّكِكِ وسُقوطِكِ الدائم، لقد اخْتَرتُكِ لتكونــي مذْبَحي. بِما أنّنِي عالِمٌ بعَجزِكِ عن الاسْتقاءِ من شعلتِي، سأسكبُ فيكِ بنفسي، رغباتِي الحارّة، حافظًا هكــذا شعلتِي متَّقدة. محبوبتِي، تعالَي، أنتِ زهرتِي الَّتِي تَحتاجُ لنوري، عيشي في نوري، لا أريدُ رؤيتَكِ تَموتين.

*     يا ربّ، أنتَ أيضًا تجذُبُنِي، أنتَ تعرفُ ذلك …

*  أيدهشُكِ هذا؟ إنّ بؤسَكِ تجذبُه رحمتي، وضعفَكِ الهائل تجذبُه قوَّتي، وعدمَكِ أجذبُه أنا بكلّيتِي. عيشي من أجلي.

)  لقد قلتُ له ما أرغبُ فيه.)                                                       

*  فاسولا، استحقّي رغبتَكِ.

)  فهمتُ أنَّ يسوعَ يُحاولُ أَنْ يُفهِمَنِي رغبتَه.)

*   فاسولا، تعالَي، اقتربِي منّي. فاسولا…

)  تردّدت.)

*  من جديد، أسألُكِ أن ترغبِي فيَّ وحدي. فاسولا، لا تنكرينِي! استمعي إلى دقاتِ قلبِي. هل تستطيعين مقاومتِي؟

*     كيف أستطيع مقاومةَ الله؟

)  مع أنَّنِي حاولتُ المقاومة لأنَّنِي لا أعرفُ كيف سينتهي كلُّ هذا.)

*  زهرتِي، أُحبُّكِ. سلامي لنفسِكِ، أنا مُخلّصُكِ! آه! كم أُحبُّكِ. أنا لا أرفض أيّةَ نفس. بالنسبة لِي، أنتم جَميعُكم متساوون. لقد اخترتُكِ لأنّ هذه هي مشيئتي.

*     أحبّكَ يا إلَهي.

*  تعالي إذاً إليّ، وتَخلّي عن كلِّ رغباتِكِ. هل تريدين رؤيتِي هناك؟

)  لا أعرفُ لماذا مرَّ في فكري صورةٌ معروفة ليسوع بِمكانٍ مشهور.)

*     إذا كانت هذه رغبتك يا ربّي. لكن لا تُجِبْنِي. بل افعَل ما ترغبُ فيه.

*  ابنتِي، لِيكُن كلُّ عملِكِ لِمجدي. يَجب أَنْ تكونَ رغباتِي هي أيضاً رغباتكِ. سأكتبُ رغباتِي وأقودُكِ .

*     هل هي بِخصوصِ الوحدة؟

*  نعم وحدة كنيستِي. أريدُ أَنْ يُثبَّتَ جسدي. إنَّ الوحدةَ تثبِّتُ كنيستِـي. 

  هل تريدينَ أَنْ تتذكَّري حضوري؟ إذاً تعالي، لنذهب .

 

 

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

24/5/1987

 

*   أنا معكِ.

*     هل تريدُ أَن أخدمَكَ[4]؟

*  نعم أُريدُ، أُريدُ ذلك بشدّة، يا فاسولا، تعالي سأُريكِ كيف ومتَى تستطيعين خدمتِي. تذَكَّري كلَّ ما علّمتُكِ إيّـــاه .

)  التَّعالِيم الرّوحيَّة الَّتِي أَيقَظَتْ قدراتِي لأسمعَهُ أفضَل وأشعُر به.)

*  لكِ سلامي. أَصغي لِصوتِي.

*     أرغبُ في سماعِكَ بِنقاوة البلّور!

*  فاسولا، إنَّكِ تسمعينَنِي كفاية لِتكتبِي كلَّ ما يَحتويه قلبِي، وكلَّ ما يرغبُ فيه.

  محبوبتي، تَحرّري كــي تستطيعي أَنْ تَخدمينِي وتبحثي عنّي. هل تعرفين ماذا يعنِي "التحرُّر" يا فاسولا؟ سأُخبرك، ثقي بِي.

)  شعرتُ بأنَّنِي لَن أنْجحَ بِما يعلِّمنِي إيّاه وأنَّنِي سأخذلُه.)

*  أن تكونِي حرّة، يعنِي أن تُجرّدي نفسَكِ من إغراءات الدنيا. حَرّري نفسَكِ وأَحبِّينِي وأَحِبِّي أعمالي. أخدمينِي بِهذه الطَّريقة، تَجرَّدي.

*     سيكون ذلك صعباً، يا ربّ.

*  LO[5].

*     نعم يا ربّ، إنّنِي أرى صعوبات.

*   LO,LO,، إبقَي بقربِ .

*     أخافُ أَنْ أخذلَكَ وأَنْ أُفَشِّلَ رغباتِكَ.

*  لا تَخافي يا أختِي. محبوبتِي، أَحبِّينِي.

)  شعرتُ بِحضورِهِ وأَحبَبتُه.)

*  حبٌّ من أجلِ الحبّ، أحبِّينِي كما تفعلين الآن. اعملي واخدمينِي كما تفعلين الآن. ابقَي كما أنتِ. إنَّنِي بِحاجةٍ إلى أشخاصٍ يَخدمونَنِي حيثُ الحبُّ ضَعِيف. اعمَلِي كثيراً لإنَّكِ موجودة في عالم الشَّر، بين غير المؤمنين، إنَّكِ موجودة حيثُ تُقتَرفُ الخطايا الأشدُّ دناءةً. ستخدمين إلَهَكِ حيثُ تَسودُ الظّلمة، لن تَجدي الرّاحة، ستخدمينَنِي حيــثُ تَحوَّلَ كلُّ خيرٍ إلى شرّ. نعم، أخدمينِي بين الشقاء، بين الخبثِ وظلمِ العالم، أخدمينِي بين أشخاصٍ يعيشون بدونِ الله، بين الَّذين يسخرون منّي، بين الَّذين يطعنون قلبِي، اخدمينِي بين الَّذين يَجلدونَنِي، بين الَّذيـــن يحكمون عليَّ، اخدمينِي بين الَّذين يصلبوننِي من جديد ويبصقون عليّ. آه يا فاسولا، كم أتألّم! تعالَي وعزّينِي!

*     إلَهي، تعالَ! تعالَ بينَ الَّذين يُحبّونك. إذهَب إلَيهم لقليلٍ مِن الوقت، عندهم ستكونُ مَحبوباً. إسترِحْ في قلوبِـهم وانسَ. ألا تستطيعُ أَنْ تنسى ولو لوقتٍ قليل؟

)  كان يسوعُ حزيناً جداً!!)

*  فاسولا، أَن أَنسى؟ وكيفَ أنسى، كيف، طالَما إنّهُم لا يتوقّفون عن صَلبِي[6]؟ 

 إنَّ جراحاتِي الخمسة تبقــى مفتوحةً لكلِّ الّذين يرغبونَ الدّخولَ فيها .

)  إتَّكأَ يسوعُ عليَّ. كنتُ حزينة. كان مرهقاً ولا يعزَّى.)

*  فاسولا، تعالَي، أنتِ زهرتِي الصغيرة، أريدُ منكِ أوراقاً ناعمةً وعذبةً تضعينها مكان أشواكي.

*     يسوع، اسمحْ لِلَّذين يُحبونكَ أَنْ يُخففوا عنكَ، اسمحْ لَهم أنْ يريحوكَ وأن يأخذوا مكانكَ عندما تُصْلبُ من جديد.

)  لم أعدْ أعرف كيف أعزّي بؤساً كهذا.)

*  محبوبتِي، إنّ الَّذين يُحبّوننِي يقاومون ويتَعذَّبون معي، إنّهم يشاركوننِي صليبِي ويريْحونَنِي، لَكنّهم قليلون، إنّنِي بِحاجة إلى نفوسٍ أكثر تتَّحِدُ معي وتَتحمَّلُ عذاباتي . زهرتِي، أَحبِّينِي، لا ترفضينِي أبداً.

*     يسوع؟

*  أنا هو.

*     هل ستعلِّمنِي أن أحبَّكَ أكثر؟

*  سأفعلُ يا محبوبتِي.

)  عجزتُ عن الكلام. ماذا أقدرُ أنْ أقول؟ لـو أنّنا نعلَـم كَم هو مؤلِمٌ أن نـراه مَجروحاً هكذا! كان وكأنّه يَموتُ من جديد. كيفَ نعزّي شخصاً يَموتُ من جراحاته؟ وماذا نقول له؟ إنَّ الأمور ستتحسَّن بينما نعرف أنّه مَجروحٌ حتّى الموت؟)

 

 

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

25/5/1987

 

)  بدأتُ أدرك كَم أَصبحَ سهلاً عليّ، ملاقاةُ الله بِهذه النِّعمـة الَّتِي أعطانِي إيّـاها.

عندما أجيء، دون أدنَى شكّ وضعف إيْمَانٍ منّي، أشعر بِحضوره لأراهُ وأدعَهُ يكتب. بدأتُ أفهمُ أنّ إيْماناً قويّاً يهزمُ كلَّ الشياطين الَّذين يشعرون بأنّهم فقدوا مُلْكَهم وأصبحوا دون أيَّةِ قوّة. فيخافون ويغتاظون! عندما أَتَردَّد، وأَشكّ، يشعرون بالقوّة فيهاجِمونَنِي ويكتبون شتائِمَهم. إنّ إيْماناً قويّاً وقلباً مفتوحاً على الله ينقلان الجبال! إنَّنِي أشعرُ بالله كَشعورٍ كهربائي في داخلي، هذا رائع، وأتَمنّى ألاّ أتركَه أبداً، وألاّ أدَعَ اللحظاتِ الَّتِي يضعُ فيها الله إصبَعَه عليَّ تَمرّ… أتَمنَى أن يدومَ هذا إلى الأبد!)

*  أحبّينِي، أُشعُري بِحضوري، أُشعُري بِحبّي الَّذي لا يشفى لَكِ. إنَّنِي عطشان إلى حبِّكِ. إنَّنِي أطلبُ منكِ مزيداً من الحبِّ يا فاسولا، اسمعي دقاتِ قلبِي[7]  ، أنا لا أتَحمَّلُ المنافسين، ولا أيّ واحد! إذا رأيتُ أو وجدتُ منافسين فسأقضي[8] عليهم؛ لَن يأخذَ مكانِي شيءٌ، سأَبقى السيّد أتركي هذا العالم وأنت تُمجِّدينَنِي . هذا المساء، سأُنقِّيكِ بأعمالي الإلهية لأجلِ السَّلامِ والحبّ.

)   يقصد يسوع، بطريقة روحية.)

*  صلّي يا محبوبتِي، يا مباركة، وحِّدي كنيستِي وارسمي علامتِي.                            

                                                           I X OUS   

بِهذه العلامة المباركة، أنا الرَّبّ، سأُريك الطَّريقَ الَّذي يؤدي إلَيَّ آمنِي، آمنِي، آمنِي ، أَزهِري وساعدِي الآخرين، أَزهري لِتعيدي الحبّ، أزهِري لتعيدي السَّلام[9]. أُحبُّكِ يا فاسولا،  لا تغتمِّي يا مَحبوبتِي، يا مباركة، تعالَي إليّ فأنا أبوكِ، عروسُكِ، إلَهُك. لَن أتَخلّى عنكِ أبداً؟ بالحبّ سآخذكِ، بِحبّي الشديد والعطشان سأُحرّرُكِ  ، صَلّي معي:

أيّهــــا الآب السَّماوي

سـاعدنــي كـي أمُجّـِــدَكَ؛

خلّـص أولادَكَ مــن الشِّـريـر،

لِيكونوا في نــــــورِكَ،

إفتــــــحْ قـلوبَهــــم

واجعلهم يقتبلونَكَ بـرحـمتكَ. آميــن .                       

فاسولا، هل تريدين أن تدركي  كليّاً حضوري وأَنْ تُقبِّلي جراحاتِي؟

*     نعم أيُّها الرَّبّ يسوع.

)  ميّزتهُ ورأيتهُ من جديد بالمجد وبأعين نفسي، رأيتُ هذه المرّة أنَّه جَميل،كان يضع إكليلاً جميلاً على رأسه. أتى إليّ كملك.)

*     يا ربّ، أعطنِي يَدَكَ اليمنَى.

)   قبّلتُ يده اليمنَى.)

*   أنا أُحبُّكِ .

)  قبّلت جراحاتِ يديه ورجليه وجنبِه.)

*     أُحبُّكَ يا ربّ.

*  لقد ابتهجتُ بقيادتِكِ.

)  لا أجدُ الكلمات… )

*  تعالَي معي، أُريدُ أَنْ أريكِ شيئاً .

)   رأيتُ شرارةً تنبعثُ مِن صَدرِه المُشِّع.)

*  كلُّ شرارةٍ تَخرجُ من قلبِي وتلمسُ قلبَكِ، تشعلُه وتلتهمُه. إنَّ شرارتِي تُضرمُكِ، استَقي من قلبِي. سأشعلُ يوماً قلبَكِ كلّياً تاركاً شعلتِي تغمرُه وتلتهمُه.

*      كيف سأصبح حينئذٍ، فأنا، وبشرارة واحدة أشعر هكذا؟

)  وكأنَّ يسوع يُسعدهُ أن يتحَكّمَ بِي.)

*   نعم، إنَّنِي أبتهج لأنَّنِي انتصرتُ واستوليتُ على حبّكِ، عندما ستغمرُ شعلتِي قلبَكِ بكامله، حينها لَن يفصلَكِ عَنّي شيءٌ أبداً، وتكونين عروسي في السَّماء ،  لَقَد خلقتُكِ من أجلي .

*      ولكن، لماذا أنا هنا؟ لا أفهم.

*  كلا، لَن تقدري أَنْ تفهمي يا فاسولا، لَكِن سيأتِي يومٌ فيه تفهمين. إنّ الوقتَ يَكون منافساً لِي عندما تنظرين إلى ساعتِكِ بينما أنا معكِ .

)   لقد جرحتُه لأنَّنِي نظرتُ إلى الساعة.)

*  تعالي، يا ابنتي، خذي يدي ولنذهَب. تعالَي فلدينا عملٌ كثير!

*     هذا العمل أم الآخر[10]؟

*  الاثنان ،يا ابنتِي، حيث تكونين أكون أنا.

)  لقد تقتُ أكثرَ من أيِّ وقتٍ مضى إلى الله. كنت عطشى إلى الله.)

*   يا مذبَحي، يَجِبُ أَنْ تبقى شعلتِي وهّاجةً دائماً  تلاشي فيّ .

 

 

 

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

26/5/1987

 

*     يسوع، لقد قالَت لِي صديقتِي "لا نرى يسوع سعيداً، أو مبتسماً في صورة أبداً" لماذا؟ لقد أجبتها أنَّنِي رأيتكَ سعيداً غالباً ولا أستطيع أَن أنسى بسمتَكَ الكبيرة لي في ذاك الصباح، عندما أَخبرتنِي أنَّكَ استرحت في قلبِي كان وجهُكَ كلُّه يبتسم.

*  فاسولا، إنَّنِي أبتسمُ في النّفوسِ النقيّة، أبتسمُ وأبتهجُ مع المتواضعين، أبتهجُ مع الأشخاص القدّيسين .

*     يسوع، إلَهي، لا أفهم لماذا أحبّ شخصاً لَم أَرَه قط، ولَم ألقَهُ بِحالتِي الجسديّة.كيف ولماذا أُحبُّكَ؟

*  آه يا فاسولا، أَنْ تُحبِّينِي… كلّ ما يأتِي منّي هو حبّ. لَقد خلقتكم لِتحبونِي، لقد خلقتكم بدافع الحبّ. إنّ نفسَكم عطشى للـحبّ  ، لَكِنْ قليلون هم الَّذين يفهمون ويقبلون هذه النِّعمة .

 

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

27/5/1987

 

*     يا ربّ، من السَّهلِ فهمُ كلِّ رسالتِكَ. إنَّ لغتَكَ ليست معقدة.

*  إنّ الإنشاء المفخَّم يضجرنِي، تَعَلَّمي أن تكونِي متواضعة، بَسيطة، وضيعة، مثلي! فاسولا، إذا رغبتِ أَنِ أكونَ أباكِ فسأُعاملكِ كطفلتِي، إذا رغبتِ في أن أكونَ عروسَكِ فسأُعاملكِ كعروسي، وإذا تَمرّدتِ عليّ فسأُعاملكِ كقاض،ٍ أنا مُخلِّصُكِ فَضِّلينِي على كلِّ شيء، لا تنكرينِي أبداً، تعالِي غالباً لتشربينِي وتأكلينِي. أنا أبتهجُ بك ِ.

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

           28/5/1987

-       عيد الصعود -

 

 

*     يا ربّ، أنتَ قلتَ أنّك تريدُنِي ضحيَّتك؟

*  فاسولا، نعم، كونِي ضحيّتِي.

*     إلَهي، إنَّنِي أَجهلُ كليّاً ماذا تقصد بـ"ضحيّتِي"، لكنّنِي أظن أنّها بطريقةٍ أو بأخرى تعنِي الألم. إذاً أقول نعم، بِما أنّكَ تسألنِي ذلك. لَكِن أَنْ أكونَ ضحيَّةً تُمجّدُ الله يعنِي أن يكونَ لِي بعضُ القيمة. وأيّةُ ضحيّةٍ أستطيعُ أن أكون، وأنا أعلمُ أنَّنِي لست سوى قليلٍ من الغبار؟ لنكون ضحيّة تليقُ بالله، يَجب أن نكونَ بِحالةٍ تشرِّفُه، ماذا باستطاعتِي أن أعطيكَ، إلا إذا أنتَ جعَلتنِي أستحقّ أن أكون ضحيّتكَ؟ لِذا يا ربّي، اجعلنِي جديرةً بذلك.

*  فاسولا، هل تتذكّرين عندما جئتُ أسألكِ أن تُحبّينِي؟ هل تتذكّرين عندما أتى ملاكٌ بطريقةٍ غيرِ متوقّعة[11]وهزَّكِ؟ هكذا سيكونُ مَجيئي، لِذا كونوا متيقِّظين، لا تناموا. لقد أتيتُ إلَيكِ بطريقةٍ غير متوقَّعة وطلبتُ منكِ الحبّ، تَمنّيت أن تكرّمينِي، أَردتُ الاستيلاء على حبِّكِ وأن أصبحَ سيِّدَكِ وأسوْدَ عليكِ، أَردتُ أن تَحتاجي إليّ.كم تقتُ لِحبّكِ "لما شبقتنِي[12] لَقَد أتيتُ إليكِ، لكنَّكِ رفضتنِي.

)  عندما علمت أنَّهُ هو، رفضته.)

*  فاسولا، لقد حرّرتُكِ، وسأُحرّرُكِ بعد أكثر، سلامي معكِ، محبوبتِي، كفّري، كفّري، كفّري، لقد أقمتُكِ من بين الأموات كي تتمكَّني من توحيد كنيستي .

)   لقد تنهّدت.)

*  دعينِي أريكِ الطَّريق رغم شكوككِ، سأَعرضُ لكِ رغبات قلبِي، لا تَملّي مِن الكِتابة أبداً، سأعملُ فيكِ، اتّكئي عليّ كليّاً.

*     يسوع، لَقَد قال لِي أَحدُهم أَنَّكَ قلتَ للفرّيسيين أنكَ لَن تعطي علامات بعد اليَوم، لَقد قال لِي ذلك بعد أَن أَخبَرتَه أنَّ هذه الرِّسالة هي منكَ.

*  فاسولا، عندما قلتُ ذلك للفرّيسيين، كنتُ أتكلّم عن أعاجيبِي في الزَّمن الَّذي كنت فيهِ بينهم بالجسد. أَن يَحكموا عليّ الآن يعنِي أنَّهم يَحكمون على أعمالي الإلَهية، وذلك يُظهر كم أَنَّ قلوبَهم أَصبحَتْ جافّة ومنغَلِقة. لَن تتوقّفَ علاماتِي أبداً. سيُشعَر بِحضوري في العالم، وسأُتابع الظُّهور بالعلامات. آمنوا، آمنوا، يا قليلي الإيْمان! لا تُشوِّهوا كَلِمتِي، لأنَّه ماذا لَدَيكم لِتقولوه عن "فاطيما"؟ هل تشكُون أنَّنِي أنا من أعطاكم هذه العلامة؟ يا قليلي الإيْمان، وماذا لا تدَّعون، عوض أَنْ تقبلوا أَنَّ علامات السَّماء هي منّي! أَحِبّوا أعمالي! اقبلوا أعمالي! آمنوا، آمنوا بي! أنا الغنَى والرّحمة اللامتناهية. علاماتي هي لِيرى الجميع أنّ الحُبَّ لَم ينسَكم، أَنَّ الحبَّ لَم ينسحِبْ ليتمجّدَ وحده في مَجده. إنّ الحبَّ هو بينكم، لم يتركْكُم أبداً.

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

29/5/1987

 

*  محبوبتِي، توبِي . خَليقتِي، بارِكينِي، آمِنِي بِما تسألينه.

)  كنتُ سأَلتهُ أنْ يغفرَ لِي خطاياي، لَكنَّنِي لاحَظتُ أَنَّنِي فَعَلتُ ذلك مِن أطرافِ شفتَيَّ عندما قال الله " آمنِي بِما تسألين")

*  إنَّنِي أَغفرُ خطاياكِ. أَحبِّينِي وكرّمينِي، أَحِبّينِي ومَجِّدينِي.

)  سألته مِن جَديد أَنْ يسامِحَنِي وبارَكته.)

*  أنا الله، يا خليقتِي، اتبَعينِي في مَحطَّاتِ دَربِ الصَّليب. وعند كلّ مَحطة، ارغَبِي فيَّ أنا فقط، سأكون عند كل محطة، سأكون عند محطات درب صليبِي وأريدُكِ أن تكوني هناك. أريدُ أَنْ تَركَعي عند مَحطاتِي.

*     يا ربّ، لا أعرف ماذا تقصد! يا ربّ لا أعرف عن أيَّةِ مَحطّاتٍ تَتَكلَّم!

*  سأَنتَظرُكِ هناك، فَتّشي عمّا أرغبه منكِ، فتِّشي سأُطهّرُكِ لِتستطيعي أَنْ تكونِي ضحيّتِي. إرغَبِي فيَّ، هَدِّئي عَطَشي الَّذي لا يروى، هدِّئي شعلةَ حبّي المتوهّجة، هدِّئينِي، أنا إلَهكِ. بإيْمانِكِ بِي إيْمَاناً كاملاً، أَرفَعُ حجابَكِ كلّياً، كَي تَرينِي بلا ارتِباك، لا بدّ أنَّكِ سَمعتِ عن جَمالي من آخرين قد رأونِي قبلكِ! آمنِي، آمنِي تَماماً، اقتربِي أكثر من أبيكِ، وسأَرفَعُ حجابَكِ كلّياً. ابنتِي، أَلَم أُحْضِرْكِ إلى ساحتِي؟

*     نعم يا ربّ.

*  لِذا، آمنِي بِي. لا تَدَعِي البشرَ يُبعدونكِ عَنّي، لقد منحتُكِ هذه الْهِبَة، فاستعمليها لِتبلغينِي! لا تَخافي مِن الحبّ، أنا ضابط الكلّ، آمنِي بقدرتِي الْمُطلَقة. ابنتِي، لقد رغبتُ في أَنْ تكونِي في ساحتِي، وكم أرغب بالأكثر في أَنْ تَمكثي فيها.

*     إلَهي، ربّما سيفقدُ أحدنا الآخر بغلطةٍ منّي.

*  هل نسيتِ روابطَنا؟ أنا عروسُكِ وأنتِ تسكنينَ في منزلِي، إنَّنِي أُقيتُكِ، وأغمرُكِ بنوري، أسهرُ على ضعفِكِ، وأُعاملُكِ كَطفلةٍ بسببِ شقائك.وَما الَّذي لا أفعله مِن أجلِكِ! هل أَنتِ سعيدة معي فاسولا؟

*     نعم يا ربّ، ولتَكُن مباركاً إلى الأبد، لأنّكَ أنتَ مصدر سعادتِي. أنتَ بسمتِي.

*  أَحبِّينِي بالرّغم مِن شكوكِكِ.

*     يا ربّ؟

*  تعالي، أنتِ ضعيفة، لَكنَّنِي سأقوّيكِ. أُريدُكِ قويّةً مِن أجلِ رسالتِي. هل ترغبين في أَنْ أرفعَ كلّياً الحجابَ عن عينيكِ لِترينِي أفضل.

*     نعم أرغبُ إذا كانتْ هذه رغبتكَ.

*  ما زلتِ بِحاجةٍ إلى بضعِ خطوات نَحوي، لقد وصلتِ تقريباً! سأرفعُ الحجابَ عن عينَيكِ فترين مُخلِّصَكِ أَمامكِ! ستكون خَمس مِن جراحاتِي مفتوحةً كي تدخلي فيها. سأجعلُكِ تذوقين حزنِي، إنّنِي أتوقُ لِهذا الوَقت. أغدقي عليَّ كلمات

 محبَّة  . فاسولا، أنتِ مُرتَبِطة بِي، ولَكِن، ألا تشعرين أنَّكِ أكثر تَحرُّراً؟ ابتَسمي لي عندما تشعرين بِحضوري وترينَنِي، أنا مدركٌ تَماماً قدرَتَكِ وحكمَتَكِ. وأعرف أنَّه بين يديّ لا شيء ، لا شيء إطلاقاً. تعالَي ، لا تسيئي فهمي.أأختار عدماً أم أختارُ منافسا ً؟ طبعاً سأختـارُ عدماً ، لأُرسلَ إلى الأرضِ كلماتِي ورغباتِي ، دون أدنَى

 شك .

*     يا ربّ، لقد منَحتَنِي الكثير، وأنا أشعرُ أنَّنِي مدينةٌ لكَ بالكثير!

*  فاسولا، هل لديكِ شيءٌ تقدمينه لي؟

)  تردّدت…ماذا أستطيع أَن أعطيه؟ )

*  مِن المؤكّدِ أنَّ لديكِ شيئاً صغيراً! حتّى لو لَم يكن لديكِ شيء ٌ، أنا أُحبُّكِ.

*     ربّما لديَّ شيءٌ؟

*  ألم تتساءلي إذا كنت أريده أم لا؟ أنا أكتَفي بِذاتِي وأُكفي بِذاتِي.

*     هل تريدُ مع ذلك أَنْ أعطيكَ شيئاً؟

*  نعم أُريد.

*     لَكِن، مهما أعطيكَ لَن يكونَ حسناً بنظرِكَ.

*  لماذا؟

*     لأنّك كاملٌ!

*  سآخذه، حتّى ولو كان سَيِّئاً، سأجعلُه حسناً! أنا هو الله.

*     إذاً هَل لديّ شيءٌ حسنٌ أقدِّمُهُ لكَ؟

*  نَعَم، لَدَيكِ شيء، لَكن كلّ ما هو حسنٌ يأتِي منّي، أَنا مَن أَعطاكِ إياه. كلُّ ما هوّ حسن هو منّي.

)  شعرتُ بِخيبة أمل، لن أستطيعَ إرضاءه.)

*     إذاً لا أملكُ شيئاً حسناً أقدّمُه لكَ؟

*  كلا، لقد منحتُكِ كلَّ ما هو حسنٌ!

*     ربّما رسمة جَميلة أقدّمُها[13]لكَ!

*  رسماتُكِ يا فاسولا ؟ ألستُ أنا أيضاً مَن أعطاكِ موهبةَ الفن؟ أليست هذه أيضاً منّي؟

*     إذاً، ماذا أستطيعُ أَنْ أُقدِّمَ لكَ؟

*  ألحُب. أعبدينِي. أعبدينِي. قدّمي لي إرادتَكِ، باستسلامِكِ لي. هذا أفضل ما تستطيعين تقديْمَهُ لِي.

*     أنتَ تعلم يا ربّ أنَّنِي أُحبُّكَ وأنَّنِي قد استسلمتُ لكَ!

*  صغيرتِي، إنَّنِي أبتهجُ بسماع ذلك!

)   لاحقاً. شعرتُ فجأة بصليبِهِ عَليّ. فاعتقدت أنَّنِي لَن أنْجَحَ أبداً!)

*  ارفعي! ارفعي صليبِي! إجتهدي معي! معاً…معاً…أُحبُّكِ. ارفعي صليبِي! يَجب أَن أرتاحَ فيكِ الآن .

)  لاحقاً، قبل أَنْ أقابلَ مَجموعةً مِن المواهبيين.)

*  أتريدين أن تُقيتِي نعاجي؟ أمسكي يدي، فسأقودُكِ وأحفظُكِ.

)  هذا المساء، شعرتُ مرَّةً أخرى برائحةِ البخور.)

*  لا تشكِّي أبداً بِحضوري.

)  عند جَماعة المواهبيين، أعلَمونِي عن حالةِ شابٍ أعمى يرفضُ الله. فسألتُ يسوعَ أن يبعدَ عنه الأرواحَ الشِّريرة الَّتِي تُحيطُ به، وأن يعيدَ له نظرَه.)

*  أفرحينِي واطلبِي منّي كلَّ ما تريدين. فاسولا، ذكّريهِ بأخيه. أنا أخوه الَّذي يُحبُّه، ويهتمُّ لأمره. ذكّريه بوجودي. أنا أُحبُّه حتّى الجنون. لقد متُّ مِن أجلِهِ.

هل تفعلين ذلك لأجلي يا صغيرتِي؟ آمنِي بِحبّي الفادي.

 

 

 

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

الأحد 31/5/1987

 

*  فاسولا، تعالي وتناولينِي[14]. سأكونُ هناك. أبْهجينِي، وتعالَي لرؤيتِي! قولِي إنَّكِ لِي، دعينِي أَسْمَع ذلك!

*     أنا لكَ يا يسوع، وأُحبُّكَ.

*  لقد انتظرتُ سنينَ يا فاسولا لأسمعَ هذه الكلمات. أَحبِّينِي، بِما أنَّكِ لي الآن.

*     علِّمنِي أَنْ أُحبَّكَ كما ترغب.

*  ثقي، سأفعلُ ذلكَ.

)  لاحقاً. ما زلتُ مندهشةً لِرؤيتِي يدي تتحرَّك… )

*     هل تعلمُ ذلك يا يسوع؟

*  نعم، أعلَم، ولَكِن أَلَستُ ضابطَ الكلّ؟ فاسولا، كونِي بِسلام، كونِي هادئة، كونِي مطمئنَّة، مثلي.

)   بينما كنتُ أكتُب، قاطعنِي ابنِي مرّتين بدخولِهِ مغلِقاً البابَ وراءه. شعرتُ

بانزعاج. كثرةُ الضجَّة من حولي تزعجنِي.)

*  أحِّبينِي، أَجِيبينِي!

*     أُحبُّكَ، أحبُّكَ يا ربّ!

*  لا تستبدلينِي أبداً! ضعينِي في المرتبة الأولى. قابلينِي أوَّلاً، وامكثي أمامي دائماً. كونِي كمرآة، كانعكاسٍ لي. لا تبحثي أبداً عن سواي. لا تبحثي أبداً عن عاداتِ حياتِك الماضية. أنا قدّوسٌ وربّ. أنا وأنت، نَحن واحدٌ الآن، وأنوي الاحتفاظَ بكِ لي وحدي وإلى الأبد. تواضعي، تعلّمي منّي، إرغبِي فيَّ فقط، تنفَّسي لأجلي، لا تلتفتِي الآن يَميناً أو شمالاً، تابعي السَّيرَ بثبات. محبو بتي، اسمحي لي باستعمالكِ. ابقَي لي، وأبْهجيني ببساطةِ كلماتِك. البساطةُ تَسحرُنِي. قولي لي كلِماتِكِ، دعينِي أسمعها مجدَّداً، قولي لي: "أُحبُّكَ، يا يسوع، أنتَ فرحي، نفَسي، راحتِي، نظري وبسمتِي".
ابنتِي، أنتِ ترضينَني إذا وجدتِ وقتاً للتفكّر والتأمّل. من الآن و صاعداً، ستبحثين عنّي في الصَّمت. أحبِّينِي في الصَّمت التام، صلّي بِصمت، ادخلي بصمت في عالمي الرّوحي. كافئينِي الآن. أُحبُّك! كرِّمينِي بتقديم ذاتِكِ لِي. لا تحزنينِي، كونِي لي يا محبوبتِي، تكلّمي!

*     كيف في الصَّمتِ يا ربّ؟

*  بصمتٍ، وأنتِ تنظرينَ إليَّ. أُريدكِ أن تبقي صامتة، دون أيِّ تدخُّل كان. فتِّشي عنّي في الصمت[15].

*     دون أيِّ تدخل كان؟

*  أبداً ، ارغبِي في الصَّمت.

*     يسوع، كيف أجدُ هذا الصَّمت وسطَ عائلة؟ إنَّ هذا لَشِبْهُ مستحيل!

*  سأعطيكِ إياه. فاسولا، أنا أشفق عليكِ!يا بقيَّتِي، يا مرِّي، يا حُبّي، وماذا الَّذي لا أفعلُهُ لأجلِكِ! إنّ قلبِي يَمتلئ شفقةً على شقائكِوعلى سقطاتِكِ. أنا الرَّبّ، سأُساعدُكِ . لا تشعري أبداً بأنَّكِ متروكةُ أو غيرُ محبوبة. هل تعرفين بِماذا شعرتُ عندما ظننتِ أنَّكِ غيرُ محبوبة؟

*     متى هذا؟

*  في كنيستِي.

*     كلا يا ربّ.

*  في ذلك اليوم، شعرتُ بأنَّنِي أُصْلَب مِن جديد، بأنّنِي أتعذّبُ وأُجلد، مُمتلئٌ من البصاق، مسمّرٌ مِن جديد! فاسولا، كم أُحبّكِ. ساعدينِي على إحياءِ كنيستِي مِن جديد. ساعدينِي واسمحِي لِي باستعمالِكِ. ابنتِي، تَشّجعي، تشّجعي!

)  كانَ يسوع يلمح إلى الحادثة التالية:

بعد سنينَ عديدةٍ لَم أكنْ أذهبُ فيها إلى الكنيسة، شجّعَنِي يسوعُ بِهذا الإرشاد، على الذَّهابِ وتناولِ القربانِ المقدّس. فذهبتُ إلى الكنيسةِ الكاثولكية الوحيدة الموجودة في بنغلادش. عندما علم أحدُ الكهنة بالأمر، أفهمنِي أنَّنِي اقترفتُ خطيئةً فظيعة. فأخبرته أنَّ يسوع هو من سألنِي ذلك، وأنّ يسوعَ لا يرفضُ الَّذين يبحثون عنه ويأتون إليه. فأجابنِي الكاهنُ أنّ يسوعَ يرفضُ أحياناً بعضَ الأشخاص ويقفلُ البابَ بوجهِهم إذا لم يكُن يريدُهم. وليثبّتَ لِي ذلك، طلبَ منّي أَنْ أقرأَ بدايةَ مقطعٍ مِن الإنْجِيل يتكلَّمُ عَن المرأة الكنعانية[16]. وليس عندما استجابَ يسوع للمرأة، مع أنَّ المقطعَ يُظهِرُ بوضوحٍ أنَّ يسوع أرادَ امتحانَ هذه المرأة، لكنّنِي لَم أَكُن أعلمُ ذلك. وهذه المناقشة مع الكاهن بعد المناولة، جعلتنِي أشعرُ أنّنِي أخذتُ شيئاً غيرَ مسموحٍ به، مُخترقةً بذلك جميعَ شرائعِ الكنيسةِ الكاثولكيَّة، وأنَّ ذلك سيّئٌ إذ إنَّنِي أخذتُه دونَ إذْنٍ. عندما قصدتُ الكنيسةَ في الأحد التالي، وقفتُ قرب الباب، لأبقى تقريباً في الخارج، إذ كنتُ أشعرُ أنَّه غيرُ مرغوبٍ بِي، وأنّنِي سيئةٌ ولأننِي كنتُ أعتقدُ أنَّ الله كان غاضباً جدّاً منّي، وكي لا أزيدَ وضعي سوءاً، لم أتقدّمْ للمناولة.)

*     يسوع، لم أَكُنْ أعلم أنّ كلَّ ذلك سيجرحُكَ، أقصد شعوري بأنّنِي لست محبوبة منكَ.

*  كلا لم تكونِي على علمٍ بالأمر، وكما أنّكِ لم تكونِي على علمٍ أيضاً بأنّنِي لا أرفض أبداً أيَّ شخصٍ يأتِي إليّ.أنا هو الحبّ والحبّ هو لكلِّ منكم، مِهما كنْتم سيّئين.

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

1/6/1987

 

*  فاسولا، في يدَيَّ جِراح، وفي رِجليّ أيضاً، في جنْبِي جرحٌ كبيرٌ، يَكشِفُ قلبِي   

  إنّهم يصْلِبونَنِي مِن جديد .

*     يا ربّ!

*  إنّهم يُضرّون بكنيستِي.

*     ربّي، هل هذا سيّئٌ إلى هذا الحدّ؟

*  نعم، إنّ الشّرَّ أعْماهم. إنَّهم يفْتقِرون إلى الحبّ. لَيْسوا صادقين، لقد شَوّهوا كلِمتِي حتّى إنّهم شوّهوا جسدي. لقد امتلأتْ كأسُ عدالتِي؛ لا تَدَعوها تفيض! 

  أُريدُهم أنْ يتوقّفوا عَن خنقِ جَسدي. أنا، يسوع، هو الْحُبّ. أُريدُهم أَنْ يَتوقّفوا عن التراشقِ بالسِّهامِ السامة. إنَّ التلاحُمَ بينهم يُصلحُ قِسماً مِنَ الضَّرر، 

  إنّ الصِّدقَ سيَكشِفُ الشرّ. لماذا كلُّ هذه الاحتفالاتِ في حين ليس عندهم في الحقيقة ما يقدِّمونه لي؟ إنّنِي بِحاجة إلى النَقاوة، إلى الحبّ، إلى الإخلاص، إلى التواضع والقداسة. فتِّشوا فيَّ عن رغبتِي، وأنا أعطيكم إياها . فتِّشوا عن مصالِحي لا عَن مصالِحكم. مَجِّدونِي،كرّمونِي  إنّ الكلامَ لا يكفي. إنَّ أعمالَ الحبّ والتعاون تُحيي جسدي. اخوتِي أَحبُّوا بعضُكم بعضاً. آه يا محبوبتِي، عندي الكثيـر للإصلاح. تعالَـي، يا ابنتِي، ارتاحي فـيّ. سلامـي معكِ .

 

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

2/6/1987

 

*  فاسولا، وافينِي لاحقاً وسأُعطيكِ نصائحَ تَمهيديّة. ارسمي 3 قضبان؛ إحنِي القضبان إلى أن تَلْتقي . لأوحدّكم يجِب أنْ تنْحَنوا جَميعاً. يجِب أنْ تَرغبوا كلُّكم في الانحناء وفي أن تلينوا .

)  لقد فهِمْت. أعْطانِي يسوع رؤية واضحة بسيطة عن 3 قضبان من حديد، كانت مُتوازيَة، مُتصلِّبة وقريبة من بعضِها البعض. قال: "كيف ستلتقي رؤوسُها[17] إذا لَمْ تنْحَنِ كلُّها؟" لاحِقاً، في الصَّباح، خرَجْت، وكُلّما فكَّرتُ بِهذه الرؤيا كانَ يكْبَر الجبَل أمامي فأخْتنِق.)

*     يسوع!                                                                                                                           

*  أنا هو. تشجّعي. قِفي يا تِلميذتِي! إرْفَعي، إرْفَعِي صليبي يا محبوبتِي،! قِفي الآن! لا تغتمّي. معاً معاً…فاسولتِي، معاً سَنُقاوم، اتّكِئي عليّ عندما تكونين مُتعبة ودَعينِي أتّكئ عليكِ عندما أتعب.لاقِينِي ودَعينِي أُحقِّق رغباتِي. كونِي كالشَّمع اللّين ودَعي يدي تنقش عليكِ كلماتِي. كونِي ذات إرادة طيّبة، ولا تَخافي! أنا أُحبُّكِ يا محبوبتِي. آه تعالي! إنّ الحبَّ لَن يؤذيَكِ.

)  إنّنِي خائفة من هذا العمل. عندما أدرَكْتُ أنّ يسوع بدأَ يَحفِر في الكنيسة…)

*  تعالَي، لنُصلِّ: 

أيُّها الآب كُن معي حتّى النِّهاية؛

أنا ضَعيفة، أَعطنـي قـوَّتـَكَ

لأُمَجِّـــدَك. آميـــــن.

محبوبتِي، تَعالي، تَخلِّي عَنْ مَخاوِفِكِ واسْمَعِينِي، كونِي حَليفةَ إلَهِكِ. أُريدُ أَنْ أُوَحِّدَ كَنيسَتِي. لَقَد نَمَّيتُكِ كَي تَتَلَقِّينِي. محبوبتِي، تَشَجَّعِي!

*     أنا بِحاجةٍ إلى شَجاعتِكِ، لأنّنِي أفْتَقِرُ إلَيها.

*  سأُشجِّعُكِ وسَأزيدُ حبَّكِ لي، كلُّ هذا لِمجدي. فاسولا، أَتُريدين كِتابةَ كلِماتِي؟ اسْتَقي منّي، لا تَبحَثي عَنْ راحتِكِ، كونِي فقيرة. كونِي مثلي عندما كنْتُ على الأرضِ بالجسد. كوني بَسيطة، لنَشعر معًا بِتناقُض وعجرفة الَّذين يجلِدونَنِي! اسْمَحي لي أَنْ أشعُرَ بِهذا التعارض! استَقي من قلبِي، وجَمِّلي كنيستِي. صغيرتِي، اسْتَقي مِن قَلبِي وسَتفْهَمين.

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

3/6/1987

 

)  بينما كنتُ أكتب، هاجَمَتنِي الشياطينُ من جديد. كانوا يقفزون على ظهري كالْهرّ. أزعجنِي ذلك. وكأنّ جهنّم بِكاملها كانَت هائجة. وراحوا يُهاجِمونَنِي، فقُلتُ لأحدِهم "باسم يسوع المسيح، اذهب من هنا ولتُلقَ في النار!" فذهبَ. بِما انّهُم كانوا كثيرين عومِلوا الواحدَ تلوَ الآخر بالطريقة نفسها. قالَ لِي يسوع: "اسألي باسمي فيُعطى لَكِ. لَكِن يَجِب أنْ تسألِي بإيْمان. اعمَلي بِهذه الطَّريقة، صَلّي واطلُبِي. صلّي باسمي، اعملي باسمي، اطلبِي باسمي. أَحْيي اسْمِي، كونِي انْعِكاسي، وفّقي ذاتَكِ معي، ارفعي رأسَكِ نَحوي. آمنِي بِما تطلبين". قالَ لِي إنّ الشياطين يَخافون منّي، لأنّنِي أُشَكِّل خطرًا عليهم. لاحقًا، أَدْرَكتُ أَين كنتُ. شَعرْتُ بِرجلِي في الوحل اللّزِجِ، وللحال أيْقَنتُ أنّه مُحيط جهنّم. فَفَهِمْت آنذاك سبَب وجود هذه التأثيرات السَّيئة بَينما كنتُ أكتُب اليوم. وعِندما سأَلتُ يسوعَ أجابَنِي:"أيُمْكن أَنْ يَحصل هذا في مكان آخر؟ كنّا معًا، نَمرُّ قُربَ أبِواب جهنّم، نشفي النفوسَ[18] ونبعدهم عن أبواب الشيطان. اسمَحي لي أنْ أسْتعمِلَكِ هكذا أيضًا. هذا أيضًا قسمٌ من عملك.")

 

 

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

 4/6/1987

 

)  اليَوم، رَفَعنِي الله على كفّه فجعلَنِي أشعر أنَّنِي صغيرة جدًا. طلبَ منّي أنْ أنظرَ إليه. فنظَرْتُ ورأيتُ عملاقًا جَميلاً يَبْتسِم!)

*  فاسولا، انظري إليّ، انظري إلى وَجهي.

)  كان رائعًا وَهو يَبْتسِم! شعَرتُ وكأنَّنِي حبّةٌ في يدِه.)

*  وهل هذا يهمّنِي؟هل يهمّنِي إنْ كنتِ مجرَّدَ حبّةِ غبار. اشعري كم أُحبُّكِ!

)  كان جَميلاً وكلُّ هذا رائعًا! )

*  أنا جَميل. فاسولا، عندما تفكِّرين بِي، فكِّري بِي كما كنتُ على الأرض، بِملامحِ إنسان، بصورتكم. فكّري بِي هكذا.

*     لكن يا ربّ، كيف هو مظهرُكَ؟ كيف، وما هي مَلامِحُكَ الإلهية؟

*  أنا الكُل؛ أنا الألفا والأوميغا، أنا الأزلي، أنا الأكسير. أحبِّينِي، ابْقَي فيَّ، لا تَخافي أبدًا منّي. وليَحلَّ الحبُّ مَحل هذا الخوف الَّذي لقّنه العالم زورًا. عيشي فيَّ من دون خوف. لا تَخافي منّي إلا إذا تَمرّدتِ عليّ. أنا هو الحبّ، أَخْبريهم، أَخْبريهم أيّة لجّةِ حبٍّ هو قلبِي!

 

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

5/6/1987

 

*  فاسولا، جدينِي عند مَراحلِ دربِ الصَّليب. كونِي مباركة، سنعملُ معًا .

)  لَم أَذهبْ بعدُ إلى مَحطّاتِ دربِ الصليب. سأذهب، إنّنِي أنتظرُ الأب جايْمس، لأنّ يسوعَ قد طلبَ إليه أنْ يرافقَنِي.)

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

6/6/1987

 

*     يسوع؟

*  أنا هو. أَنْ ننْظرَ في وجهِ الله، يَعْنِي أن نَرى الحبّ.

)  كنتُ أنظر في صورةِ الكفنِ الأقدس.)

*  فاسولا، هل تريدين أَنْ تَخْضَعي لي كلّيًا؟

*     نعم يا إلَهي، أُريدُ ذلك، إن كانت هذه رغبتَكَ.

*  إذًا، دعينِي حرًّا. لا تعترضي لي أبدًا. عيشي لأجلي.

*     يا ربّ، كيف أعترضُ لكَ؟ أخبرنِي كي لا يَحدثَ ذلك.

*  إنَّ الخطايا تعترضُ لِي، ألخطايا يا فاسولا. هل ستدَعينَني حقًا أعمَلُ فيكِ كما أَرغَب؟

*     نعم يا إلَهي، إمنَعنِي عن الخطيئة، أغفرْ لِي خطاياي. إفعل بِي ما تشاء، لا تَهتمّ لِجُبْنِي، لا تُعِرْه انتباهًا. جُرَّنِي إن اضطرَرت. تصرّفْ معي بِحرِّية. تَمِّمْ عملَكَ. لا أريدُ أنْ أكونَ حجرَ عثرةٍ أمام أعمالِكَ. لِذا، لا تنظُرْ إلى ضُعفي، إفعَلْ ما ترضاه.

*  ابنتِي، كلماتُكِ تُريْحُنِي. تعالَي، سأُكملُ أعمالي . دعينِي حرًّا بأنْ أعملَ مشيئتِي، تعالي ودعينِي أشرح كيف أعمل . لقد منحتُك نعمًا كثيرة يا فاسولا، لكنَّنِي أريدُكِ أن تعلمِي بِها. أَبْهِجينِي وآمنِي أكثر بِي.

*     إنَّنِي أخافُ أنْ تَسْحبَ هذه النِّعم إذا خذلتكَ.

*  لماذا أسحبُ نِعمي؟

*     لعلَّكَ تسحبُها إنْ لَم أَجتهِدْ وأتبعْكَ في الوَّقتِ المناسب.

*  كلا، لن أفعلَ ذلك أبدًا!

*     يبدو لي صوابًا، أَنْ تسحبَ نعمَكَ مِن الشَّخصِ الَّذي لا يرضيك.

*  يبدو هذا صوابًا في نظرِكِ يا طفلتِي، سأُقيتُكِ إلى أَنْ آتِيَ وأحرّرَكِ، أنا لا أمسكُ أبدًا غذائي. أنا، من تاقَ لأجلِك طوال سنين، مَن انتظركِ سنينَ لأضمَّكِ إلى قلبِي، مَن أحبَّكِ، هل أسحب منك الآن غذائي؟ تعالي، اتكئي عليّ كلَّما رغبتِ بذلك، تذكّري، أنا حبّ، أنا أعطي مَجّانًا، ولا أستردّ ما أعطيسأُذكّرُك دائمًا بطرقي.

 

Back To The TopBack To The Book PageBack To The Main Page


 

[1] ألعالم.

[2] قال يسوع ذلك فجأة وبسرعة.

[3] لم يدعنِي أكمل جملتِي.

[4]. هذا هو السؤال الَّذي أرادَ الله أن يسألنِي إيّاه عندما بضعفٍ وخوفٍ منِّي أوقفته عن كتابته.

[5] كلا، في العبريّة.

 

[6] كان يسوع يُملي عليَّ بسرعةٍ وبالكاد استطعتُ متابعته.

[7]  كان يسوع متقدًّا.

[8] إن يسوع يقصد أشياء العالم وملّذاته المادية.

[9] كنت مرتبكة.

[10] عملي المنزلي.

[11]  أول مرّة كتبَتْ يَدي بِمعزلٍ عن إرادتِي كان هذا فجأة.

[12] "لماذا تخليّت عني؟" في الارامية ( متى 27،46؛ مز21و22/1-2)

[13] أرسمها بنفسي.

[14] في الذبيحة الإلَهيّة.

[15] يقصد يسوع : التأمل.

[16] متى 15 / 21 – 28.

[17] فهمت لاحقًا : قصد يسوع بقوله " برؤسائها " السلطات، المسؤولين.

[18] المطهر الأقرب إلى أبواب جهنم.