الدفتر الحادي عشر. فاسولا، أُدخلي في جراحاتِي واشعري بألَمي. تعالَي إلى جراحاتي ودعي دمِي يقدِّسكِ، مَجِّدينِي. سأقودُكِ، يا ابنتِي. إنَّني أَعطي مَجانًا، لذلكَ أعطي أنتِ أيضًا مَجانًا. أنا الرَّبّ، سأعودُ مع كتابِي المقدَّس.

)   كان يسوع يَحمل كتابًا صغيرًا.)

*  ميِّزي واقرإي حيثُ أدلّكِ: خطيبتِي، مبارَكَةَ نفسي، يا ابنتِي، غذِّي خرافِي. انشري بذوري كي تُعطي حصادًا وافرًا، احصديها و أعْطي خبزي مَجانًا. أنا خبز الحياة، غذِّي نِعاجِي. أنا دائمًا معكِ، حتّى نِهاية الأزمنة .

) في هذا الوقت، بينما كنتُ أُترْجم إلى الفرنسية، هذا الدفتر الـذي تلقيته باللغـة الإنكليزية، أخذَ يسوع يدي وكتب:"محبوبتي، أحبُّكِ حتى الجنون. في كلِّ مرَّة تحزَنين بسبب بؤسِك، أنظر إليكِ مُمتلئًا بالحبّ".)

*     إلَهي، أشكرُكَ على تعليمِكَ، أشعرُ بنفسي جافّةً مع تعابـير ضعيفة، ولكن يَجب أن أكتبَها. فلْيَكُن اسْمُكَ مباركًا إلى الأبد!

*  أحبُّكِ، لن أتَخلَّى عنكِ، سنعمل معًا. لا تَملِّي مِن الكتابة. لقد ختمتُ الآن رسالةَ سلامي وحبِّي. فاسولا، سأقودُكِ. تعالَي إليَّ .

*     سأتبعُكَ يا ربِّ. أحبُّكَ.

*  أعطينِي حرِّيةَ التصرّف بكِ.

*     لِتكُن مشيئتُكَ يا ربِّ.

*  سأثقِّفُكِ بالحكمة.

)   بعد هذه الرِّسالة، شعرتُ بالله فيَّ، وشعرتُ بِنفسي قويَّةً فيـه بِحيث لَـم أعُدْ أستطيعُ الابتعادَ عنهُ.لاحقًا )

*  رفيقتِي أنا أحبُّكِ. فاسولا أعطينِي كلَّ شيء، أعطينِي كلَّ ما عندكِ.

*     لقد أعطيتُكَ حبّي، أعطيتُكَ ذاتِي، فصَلْتُ مشاعري عن الأرضِ واستسلمتُ لكَ. هل أستطيعُ أن أعطيكَ المزيدَ؟

*  ابنتِي، أُحبُّ أَن أسْمَعَكِ تستسلمين لي. اسمحي لي بأن أكون خاطفَكِ.

)  هذا المساء، شعرتُ بقوّةٍ بيسوع، مِمَّا جعلنِي أرى وجهَه بوضوح. قبلاً، لَم يكنْ من السّهلِ عليَّ رؤيتُه. هذا المساء كان حضورُ يسوع كثيفًا جدًّا، عازمًا وِمتحمِّسًا، كشخصٍ قرَّرَ بِحماسٍ إقناعَ متردِّدَة.)

*  هل تريدينَ تقبيلَ جراحاتِي؟

)  قبَّلتُ جراحاتِه رمزيًا. ثُمّ، طلبْتُ من يسوع أن يَجْلسَ بقربِي على الكرسي. دائمًا بصورة رمزية، شعَرْتُ بأنَّه فعلَ ذلك.كان أمامي، يدهُ مَمدودة على الطّاوِلَة، تُمسِك بِيدي على الدفتر.)

*  يا زهرتِي، كرِّسي نفسَكِ كلِّيًا لِي. هل أنتِ مستعدّة للإصغاء إليَّ؟

*     نعم يا يسوع.

*  خطيبتِي، مباركةَ نفسي، لقد أعطيتُ مَجانًا، فأَعطي أنت أيضًا مَجانًا؛ إتَّحدي بِي. كوني معي، انظري إلى عينَيَّ.

)   نظرتُ في عينيه.)

*     يسوع، ماذا أستطيعُ أن أفعلَ بعد؟

*   أحبِّـينِي.

*     لكنَّنِي أُحبُّكَ، لقد سبقَ أنْ ردّدته مرارًا، وتعرف أنّي صادقة. إنّ نفسي تتوقُ إلَيكَ. أرَدْتنِي متجردّة وها أنا كذلك.

*   وأنا يا فاسولا، ألا أتوقُ إليكِ[1]؟ وأنا إلَهكِ، ألا أتألَّمُ لأجلكِ[2]أيضًا. محبوبتي، عيشي فيَّ وأنا فيكِ، أنتِ فيَّ وأنا فيكِ، نَحن. تكيَّفي معي، اتَحدي بِي.

*     لكنّ سبق أَنْ قلتَ أنَّك وحَّدتنِي بكَ يا يسوع!

*  نعم لقد فعلت ذلك.

)   فجأة شعرْتُ بأنَّنِي مُنْهكةٌ جسديًّا فطَلَبْتُ الإذنَ بالانسحاب.)

*     هل نتوقّف يسوع؟

*  لماذا ،يا ابنتِي؟

*     أنا مرهقة، يا يسوع.

*  محبوبتِي، أريدُكِ أن تبقي، هل تريدين ذلك؟

)   هذه أول مرّة يلِحُّ فيها يسوع. )

*     سأبقى إذًا …

*  إنّ قلبِي يتمزّقُ عندما أُتْرَك وحدي.

*     لكنَّكَ معي، نحن معًا…

*  أنا معكِ الآن، لكنَّكِ تنسينَنِي غالبًا. دعينِي حرًّا ودعي يديَّ الإلَهيتَين تقولبانَكِ كما أرغَب. سأجْعَلُك على صورتِي. أعطينِي حريَّةَ التَّصرّف بكِ.أنا يسوع، ويسوع يعنِي المُخَلِّص! ابنتِي، أُحبُّكِ بِغيرة، أريدُكِ بَكلِّيتِكِ لِي، أريدُ أن يكونَ كلُّ عملٍ تقومين به من أجلي. لا أسمح بوجودِ المنافسين. أريدُك أن تعبدينِي وأن تعيشِي لأجلي. تنفسي من أجلي، أَحبِّي لأجلي، كُلي لأجلي، ابْتَسمي لأَجلي، ضحّي بذاتِك لأجلي. كلُّ ما تقومين به، افعليه من أجلي. أريدُ أن أشعلَكِ، أُريدُ إضرامَكِ كَي تَرغَبِي بِي وحدي. زَيِّنينِي بأَوراقِكِ، يا زهرتِي، توّجينِي بِحبِّكِ، ارفَعِي إكليلَ الشَّوك واستَبدلِيه بأوراقِكِ الرَّقيقة، طيِّبينِي بعطرِك، أحبينِي أنا، وأنا وحدي. لقد بذلتُ حياتِي لأجلِكِ بِحبٍ فائق، ألا تفعلين الشَّيءَ نفسه من أجلي، أنا عروسك؟ خطيبتِي، أَفرحي عروسَك، أسعدينِي! قيِّدي نفسَكِ بِي بروابطَ أبديَّة. عيشي من أجلي، ومن أجلي فقط، كونِي ضحيَّتِي، كوني هدَفِي، كونِي شبكتِي. يا مَخلوقتِي، هل تُحبّينَنِي؟

*     وكيف لا أُحبُّكَ يا إلهي؟ نعم، أُحبُّكَ.

*  قولِي ذلك، ردِّدِيه غالبًا. اسْمحي لِي بسماعِ ذلك، أُحبُّ سماعَه. قولِيهِ ألفَ مرَّة في اليَوم، وفي كلِّ صباح، بعد استراحتِك بِي، قِفي أمامي وقولِي لِي: "ربّــي، أحبُّـــكَ" .

*     يسوع، أنا أحبُّكَ، لَكِن لماذا أصبَحْتَ جدّيًا هكذا؟ هل إنّنِي لا أفعل ذلك كفاية؟

*  هيّا، لا تسيئي فهمي! إنّه الحبُّ الَّذي يَتَكلَّم، إنَّها رغباتُ الحبّ، إنَّها شعلةُ الحبّ، إنّه الحبُّ الَّذي يغارُ مِن الحبّ.لا أقبلُ بالمنافسة. اتَّكِئي على أبيكِ القدّوس، عروسِكِ، رفيقِكِ وإلَهِكِ. تعالَي، لِنرتاح الواحِد بالآخر.

ابنتِي، أحبينِي أيضًا بِحبٍّ غيور.

 

 

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

 

6/5/1987

 

)   بدأْتُ أفهم ماذا يقصدُ الله بـ "استسلمي لِي بكلِّيتكِ"، وأن أكونَ متجرِّدة، أترُك كلَّ شيءٍ وأَتبعُه. إنَّ كلماتِه هي رمزيَّة.

استسلام: لقد فعلْتُ ذلك، بِحبّي له في المرتبة الأولى ووضْعِه فوقَ كلِّ شيء آخر، والرّغبة بأن يستعملَنِي. إنَّنِي أحبُّه من كل قواي ومن كل نفسي. أقبلُ، شاكرةً لهُ، كلَّ ما يعطينِي ، أكان فرحًا أم ألمًا، دون أن أسألَه أبدًا أيَّ سؤالٍ أو أعارضَه بأيِّ شيء.

الانقطاع عن العالم: إلى أقصى حدّ، إلى أنْ أنفصِلَ عن جسدي. أقصد أنَّنِي بدأتُ أَعِي أنَّه لديَّ نفسٌ ترغبُ بأن تتحرَّرَ من الجسد لِتلاقيه وتتبَعَه.

العذاب: نعم، العذاب بألاّ أكونَ معَه، وأَن أكونَ بالجسدِ على الأرض. أشعرُ بِذاتِي كأرملة. أتألّمُ إذ عليَّ أن أتبعَ الحياةَ المادية، وأن أتَحمَّلَ عبءَ فَركي باستمرار بالمراهنِ التكنولوجيّة والعلميّة. أتألَّمُ لِوجودي بين أشخاصٍ غيرِ مؤمنين، متشكِّكين وأناسٍ يهزؤون بِي بسبب سنّي وأتألَّمُ إذ عليَّ اتّباعُ برامِـجِهم. أَتأَلَّمُ مِن توقي للأنفصال عن العالَم لأكونَ وحدي مـع الله: هو وأنا دون وجودِ أحدٍ آخر أو شيءٍ آخر يلهينِي.

لكتابةِ ذلك، سألتُ الله أن يساعدنِي لأعبّرَ بِهذه الطَّريقة لأنَّنِي أعجزُ عن ذلك وحدي، وهذا ما فعلَهُ بِهمسِهِ الكلمات المناسبة في أذنِي! إنّ الله يريدُنِي في العالم من أجلِ رسالته، وهذا صليبٌ آخر علَيَّ حمله. كما أنّ جسدي يؤلِمُنِي.)

*  جسدي أَيضًا.كلُّ ما تشعرين بِه، أَشعرُ به أنا أيضًا. ابنتِي، باركينِي.

*     إنّني أباركُك يا إلهي الحبيب.

*  أحبُّكِ، أَرَأَيتِ. إنَّ الحبَّ سيتَأَلَّم، إنَّ الحبَّ يُعلِّق[3] إنَّ الحبّ يُقدّم إخلاصًا وفيرًا، إنَّ الحبَّ يُضحّي بلا شرط. فاسولا، إنَّ السّاعاتِ تَمر، وقتكِ يقتَرِب. قَدِّمي ذاتَكِ، انْمِي في التَّواضع، كُلي مِن يدِي يا محبوبتِي، سأّحلُّ قيودَكِ فتحلِّقُ نفسُكِ قريبًا جدًا نَحوي  .

*     أُحبّكَ يا إلَهي…

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

7/5/1987

 

*  أحبُّكِ. هذا أنا، عروسكِ. زهرتِي، سأُطَهِّرُكِ، سأتابعُ إشباعَكِ، وإحياءَكِ بِنوري، وتَغذيتَكِ مِن قوّتِي . فاسولا، سأكرِّمُكِ إذ أجعلكِ تحملين إكليلَ الشَّوك .

*     يسوع كيف تثقُ بِي؟

*  أحبُّكِ. عندما تضعين إكليلي ستفهمين السّخرية الَّتِي عانَيتُها لأنَّه قريبًا سوف يسخرون مِنكِ أيضًا. لا تَنسي، سأتعذَّبُ بِقدر ما ستتعذَّبين لأنّنِي فيكِ وأنتِ فيَّ، لَقَد اتّحدتُ بكِ، نحن واحد . تعالي الآن يا محبوبتِي، سنتابعُ أعمالِي. أمنحُكِ القوَّة الكافِيَة حَتّى النِّهايَة.

)  فَهِمْتُ لاحقًا، أنَّ يسوع كان يُحضِّرنِي في هذه الرِّسالة. سيسخرون منِّـي ويضحَكون عَلَيَّ. ولكنَّهُ على الأقلِّ، هو مَعِي، وسنعانِي معًا السّخرية.لاحقًا )

*     يسوع، هل تَعْلَمُ أنّنِي لَم أتوصّل بعد لأنْ أقولَ لكَ "أحبُّكَ" ولا حتّى مائة مرَّة، مَع أنّكَ طلبتَ منّي أن أقولَها على الأقلّ ألف مرّة!

*  فاسولا، آه يا فاسولا! ألا تَعْلَمين أنَّ كلَّ عمل يُقام بِحُبٍّ يقولُ لِي "أُحبُّك" ؟ فبهذه الطَّريقة أيضًا تظهرين لِي حبّكِ. كلُّ شيءٍ تقومين به في حياتِكِ تفعلينَه لأجلي. تعالَي، تزَيّنِي! أَزهري! انتَشري! عَطّري! تَوّجينِي بإكليلِ حبّ، ودَعي كلاًّ مِن أوراقِكِ مكان شوكَة من إكليلي. كلَّما كثُرَت أوراقُكِ خَفَّت الأشواكُ الَّتِي تشكُّنِي. أحُّبكِ. أَحبِّينِي، عَلِّمِي الآخرين حُبّي، أَطْلِعيهم على ندائي .

*     بِمساعدتِكَ، أنا أفعلُ، لكنَّنِي لن أستطيعَ فعلَ الكثير.

*   أحبِّينِي واشفي جراحاتِي، ولتَكن الدّموعُ المسكوبَةُ مِن أجلي بَلسمًا يهدِّئ جراحاتِي. فاسولا، إنَّ الأكاليلَ لَم توجدْ فقط من أجلِ المآتم، ولكنّها أيضًا من أجلِ الأعراس. اسْمَحِي لِي أن أضعَ لكِ إكليلاً في شهرِ آب.

 

 

 

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

 

8/5/1987

 

*     يسوع، أليَوم لديَّ عمل كثير في البَيت، لَكِنَّ كلمتين منك تسعدانَنِي!

*  فقط كلمتين؟ "أحبينِي".

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

 

9/5/1987

 

)  بينما كنت أشاهدُ فيلمًا وثائقيًا عن "أعجوبة فاطما"، فكَّرتُ أنّه مع ذلك، كثيرون هم الَّذين تشكَّكوا، وقدّموا تفسيراتٍ عَديدة، كتنويم مغناطيسي جماعي مثلا،ً الخ… في القديم، أعجوبة كهذه كانَت صُدِّقَت وظَهَرتْ في الإنْجِيل، أَمّا في أيامنا هذه، يَجب أن تَمرّ السّنون قبل أن تُقبَل.)

*     أنا خائفة أن لا يؤمنوا بأنّ هذه الرِّسالة هي منكَ بِما أنَّها لا تتضمّن بُرهانًا ماديًّا أو نبوءة. وإذا وصَلَتْ إلى السَّلطاتِ المسؤولة لن يُعيروها أيَّةَ أهمية، وأعرفُ أنَّ كأسَ عدالتِك الآن قد امتلأت! إنّ العالَمَ يُهينُك كثيرًا. ولَن يصغوا إليكَ.

*  هل يوجد سلطة أكبر من سلطةِ إلَهكِ؟

*     كلا يا إلَهي، لا يوجد، ولكن إنْ لَم يصغوا؟ بعضُهم قد يعتقدُ أنّها دعايةٌ للكنيسة كأصحابِ السّلطة والأشخاص المعادين للكنيسة، قد يعتقدون أنّ كلَّ هذا مبتكر! من ابتكارِ الكنيسة!

*  فاسولا، أنا العَلي وكلُّ سلطةٍ تأتِي منّي.

*     وإذا لم يؤمنوا؟

*  لَن أكتبَ ماذا سيحدث إن رَفَضوا سماعي بسببِ عنادِهم.هل تَخافين منّي يا صغيرتِي؟

)   يَبدو أنّ اللهَ لاحظَ الخوفَ الَّذي انتابنِي، عندما كتبَ كلمة "سَيَحدث". وشعرتُ بقليلٍ مِن الحزنِ في قلبِ الله.)

*     نعم، أخشى غضبَكَ!

*  سأتَحمّلُ وأغفرُ خطاياكم، ولَكنّنِي لَن أتَحمّل بعد الآن كرهكم لي.أنا خالقكم، والنَّسمة الَّتِي فيكم هي منّي. إنّنِي أُمسِكُ كلَّ خليقتِي بِيدي. أنا أشْمَئِزُّ مِن الوثنيَّة. فاسولا، دَعينِي أَقُدكِ تعالي، يا ابنتِي، استريْحِي فيَّ.

)   لاحقًا )

*  إنَّ تنهدُّكِ يا خطيبتِي، هو كمليون كلمة حبّ لِي . نعم، أتكلّم عن تنهّدِك في هذا الصَّباح .

)  هذا صحيح، هذا الصباح فكّرتُ بيسوع بِحبّ. أردتُ أن أقولَ له أشياء كثيرة، لكنَّنِي لَم أجِد الكلمات المناسبة.فتنهَّدت فقط، لَكِن بدا أنه فهم كثيرًا مِن تنهُّدي.)

*  فاسولا، أَحبّينِي بصورةٍ عمياء ودعينِي أستعملكِ كما أرغب. كوني لا شيء على الإطلاق، فَعِندما تكونين لا شيء، أستطيع أن أكون كلَّ شيء فأُتَمّم هكذا أعمالي. إنَّ خَلْقَكِ كان فرحةً لِي.

*     إلَهي، أخاف أن أخذلَكَ بعدم إخلاصي لكَ. حتّى إنّنِي لا أعرف إذا كنتُ بدأتُ أكونُ مُخلصةً أَم لا، فماذا إذًا عَن البقاء مُخلصة.

*  منذ الأزل، عَرفْتُكِ ضَعيفةً وبائسة، لَكنَّنِي أُحبُّكِ. لقد أخذتُ احتياطاتِي كي تبقي مُخلصةً لِي. هل ظننتِ أنّنِي لَم أَكنْ أعلمُ كلَّ ذلك؟ كنتُ أعلمُ كلَّ شيء، ولِهذا السَّبب اختَرْتُكِ. لقد قلتُ لكِ إِنّ ضعفَكِ الفائق وبؤسَكِ يَجذباننِي. تعالَي فإنّ هذا الإرشاد سيُحيي احترامِي. إنّنِي سعيدٌ لأنَّه يعالِجُ عدمَ عدالتِكم. فاسولا، توّجينِي بِكَلِماتٍ عَذبة!

*     كلماتِي يا ربّي؟ أيّةُ قيمةٍ لَها أمامَ حضورٍ ملوكيٍّ كهذا!

*  حتّى كلّ كلمةٍ عذبةٍ ومُحبّة، تأتِي منكِ، تُصبح إلهيّةً بِحضوري. تُصبح كبيرة بِمسمعي. لا تَملّي أبدًا مِن الكتابة، يا وسيلتِي الصَّغيرة. كلُّ ما تفعلينَهُ هو منّي، أُوقفُكِ بقوّتِي وأُناديكِ كلّما أرغَب. أُحبُّكِ، أَحِبِّي أنتِ أيضًا رَبَّكِ.

)  شعرتُ أيضًا بعَظَمتِهِ تلاشينِي كُلّيًا. كان ذلك وكأنّنِي أَغوصُ في أعماقِ البحر، إنَّه لَشعور رائع، رغبَتِي بأن يَمتلكَنِي الله وأنا سعيدة جدًّا بذلك.)

 

 

 

 

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

10/5/1987

 

*  فاسولا، هل تتذكَّرين عندما أطعَمْتُ شعبِي المنّ؟ لَقَد أَنْزَلتُهُ مِن السَّماء، كان من إحتياطيّ في السَّماء. هل تَعلَمين أنّنِي أنا مَن رفع المياه لِيمرَّ شعبِي في سيناء؟

*     نعم يا ربّ.

*  صغيرتِي، أنا ضابط الكلّ ، أنا مَن وَضعَ معكِ هذا الإرشادَ لأغذّي عددًا
كبيرًا
. فاسولا، لَقَد تكلّمتُ معكِ كلَّ هذا الوَقت! أَرأَيتِ؟

*     إلَهي، ما زلتُ أخافُ أن يكونَ هذا من وَعيي الباطنِي…

*  اسمحي لي أن أقولَ لكِ حالاً أنّكِ لا تستطيعين أبدًا وحدكِ القيامَ بكلِّ ذلك العمل! هل تؤمنين بالمعجزات؟

*     نعم، أؤمن.

*  اعتبري إذًا أنَّ هذه معجزة. أُحبُّكِ.

*     أحبّكَ يا أبِي. كيف أُفسِّرُ للأشخاص الَّذين يسألونَنِي كيف أراكَ؟ أشعرُ بحضورِك بشدّةٍ وهذا ليس من تَخيّلاتِي.

*  قولِي لَهم بأنّكِ ترينَنِي بعيونِ نفسكِ.

*     أحيانًا يا يسوع أظن أنَّنِي أتوهّمُ حضورَكَ، وأُريدُ أَن أُبعدَ نظري عَن الرّؤيا لأقنعَ نَفسي أنّ هذا لَيسَ أنت.

*  فاسولا، بفعلِكِ هذا، أنتِ تعارضينَنِي. لَقَد منحتُكِ هذه النِّعمة؛ اقبلي موهبتِي، اقبَلي ما أعطيكِ!

*     ربّي، أحيانًا، عندما يكون الطَّقس حارًّا –خاصة في بنغلادش– أشعرُ بأنّي مُنهكَة. أَرغبُ كثيرًا بالعملِ أَكثَر. أحيانًا، أرغبُ أن أكونَ مُقطَّعةً إلى عدّة أقسام!

*  إنّنِي أَمنحُكِ القوَّة الكافِيَة لِتُتَمّمي أَعمالي  . لَقَد قالَ لوقا[4] مرّة: " لَن تَنحَطَّ قِواي أبدًا، لأنّنِي أعملُ للرَّبّ، لأنّ الرَّبّ بنفسِهِ هو قوَّتِي" . صغيرتِي، لقد قُدتكِ مثلما يقودُ الأبُ ولدَهُ الصَّغير بِيدِه إلى المدرسة. هل تقدِّرين ما ربِحتِ معي؟

*     بالفعل، لقد ربِحتُ كثيرًا. بِما أنّنِي لَم أكن أُمارس أيَّة ديانة، ولَم يكن عندي إنْجِيل في البيتِ منذ أيّام المدرسة، ولَم أدخل الكنيسة منذ معموديَّة ابنِي البكر الَّذي الآن عمره خمسَ عَشْرةَ سنةً، بالفعل لقد علّمتنِي أشياء كثيرة. ليس أنَّنِي أعتبرُ نفسي عالِمة، ولكنّكَ على الأقلّ علّمتنِي مَن تكون أنت وكم تُحبنا، وكيف نُحبّكَ.

*  لقد أعطيتكِ ثِمارًا مِن حديقتِي الخاصّة. أرغبُ بأن أملأكم من ثِماري.

*     سألْتُه شيئًا لا أرغبُ في كتابته.

*  أعرف يا فاسولا، وليَكن بِحسب رغبتِي.

)  لَم أستطِع كَبْتَ ابتسامَة كبيرة. كانت هذه الْمُحادثة الصَّغيرة مع يسوع رائعة. وكأنّنِي كنتُ أتكلَّم مع صديق عزيز، لَم أستطِع الامتناع عن الابتسام، حتّى الضحك، كنت سعيدة!)

*  أنا أيضًا سعيد.

)   نعم لقد بدا سعيدًا وكان هذا رائعًا!)

*  فاسولا، هل تعلَمين كَم أَبتهجُ وأفرح بِهذه الأوقات، هذه الأوقات الَّتِي تحدِّثينَنِي فيها كصديق؟ فاسولا، لا يزال لدينا عمل لِنقوم به. كونِي مباركة. محبوبتِي، سأمنحُكِ علامةً بِحضوري.

*     يسوع، أيّة علامة؟ أَقْصُد أين؟

*  في منزلِكِ. سأثبّتُ لكِ أنَّنِي حاضر .

*     أنا أُحبُّكَ يا يسوع. أتَمنَّى لو أستطيع أن أرضيك.

*  مذبَحي! تابعي الارتواء منّي، واحفظِي شعلتِي فيكِ متوهِّجَةً بِحماسة .

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

 

13/5/1987

 

)  البـارحة مساءً، وأنا أصعد الدَّرج، توقَّفتُ فجأةً لأنَّنِي شَمَمْتُ رائحةَ بَخّور، كانت قد بلغَت الطّابِق الثّانِي، فوجئتُ بذلك. فسألتُ ابنِي إن كان قد أشعلَ الآلة ضدّ الحشرات. فأجابنِي لا. على كلِّ حال، لم تكُن تشبه هذه الِرائحةِ إطلاقًا هذه الأخيرة بل كانت تشبه بَخور الكنائس، ثم تابَعتُ عملي دون أن أعيرَ الأمر اهتمامًا. وبعد ساعة، حين مررتُ في المكان نفسه، غمرنِي، مِن جديد، هذا العطرُ الشَّديدُ والرّائع. ولكنّي لا أشمُّ شيئًا عندما أُغادرُ المكان. كنتُ أشمّه فقط في المكانِ الَّذي رأيتُ فيه يسوع على الصَّليب.)

*  آه يا محبوبتِي! عندما غمرتُكِ بِهذه الرّائحة، باركتُكِ في نفسِ الوقت.

*     آه يا يسوع، كنتَ أنتَ!!

*  نعم، لقد شعرتِ بِحضوري. كانَت هذه علامتِي[5]. ألبخورُ يأتي منّي.

*     حبَّذا لو أنَّنِي فقط، تأكَّدت، هذا المساء أنّ هذا كان منكَ!

*  سأعطيكِ علاماتٍ أُخرى بِحضوري؛ لكن يا زهرتِي، كونِي متيقّظة.

*     يسوع، أنت هوَ حُبّي، نفَسي، حياتِي، فرحي، تنهُّدي، راحتِي، رفيقي القدّوس، مُخلِّصي، نوري، كلُّ شيء بالنسبة لي، أحبُّكَ!

*  فاسولا، أَحبّينِي بِحماس، تلاشي في جسدي، توِّجينِي بكلماتٍ عذبة، بكلماتٍ مُحبة، خفّفي من هُمومي، هدِّئي جراحاتِي واملأيها بكلماتٍ مُحبة .

)  اكتشفتُ أليوم، وأنا أقرأُ حياةَ القدّيسة تريزا الأفيلية، أنّ العطورَ الفائقةَ الطبيعـة موجودة. وعندما تأتِي مِن الشيطان تكون روائحَ نتنة. كان هذا غريبًا كيف جاءني التأكيد أنّ راحةَ البخور هي فعلاً من يسوع. وكنتُ سعيدة! )

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

14/5/1987

 

)  أليوم، أيّ فرح! عندما قرأتُ حياة القديسة تريزا الأفيلية، قرأتُ وصفَها لرؤيتِها لِجهنّم. كانت تتشابهُ كلِّيًا مع الرؤيا الَّتِي أعطانِي إياها الله. وَصَفَتْ القديسة تريزا جهنم: " … مظلمة ومحصورة؛ بدَت الأرض مَملوءة بالماء، كالطّين النتن… نعم، كلُّ هذا كان يُشبهُ مغارةً ذاتَ سقفٍ منخفض… "

لقد رأيتُ نفس الشيء في 7 /3/ 1987 وَوضعْتُ ذلك في الدفتر الثامن.)

 

 

 

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

15/5/1987

 

*  تعالَي، إستسلِمِي. صغيرتِي، إنّنِي أبتهجُ بسماعكِ تستسلمين لي، إذ في الإستسلامِ يبتهجُ قلبِي! أطلبِي منّي أن أستعملَكِ…

*     استعملنِي يا أبِي إن كنتُ أفيدُ بشيء!

*   أُحبُّكِ.تعاليَ، هل ترغبين بالكتابة؟

*     أكتب، إذا كانت هذه رغبتكَ.

*  إذًا اكتبِي. فليُعلَم، أنّنِي أنا الله، أَردتُ أنْ أُنيرَكِ.ملجؤك الوحيد، هو أنا. إنّ قلبِي هو بَحرُ غفران ورحمة. صغيرتي، كما أنرتُكِ، كذلك سأنيرُ الَّذين سيلتفتون إليّ. تعالي يا فاسولا، كونِي أقرب إلي، هلاّ تناولتنِي…؟

)   لازمت الصَّمت.)

*  لا تؤلمينِي

)   لازمت الصَّمت…)

*  كونِي معي، طَهِّري ذاتَكِ، أحبّينِي

)   لازمتُ الصمت…)

*  محبوبتِي، لا تحزنينِي

)   لازمت الصمت…)

*  هل تريدين أن تتناولينِي؟ … أفرحينِي وكوني معي، أَحبّينِي. أُحبكِ. تعالي إلَيّ أكثر، تناولينِي غالبًا. أُحبُّكِ.هل تريدينَ أن تُصلِّي معي[6]؟ لا تجرحينِي.

)   لقد قبلتُ.)

  يا أبـي الحبيـب،

طهِّرنـِـي بـدمِ ابنِـكَ؛

طَهِّرنِي بِجســدِ ابـنــكَ؛

يا أبـي الحبيـب،

أَبعِـد عنّي الـرّوحَ الشرِّيــرَة

الَّتِي تُجرِّبُنـي الآن.  آميــــن.

)  لقد تلَوتُ هذه الصَّلاة في نفس الوَقت الَّذي كان يسوعُ يكتُبُها. فجأة تنبّهـت وكأنَّنِي استيقظتُ بعد صلاةِ يسوع. لقد أدركتُ ما حصل منذ بداية الرّسالَة اليوم. كان يسوعُ ينادينِي إلى المناولة المقدَّسة، لكنَّنِي فعلتُ وكأنَّنِي لَم أفهمْ، حتّى إنَّنِي أردتُ أن أرفض. لقد جرحتُه، وكنت متردّدةً بِجوابِي، فلذلك قاله بصراحة. شعرتُ بأنَّنِي سأقع، فأسرعَ يسوعُ إلى نجدتِي. لَكن فورًا بعد صلاتِه الَّتِي قالَها معي، لاحظتُ أنّ روحًا شرّيرةً كانت تُجرِّبنِي. أيُّ شعورٍ غريبٍ شعرتُه عندما تركَتْنِي هذه الرّوحُ الشرّيرة حين لفظتُ هذه الكلمات:"يا أبِي الحبيب، أبعد عنّي الرّوحَ الشرّيرةَ الَّتِي تُجرّبنِي الآن." جعلَ يسوعُ يَدي ثقيلة، فشعرتُ بضغطٍ عليها. وفي نفسِ الوقت شعرتُ بقوَّتِهِ الفائقة والقديرة، كقوَّةِ جبّارٍ قويٍّ يسندنِي. كان ذلك وكأنَّنِي استيقظتُ بعد الصَّلاة.)

*  اقتربِي مِنِّي، تَقدّسي. أُحبُّكِ وسأسندُكِ في سقطاتِكِ. لَن أدعَكِ تضيعين . إنّ الزَّهرة بِحاجة إلى أن تُسقى وتُخصَّبَ لِتحافظَ على جَمالِها. أنا حارسُكِ المخْلِص. أُحبُّكِ.

*     أنا أيضًا أحبُّكَ.

)  لقد رأى يسوعُ الرّوحَ الشرّيرةَ الَّتِي كانَت تُجرِّبُنِي. لَم أتنبّهْ لَها في الحال. شعرتُ وكأنَّنِي ساذجة. لَكِن يسوع تَحرّك بسرعة لنجدتِي. ولَم أفهمْ أنّني كنتُ على وشكِ السّقوط إلا بعد أن تركَتْنِي الرّوحُ الشريرة! كم يَصْعُب عليّ تصديقُ ما حدثَ لتوِّه!)

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

 

16/5/1987

 

*     بعد عودتِي مِن العشاءِ الليلةَ الماضية، وأنا أصعدُ السُلَّم، شَمَمتُ رائحةَ البَّخور مُجدَّدًا. فَفَهِمتُ.

*  فاسولا، عندما تشمّين رائحةَ البخور، أكون أنا يسوع المسيح. أرغبُ بأن تشعري بِحضوري.  فاسولا، أُحبُّكِ حتّى الجنون وفوقَ كلِّ حدود. وا أسفاه! كَم هم قليلون الَّذين يفهمون هذا الحبَّ الَّذي يفيضُ مِن قلبِي، وشعلةَ الحبِّ هذه الحارّة والوهّاجة. وكم هم قليلون الَّذين يأتون للاستقاء منهاقليلون جدًّا

*     يسوع، معظمهم لا يعرف كيفَ يتقرّبُ منكَ، أنا أكيدة.

*  يستطيعون أن يأتوا ويُخاطبونِي، فأنا أسمَعُهم. إنَّنِي أفرحُ بِمحاورتِهم طوالَ ساعات، إنّهم يفرحونَنِي كثيرًا عندما يعدّوننِي من بين رفاقهم .

*     ألبارحة مساءً، قالَ لِي رجلٌ، إِنّ كلَّ النساء يرغَبْنَ بأن يكنَّ مريمَ المجدليّة.

*  Lo [7]. ليس كلُّهم.

*     إذًا، اللواتِي يحبِبْنَكَ، على الأرجح.

*  أنا من يُريدُهُنَّ كذلك .

*     يسوع، أعتقدُ أنّه يَجب علينا الذهاب!

*  إلى أين؟

*     إلى الأسفل، لأراقبَ الفرن!

*   إذًا هيّا لِنذهب.

*      يسوع، قبل أن تتقرَّب منّي، كنتُ قد سَمعت عنكَ كأسطورة. لَم أفهَمْ أبدًا أنّكَ حقيقة؛ كنتَ بعيدًا عن نظري. كرواية في كتاب!

*  أعلَم يا فاسولا، أعلم. إنَّنِي لا أزالُ كأسطورة بالنِّسبةِ لكثيرين. في لقائِنا المقبل وافينِي في الجتسمانيّة. سأكشفُ لكِ عن عذاباتِي وآلامي وخوفي في تلكَ اللَّيلة. تعالَي، يا ابنتِي، اسمحي لِي أن أستريحَ فيكِ.

                       

 

 

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

17/5/1987

 

*  تعالَي، وافينِي حيثُ قلتُ لكِ.

آه يا جتسِماني! ماذا عندكِ لتظهريه، غير الخوف، والألَم، والخيانة والاستسلام؟

جِتْسِماني! لقد أخذتِ كلّ الشَّجاعة من البَشر. في سكوتِكِ حفظتِ نزاعي إلى الأبد. جِتْسِماني، ماذا عندكِ لِتعلنيه ولَم يُعلَنْ بعد؟ لَقَد شهدتِ في صمتِ القداسة على خيانةِ إلَهكِ؛ لقد شهَدتِ عليّ. كانَت قد حانَت السّاعة، ويَجب على النبوءاتِ أَن تَتِمّ. أعرف ،يا ابنتِي، أنّ نفوسًا عديدةً تؤمنُ بي، كأسطورة. تظنّ أنّنِي وُجدت فقط في الماضي. بالنِّسبة لكثيرين لست سوى ظلٍّ عابرٍ مَحجوبٍ الآن مع الزَّمن والتطوّر.
 قليلون هم الَّذين يدركون أنّنِي وجِدتُ بالجسد على الأرض وإنّنِي موجود الآن بينكم.  أنا كلُّ ما كان، والكائنُ وما سيكون. أعرف خوفَهم، أعرف عذاباتِهم، أعرف ضعفَهم. أَلم أَكُن في جتسماني شاهدًا على كلِّ ضعفهم؟ ابنتِي عندما صلّى الحبُّ في جتسماني، تزعزَعَ ألفُ شيطان. هربَت الشياطين مرتعدة. كانت قد أَتَت السّاعة: كان الحـبُّ يُمجّدُ الحـبّ. آه يا جتسماني، ألشاهدة على الخيانة، ألشاهدة على المخذول، انْهَضي، أيّتها الشّاهدة واشهدي. ابنتِي، لقد خاننِي يهوذا، ولَكِن كَم هم كثيرون الَّذين يخونونَنِي اليوم كما فعل يهوذا. لَقَد عرفتُ فورًا أنّ قبلتَه ستروجُ بين عدد كبير في الأجيال الآتية. سأتلّقى نفسَ القبلة دون توقّف، مَجدِّدَةً حزني، مُمزِّقَةً قلبِي. عزّينِي يا فاسولا، دعينِي أستريحُ في قلبكِ.

)   في اليوم التالِي )

*  فاسولا، هل تُريدين الكتابة؟

*     نعم يا يسوع، إذا كان هذا ما ترغبُ به.

*  أَحبّينِي، يا ابنتِي، في عذابِي في جتسماني. لقد خاننِي واحدٌ مِن خاصَّتِي، أحدُ
 أحبّائي
.واليوم، ما زلتُ أتلقّى الذّل، فيذكّرونَنِي بنزاعي في الماضي. إنّ قلبِي منتفخ ومُمتلئ بالمرارة.

)   هنا، شعرتُ بالصّعوبات وفقدتُ فجأةً ثقتِي بالمتابعة.)

*     يسوع؟

*  أنا هو.اكتبِي يا صغيرتي.كان عرقُ نزاعي يسيلُ منّي كقطراتِ دمٍ كبيرةٍ .

)   تذكّرتُ فجأةً وقتَ حاوَلَت الرّوح الشرّيرة إسقاطي… فشَعَرْتُ بالخجل …)

*  إنّ الضعفَ يجذبنِي لأنّنِي أستطيعُ أنْ أمنحَكِ قوّتِي. تعالَي، أعطينِي حبَّكِ، اتكئي عليّ.

)   اتّكأت عليــه.)

*  نعم!

)   كان يسوع سعيــدًا.)

*  خذي، كلي منّي، املأي قلبَكِ من قلبِي. أَحبّينِي، فكّري بي، كونِي بكلّيتكِ لي.                                                                                                                                                        أعبديني أنا وحدي. إنّنِي أناديكِ لتتناولينِي، نعم، في القربانة الصَّغيرة البيضاء…تعالي واشربينِي. تَطهّري! أُحبّكِ، وسأَسهرُ عليكِ حتّى تتناولينِي. لا تنكرينِي أَبدًا! ارغبِي فيّ، وأنا وحدي. سأنتظرُكِ في بيتِ القربان. سترينَنِي كما علّمتُكِ، بعينَيّ نفْسِكِ.

*     يسوع، هذه غلطتِي لأنّنِي قاطعتُكَ؛ هل تريدُ المتابعة؟

*  نعم، أريد؛ اسمعينِي. لقد شرِبَت الأرضُ تلك القَطرات، واليَوم، هذه الأرضُ جافّة أكثر مِن أَيِّ وقت مضى، وبِحاجة للرَّي. إنّها ترغبُ بالسَّلامِ وهي عطشى للحبّ.

)   فجأة، توقّف يسوع.)

*  لا تحزنينِي، هل تُريدين أن تصلّي معي مجدَّدًا؟ أَحبّينِي يا فاسولا. تعالي .

"يا أبـــي،

تَمّمْ ما يَجبُ أَن يُتمَّـــم

ولتَختَرِقْ كلماتُكَ وتُبـارِكْ

وتُطهّرْ قلــوبَ أولادِك.

يا أبـي، افعلْ ما يرغبُ به قلبُكَ

ولتَكُن مشيئتـُـك.  آميــن."

*  هل ما زلتِ تريدين العملَ لي؟

*     سأتابعُ العملَ لله إذا كانَت هذه مشيئَتَهُ.

*  إنّها مشيئتِي  .

*     إذًا سأتابعُ العمل، لَكِن لا تنسَ عجزي!

*  اتّكئي عليّ كلّيًا، أنا يسوعكِ. أعرف عجزَكِ. لَم أُرِدْ سوى الحصولِ على طفلٍ بسيط، متعلِّقٍ كلّ التعلّق بِي.

*     يسوع؟

*  أنا هو .

*     هل انتهَتْ رسالةُ جِتْسِماني ؟

*  كلا، سأتابع . يجب على أولادي أن يَحْيوا، ويجب أَنْ أريَهم أنّنِي بينهم من خلالِ رسالتِي الَّتي باركْتُها. سيروننِي ويشعرون بِي. كثيرون سيعودون إليّ، أنا، من يتوقُ لأحبائي.

*     يسوع، كيف أستطيعُ القيامَ بأيّ شيء؟

*  فاسولا، ألا يساعِد الأبُ ولدَه في قطعِ الطَّريق عندما يَحتاج لِمساعدتِه؟ هكذا سأُساعدكِ  حتّى النّهاية.

*     لا أعرف إذا كنتُ على صوابٍ في توزيعِ رسالتِكَ. هل أنا مُخطئة؟

*   كلا، إنّكِ تعطين خبزي، كما أَعطيتُكِ إيّاه. يَجب أن يُعطى خبزي مَجانا!

)   لاحقًا، قرأتُ صلاةً للقديسِ ميخائيل. فقالَ لِي القديس ميخائيل:)

*  اقرإي أيضًا الصَّلاةَ التالية.

)  قرأتُ صلاةَ القديس برنارد للقديسة العذراء "أذكري يا مريم"، وكنتُ قلِقة لأمـرٍ ما: عندما قرأَ رفاقي الرِّسالة، عادوا يُفكِّرون بالله، وبعضُهم اهتدى. أَرادَ بعضهم من شدّة فرحهم أن يشاركوا كاهنًا صديقًا لَهم بفرحِهم. أمّا الكاهن فحذّرهم قائلاً، إِنّه لَمِنَ الممكن ألاّ يكون هذا من الله. لقد خضعت بذاتي لِهذه التجربة. من بين الكهنة الأربعة الَّذين اطَّلعوا على الرّسائل، اثنان خفّفا من عزيْمَتِي واثنان شجّعانِي. كم أتَمنّى لو أنّ أولئك الَّذين يُخفّفون من عزيْمَتي، وعزيمةِ آخرين، لا يعطون رأيَهم قبل أن يقرأوا الرّسائلَ بكاملِها، وحينَها، إذا أصرّوا أنّها بلا قيمة أحبُّ أن يشرحوا لي لماذا. كيف يستطيعُ المرءُ أن يعطِي رأيَه في مسألةٍ كهذه دون أن يدقِّقَ فيها ويكلّمَنِي ولو لِمرّة واحدة عنها؟

*        القديسة مريم: املإي قلبَكِ من شعلةِ الله. أُحبُّكِ .

*     يا أمي الحبيبة، أخافُ أن يدوسَ الناس رسالةَ الله، أولئك الَّذين لا يدقِّقون فيها، ولا يقرأونَها!

*        ابنتِي، لا تَخافي.

*      أنا متضايِقة.

*         أعرف. هل عرفتِ، يا فاسولا، أعمالَ يسوع؟

*      نعم…

*        فاسولا، لقد صلّيتُ لك، "agapi mou[8] " كونِي صبورة. اتّكئي على يسوع.

)   لقد صلَّيت ليسوع.)

*   اتّكئي عليّ.

*     أخاف أن تُذلّ رسالتُكَ من الَّذين لم يقرأوها.

*  لا تَخافي، أَحبِّينِي. إنَّ تطهيرَ نفْسِكِ يُمجّدنِي[9]. هيّا لنذهب، تذكّري، نحن… لا تغتمي.

)  البارحة قادنِي يسوعُ إلى القدّاس. لم أستطِعْ متابعةَ الذبيحةِ جيّدًا لأنَّنِي لَم أَكُـن أعلمْ سياقَها ولا التراتيل. بَقيتُ قليلاً في الوراء، ولكنَّنِي كنت عالمةً أنَّ يسوعَ هنا ويكلِّمنِي. لقد عزَّتنِي الأفخارستيا.)

 

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

 

18/5/1987

 

)  فِي السادِسةِ والنّصف صباحًا، ذهبتُ إلى الذَّبيحةِ الإلَهيّة، كَما طلبَ منّي يسوع. خلال القدّاس بدأ يسوعُ يكلِّمنِي. تناولتُ الخبز، وشعرتُ به وكأنَّهُ قطعةٌ مُمزَّقةٌ من الجسدِ قد انتزعت أثناءَ الجلد. لَهُوَ جميلٌ أن أشعرَ به اليومَ خِلافَ البارحة. وكأنَّ يسوع يَمنحنِي انطباعات مُختلفة.)

)   لاحقًا )

*     يسوع؟

*  أنا هو. أَحِبِّينِي، تعالي بقربِي. سأُعطيك انطباعاتٍ مُختلفة في كلِّ مرّةٍ تتناولينَنِي فيها. فاسولا، أشعرُ بِحزنٍ عندما تكونين بعيدةً عنِّي.

)  هذا صحيح، عندما تغمرُنِي موجة الشك، أرفضُ أن أكلِّمَه أو أنْ أراه قائـلةً في نفسي أنَّه ليس هو. أتَحاشى صورتَه، أتَحاشى أن أكلِّمَه، أتَحاشى كلَّ ما علَّمنِي إيّاه. وأحاولُ إقناعَ نفسي بأنَّ كلَّ هذا هو ثمرةُ مُخيِّلتِي.)

*  محبوبتي، إنَّكِ تُحزنينَنِي. إنَّكِ تُهينينَنِيعندما تَضعين لِي حاجزًا، وتبدين بعيدة هكذا. افهَمي أنّ الشَّيطانَ هو وراء كلَّ هذا؛ إنّه يائسٌ ويريدُكِ أَن تعتقدي أَنّ كُلَّ النِّعم الَّتِي منحتُكِ إيّاها، هي من مُخيّلتِكِ. يريدُكِ أَن تنسَي كلَّ تعاليمي الإلهيَّة ؛ يريدُ جذبَكِ من جديد إليه. عندما تكونين بعيدةً عنّي هكذا، أخاف، أَخاف عليكِ. عندما يرى الرّاعي أَنّ خروفًا مِن قطيعِه يبتعِد، هل سيبقى جالسًا؟ الرّاعي الصّالحُ يُسرعُ إلَيه، يأخذُه ويعيدُه. عندما أَراكِ تبتعدين، لَن أنتظِر، سأُسرعُ لإرجاعِكِ. سأجذبُكِ أكثرَ إليّ . يا صغيرتِي سأكسوكِ بِمعطفي عندما ستبردين. سأُغذّيكِ، وأحملُكِ قربَ قلبِي عندما تكونين في شدّة. وأَيُّ شيءٍ لا أفعله مِن أجلك .

*      يسوع؟

*   أنا هو.

*     لماذا تُسْبِغُ عليَّ كلَّ هذه النِّعم؟ لماذا؟

*   دعيني حرّا بإعطاءِ من أريد.

*     لكنّنِي لا أريد أن أكونَ مُختلفةً عن الآخرين!

*  فاسولا، ستتناولينَنِي. دَعينِي أستعمِلُكِ. ألَم أقُلْ لكِ أنّنِي سأحرّرُكم؟

*     لا أفهم.

*  أَرغبُ في تَحريرِ نفوسٍ كثيرة من قيودِها، مِن قيودِ الشَّيطان. إنَّنِي أستعملُكِ كوسيلة. لا تُسيئي فهمَ أَعمالي، فإنّ ندائي ليسَ لكِ وحدكِ. إنَّ ندائي للسَّلام والحبّ هو للبَشرية جَمعاء!

*     نعم يا ربّ، لكنّنِي أشعر بالانزعاجِ عندما ينظر إلَيّ رفاقي ويعتبرونَنِي مُميّزة. أشعر بالانزعاج!

*  أشعري بالانزعاجِ، يا ابنتِي لأنَّنِي اخترتُكِ بسببِ بؤسكِ. لَم أخترْكِ مِن أجلِ استحقاقاتِكِ. لقد سبقَ وقلتُ لكِ أنَّ استحقاقاتِكِ هي عدم، و أنَّ ما يَخرجُ من فمِ الرَّبّ ليس إلاّ حقيقةً. تعالي إليَّ غالبًا و توبِي. تَذَكَّري، لستُ أُفضِّلـكِ عن بقـيَّة أولادي.

*     أعلم يا يسوع، ولِهذا السَّبب أنزعجُ لأنَّكَ تعطينِي نعمةَ مناداتِكَ كلَّما رغبتُ في ذلك.

*  فاسولا، يا فاسولا، إنَّنِي أعطي حتّى للأكثر بؤسًا. لِيعلمْ رفاقـُكِ أيّ بَحر رحـمة وغفران هو قلبِي. ليَرَوْا كيف أُحيي حتّى الأموات[10] ليَرَوا كيف أحبُّ الَّـذين أنكروني[11].

*     يسوع !

*  أنا هوَ يا محبوبتِي.

*     لا أعرف ماذا أقول!

*  قولي لي أنَّـكِ تُحبّينَنِي.

*      أحبُّكَ، وأنتَ تعرف ذلـكَ.

*  أُحبُّكِ، يا ابنتِي، نعم، رغمَ شقائِكِ. تذكَّري، كَلِّـمينِي. أنـا عروسكِ. تشاركي معي، ابتَسمي لي عندما ترينَنِي.

*     نعم يا يسوع. أشعرُ أنَّ حضوري يهـينُك، وأعرفُ أنَّنِي أُكرّرُ أقوالي. كيف تستطيعُ تَحمُّلي…

*  أحبُّكِ.

*      أنا أحبُّكَ أيضًا.

*   أشعري بِحضوري، انظري في عينَيّ.

)   نظرتُ إليه، كانت عيناه جدّيتين، ولكنَّهما مُمتلئتان بالحب…)

*  نعم، تذكَّري، يا ابنتِي، أنَّنِي أبوكِ القدُّوس. لنذهب الآن .

 

 

 

 

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

19/5/1987

 

*     يسوع.

*  أنا هو، تذكَّري يا فاسولا أنّ هذه الرسالة هي منّي.

*     يسوع، هل تعلم إلامَ أتوق؟

*  أعرف ،يا ابنتِي.

*     أحيانًا أرغبُ في أَنْ تكونَ هذه النِّعمَة الَّتِي منحتنيها، بِملاقاتكَ بِهذه الطَّريقة وبرؤيتكَ بأعين النَّفس، لِي وحدي. أنت وأنا، أنا وأنت، فأشعرُ بارتياح تامّ، لا شيءَ يُقلقُنِي، ولا أحدَ يرى سرَّنا.

)   تـَنهـّدت.)

*  ابنتِي، لقد سألتُكِ إن كنتِ تريدين العملَ لِي، وأسعدَنِي جوابُكِ. دعينِي أذكّرُكِ أنّكِ نفسي الحبيبة، الَّتي سأُظهرُ مِن خلالِها ذاتِي ورغباتِي لأنّ هذه هي مشيئتِي.

*     لكِن يا ربّي، دون أن أهينَكَ، يُمكن أن يكونَ حَمْلُ كلمتك ثقيلاً إذا لَم يُخفِّفْه أحدٌ عنّي. ماذا عساي أفعل؟

*  محبوبتِي، ألن أساعدَكِ، أنا الرَّبّ . يا إخوتي، اقرأوا رسالتِي، أَفرحونِي وتَذَكّروا أَعمالي. آمِنوا بغناي ورحمتِي اللامتناهيَين! فاسولا، اتبعينِي. سأقودُكِ. صغيرتِي، سأمنحُكِ قوّتِي. لا تتركي يدي أبدًا.

*     إلَهي...ماذا تريدُ منّي…؟

*  فاسولا، أريدُ الحُبّ، الحُبّ، الحُبّ. إنَّ جسدي يؤلِمني بِسببِ قلّةِ الحبّ. لقد جفَّتْ شفتاي من العطشِ للحبّ. أريدُ أن أستعملَكِ يا صغيرتي كوسيلة لإرشادي .

*     لِتَكنْ مشيئتُك يا ربّ، لِتَتَحقَّقْ كلّ رغباتِكَ؟

*  محبوبتِي، اتكئي عليّ. اصغي إلى صوتِي. لا تشعري أبدًا بأنّكِ وحيدة، لأنّنِي أنا الله، معكِ.

)   شعرتُ بالتَّعزية.)

*     ربّي، هل سنبدأُ نَهارَنا.

*  تعالي، سأبدأه. اتكئي عليّ كليًّا، إنَّنِي أقودُكِ.

)  لاحقًا، أَتَت"بابيت"، إحدى صديقاتِي، لتزورَنِي. فتكلَّمتُ مع يسوع وكنّا نَحن الثلاثة معًا. لَم يكُن على "بابيت" أَن تَطرحَ سؤالَها بصوتٍ عال. كانت تَحصلُ على الجوابِ بِخطِّ يدها ما أن تتكوّن فكرتُها . يُحاولُ يسوعُ بذلك أن يشوِّقَنا لِحضورِه الحقيقي، وأن ينادِيَنا لنكونَ حَميمين أكثرَ معه، ونتذكّرَ حضورَه، ونُحبّه. لقد تأثّرتُ عندما رأيتُ يسوع يلاقي "بابيت" بِهذه الطَّريقة…)

*  اتكئي عليَّ.

*     يسوع، لقد طلبَتْ منِّي رفيقتِي أَنْ أسألَكَ لماذا لا تعودُ إلينا مِن جديد؟ كما في الماضي، بالجسد؟ فيتغيَّر العالم.

*  آه يا فاسولا…سأَعود. إنّ كلّ فجرٍ يُطِلُّ، يقرّبكم من عودتي يا فاسولا. هل تدركين ماذا يعنِي هذا؟

*     قُلْ لِي يا ربّ.

*  إنّ الحبَّ سيعود مِن جديد، سيكون الحبُّ بينكم مرّة أخرى. سيُعطيكم الحبُّ السَّلامَ من جديد.سيكون ملكوتِي على الأرضِ كما هو في السَّماء. ألحبُّ سيمجّدُ الحبّ. سأكون قريبًا معكم يا أحبَّائي. صلّوا لأنّ الوقتَ قد اقتَرَب. هل ما زلتِ يا صغيرتِي تريدين العملَ لي؟

*     أرغبُ بِسماعِ اسمِكَ.

*  أنا هو الحبّ .

*     نعم، رغم عجزي، سأعملُ لأجلِ الحبّ خاضعةً كلِّيًا لَكَ.

*  أعرف أنكِ تَضِلِّين مِن دوني يا محبوبتِي. أنتِ زهرتِي الَّتِي تَحتاجُ إلى نوري.

*     أنا سعيدة جدًا!

*   آه، يا ابنتِي، أُحبُّكِ حتّى الجنون! اتكئي عليّ كلّيًا . سأزيدُ قدرَتَكِ على التَّمييز.

*     إلَهي! هل انَّكَ تزيدُ قدرتِي على الشّعور بكِ ورؤيتِكَ، وسماعِكَ؟

*  أنا هو. ستشعرين بِحضوري وتُجيدينَ تَمييزي أكثر.

*     إلَهي! لماذا تُسبغُ عليَّ كلَّ هذه النِّعم؟ لم أفعلْ شيئًا لأستحقَّ هذا!

*  أعرف لكنَّنِي أُحبُّكِ. لِذا لا تَنْسَي من تكونين.

*     أرجوكَ، ساعِدنِي وذكّرنِي بِذلك دائمًا، يا ربّ.

*  سأُذكّرُكِ بِشقائِكِ، كي لا يأخذَكِ الزّهوُ من كلِّ النِّعَم الَّتِي أَمنحُكِ إيّاها. سأُذكّرُكِ بأنّ كلَّ النِّعَمِ الَّتِي تَنالينَها منّي، هي لِمجدي أنا. إنَّ كلَّ نعمةٍ تَنالينَها مِنِّي ستكونُ لِمنفعتِي أنا وليس لمنفعتِكِ  . لِذا، استَقي من قلبِي واملأي قلبَكِ. أُريدُ أن يكونَ مذبَحي متَّقِدًا باستمرار . عيشي لأجلي، تَنفّسي من أجلي، كونِي لي إلى
الأبد
.

)   سأفعلُ لأجلِ الله.)

*     ربِّي؟

*  أنا هو. أَحبِّينِي واسعي وراءَ مصالِحِي أنا.

*     يا ربّ!…

)   تنهّدت.)

*     أنت تعلم، يا ربّ، أنَّنِي صفرٌ، فلا تثقْ بِي، أرجوك!

*  دعينِي أعملُ فيكِ بِحرّية. تعالَي، سأُجيبُ على سؤالِكِ. سيعودُ الحبّ بينكم كحبّ . لنُصلِّ معًا:

أيّها الآبُ السَّماوي، يا أبـا الحـبّ،

تعالَ إلينا، وحرِّرْنا من الشِّريـر،

يا أبانا أَحبَّنا واسمحْ لَنا أن نَمكثَ

في نـورِكَ

إفعلْ ما يرغبُ بـه قلبـُكَ

وليمجَّد اسمـُكَ. آميــــن  .

اسمحي لي باستعمالِكِ.

*     اسْمَحْ لِي أن أسمعَ اسمَكَ مُجدَّدًا.

*  أنا يسوع المسيح، ابن الله الحبيب. كلُّ ما أطلبُهُ منكِ يا فاسولا هو الحبُّ وأن نتشارَكَ معًا في حملِ صليبِي للسَّلامِ والحبّ .

*     نعم يا ربّ.

*  ابنتي، لا تتركي يدي أبدًا. أَحبِّينِي، يا ابنتِي.

*     علّمنِي حبَّكَ كما ترغبُ بأن نُحبَّكَ. إن أردْتَ، فاجعَلنِي أُحبُّكَ الأكثر في العالم…

  أنتَ تبتسم!

*  أنا سعيدٌ جدًا! هل ترغبين بأن تفعلي هذا لأجلي؟

*     نعم!

*  محبوبتِي، معي ستتعلّمين. هل ستتألَّمينَ لأجلي أيضًا؟

*     من أجل الرَّبّ، نعم، إن هو أرادَ ذلك…

*  لِذا سيتمُّ كلُّ شيءٍ بِحسبِ مشيئتِي.

*     أنتَ تعلم ما هو مناسبٌ للنَّفس، إذًا سأسلِّمُ ذاتِي إلى الله.

*  أنا هو الله. تعالي الآن إلى المكان المعدّ لكِ في قلبِي وامكثي فيه.

 

Back To The TopBack To The Book PageBack To The Main Page


 

[1]  هنا فهمت ماذا يعنِي: النَّفس الَّتِي تتوقُ لإلَهها والله الَّذي يتوقُ لِهذه النَّفس.

[2] الله يتألمَّ برؤيتِنا مفصولين عنه بالْجَسدِ الَّذي يَحبسُ نفسنا.

 

[3] الحب يعلّق بالله.

[4] الإنجيلي.

[5]  كان قد قال لي يسوع أنه سيعطينِي علامة بِحضوره.

[6] هنا، رغبت في أن أقول: " آه! كلا؛ ليس مجدَّدًا ".

[7] lo      تعني "لا" في الأراميَّة.

[8]  "حبّي" باليونانية.

[9] أي عذاب يُنقي النفس.مثلاً، عذاب أن يرفضونِي وألاّ يفهمونِي.

[10] أنا كنتٌ ميتة روحيًا.

[11] في البداية كنتٌ قد رفضتهُ.