الدفتر العاشركَم أَتوقُ لأَنْ يكونَ جَميعُ كهنتِي قدّيسين، لأنّهم يُمثّلونَنِي! أتَمنّى أنْ يُصبحوا أنقياء، قدّيسين مُتواضعين ورُحَماء. أُريدُهم أَنْ يَسْمَحوا لِي أَنْ أسْكُبَ في قلوبِهم حُبّي الفائض. أُريدُهم أنْ يَستَقوا أكثرَ مِن غنَى قلبِي ويَمْلأوا قلوبَهم، ويرووها إلى أنْ تَفيض، فيَنْشرون هكذا قلبِي في كلّ العالم. مِن الضَّروري أنْ يُحاولوا فَهْمَ وحُبَّ خرافي[1] ليَشفوهم. إنَّما، لِيتمكَّنوا مِن فعلِ كلِّ هذا، عليهم أنْ يَتعلَّموا حبّي بقدرِ ما أحْبَبْتُهم. يَجِب أنْ يتعلّموا حبَّ أولادي كما أنا أحِبُّهم؛ عليهم أنْ يكرِّموا كنيستِي. فاسولا، أرغَب في الحُبّ، أخْبريهم ليعلَموا كم أنَّ شفتَيَّ جافّتان وعطشانتان للحُبّ. ماذا تُفيدُ التَّضحيّاتُ والعبادَةُ إذا كانَتْ قلوبُهم مُتحَجِّرةً وجافَّة! أرْغبُ في تَخْصِيبِ هذه الصَّحراءِ بالكَمال. أنا بِحاجةٍ إلى الحرارَة، بِحاجَةٍ إلى شعلةٍ حَيّة، إلى النَّقاوَة، إلى الإندفاع، إلى حُبٍّ مُلتَهِب. إسْمَحوا لأنفسِكم أنْ تَستَقيَ مِن حُبِّي اللامتناهي فتملأُوا قلوبَكم منه. كُلُّ ما أطْلبُهُ منكم هو الإخلاص والنَّقاوةُ والحبّ. تعالوا، تعالوا وتُوبوا إليّ. تَعالوا وغيّروا منهجَ حياتِكم، فأرفعَكم إليَّ وتتلقّونِي. أُريدُ أَنْ أذكّرَكم بِطُرقي. لقد أعْطَيتُكم رَسائلَ وعلاماتٍ عديدة؛ علاماتٍ تَجْهَلونَها. هل نَسيتُم كلماتِي؟ لا تَتَفاجأوا لأنّنِي أَستَعملُ أدواتٍ ضَعيفةً لِنَشرِ كلِماتِي. إنّنِي أسْتَطيعُ أَخْذَ أيّةِ صَخرةٍ وتَحْويلَها إلى أحَدٍ مِن خدّامِي المخلصين! يَبْحثُ بَعْضُكم عن إثباتاتٍ أنّ هذا أنا، يسوع، مَن يُعْطِي هذه الرَّسائل. أَلَمْ أَقُل إَنّنيِ سأسْكبُ روحي على كلّ بَشرٍ وإنّ أبنائي وبناتِي سيتنبأون، وإنّنِي سأُجري علاماتٍ في السَّماء وعلى الأَرض؟ طُرقي لَيسَت طُرقَكم وعلاماتِي لَيستْ علاماتِكم. إنّي أَكشفُ مِن جَديد عَن وجهي الأقدس، لَكِن كَمْ مِن بيْنكم سَيؤمنُ فعلاً؟ أنا أئنُّ مِنَ الألم، أخْتَنِق، وأغصّ لرؤيتِي زرعي مَليئًا بِأقوالٍ مَيِّتة.

ألإخلاص... أوَ تَعتبرون أنفسَكم مُخلصين، وقلوبُكم ميتة؟ تعالوا، تعالوا وارْتَووا من قلْبِي. أطلبُ مِنْكم بِجديّةٍ أنْ تَتوبوا وتُكفِّروا. أَحبّونِي بِنقاوةٍ وكرِّموا ذبيحتِي الإلَهية. نعم، أَنْتم جَميعًا، مَن تظنّون أنْفسَكم أصحّاءَ وأبرارًا، تعالوا غيِّروا قلوبَكم، افتَحوا قلوبَكم، واستقبلونِي، حينَها أنْزعُ الحِجابَ عَنْ أعْينِكم وأَفتحُ سَماعَكُم.

 فاسولا، سأُملِي عليكِ غدًا. يُمكنُكِ أنْ تَرتاحي يا محبوبتِي، هل ميّزتنِي عندما كنتُ أَكتُبُ؟

*     نعم يا ربّ. كنتَ خلفَ كتفي الأيْمَن، أليسَ كذلك؟

*  نعم، كنْتُ هناك.نعم يا فاسولا، الآن أنا أمامكِ . اشعري بِحضوري كما تفعلين الآن . لا تَخافِي سأَكونُ بقربِك ، تعالي لنَستريحَ الواحد في الآخَر.

 

 

 



 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

30/3/1987

 

*  هذا أنا هو يسوع المسيح، إنَّ كلَّ الإيحاءاتِ هي منّي. استَقي منّي. إنّ الزَّهرةَ تنْمُو بقُربي، بارتوائِكِ منّي يا زهرتي، إِرْتَوي بينما أنتِ تكبرين، ارتوي منّي، تعالَي، أنا أحبُّكِ.

*     يسوع، عن غير قصد، أَسْتعملُ لَهجةً غيرَ مُحترمَةٍ عندما أُكلِّمُكَ. إنّها لُغَّتِي اليَوميَّة ولا أعرفُ سواها. عندما أقرأُ كتاباتٍ لِراهبات، إنَّ طريقتَهم في مُحادثتِك مُختلفةٌ جدًا عن طريقتي. ربَّما هنَّ كنَّ مدرَّبات؟ لا أريدُ أن أكونَ عامِّية، إنَّ قلبِي هو الَّذي يَتَكلّم.

*  فاسولا، أنا أغفرُ جهلَك . سأُعلِّمكِ، أنتِ الآن تَتَعلّمين. بدأتِ تُدْركين كم أنّكِ بائسة، ومع ذلك أنا أُحبُّكِ. البؤس يَجْتذِبُنِي، لأنّنِي أَستطيعُ أن أَمنحَكِ رَحْمَتِي. لَقَد اخترتُكِ لأُظهرَ للعالَمِ رحْمِتِي.

*     لستُ فخورةً أنّكَ اختَرتَنِي مِن أجلِ صفاتِي السيّئةِ وليسَ من أجل استحقاقاتِي. أشعر تقريبًا وكأنّني مثلُ يهوذا… "مِن المحتملِ أنَّنِي أُمثِّل عالَمَ الحضارة".

*  LO [2]، فاسولا، لستِ مثلَ يهوذا. أَنتِ ضعيفة، جاهلةٌ وبائسةٌ فوقَ كلِّ اعتبار؛ أنتِ محبوبتي الَّتِي قدّستُها. لقد رعيتُ اتّحادِنا، بِما أنّكِ كنتِ عاجزةً عن ذلك. رغبتِي هي أن أُنَمّيَكِ، لَقَد وَحَّدتُكِ بِي بطَلبي إليكِ في أن تكوني عروسي.

*     يسوع، لقد عرَفتُ أنّ الرّاهبات"يقتَرِنَّ بكَ" فعلاً.

*  نعم، يأتينَ إليّ ويُصبحنَ عرائسي. أَبْتهِجُ بِهنّ! كنتِ تَجهلين أَنّكِ تستطيعين أنْ تَكونِي عروسي وأنْ تكوني متّحِدةً بي، لِذلك، رعَيْتُ اتّحادَنا، أَرأيتِ؟ لقد قَدَّستُ قرانَنا بِوضعي خاتِمًا في إصبَعِك. اعمَلي معي وتَذَكّري أنّنِي قُدّوس. لا تنسي أبدًا هذا[3].

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

 

3/4/1987

 

*   أنا أنظرُ إليكِ. تَذكّري أَنّنا متّحِدان. أنا هو الله وأُحبُّكِ.

*      أنا أيضًا أُحبُّكَ يا ربّ!

*  كُلي منّي. أُحبُّكم جَميعًا. لَقَد قُلْتُ أنّ ملكوتِي على الأرض سيَكون كما هو في السَّماء. سأقْتلِعُ كلَّ شرّ، وأُثَبِّتُ خدّامي المخلصين. أنا هو الله وكلِمتِي أَكيدة، لا تَخافي يا صغيرتِي، لأنّنِي أنا هو مَن يقودُكِ. أنا هو العَلي. سأُقدِّمُ خُبزي لِكلِّ البَشرية مهدئًا هكذا جوعَها، لَكِن أُريدُ مِنها الحبَّ بالمقابل. أنا عطشانٌ إلى الحبّ. قولِي لَهم لِيَعلَموا كَم أنّ شَفَتَيَّ جافّتان مِن العطش.

)  لـقد ميّزتُ يسوع. حضورُه كان واضحًا، كانت شفتاه جافَّتَيـن، مشقَّقتيـن ومتوّرمتين. كان يَجِدُ صعوبةً في الكلام لأنّ فَمَه كان جافًّا ويَكادُ لا يستطيعُ التلّفظ. وكأنه عائدٌ من صحراءٍ حيث كان مَحرومًا من المياه لعدَّة أيام. كانت صورةً تثير الشفقة.)

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

 

4/4/1987

 

)  خلالَ إقامَتِي في سويسرا، تَأمّلتُ الناسَ وطريقةَ عَيْشِهم. كثيرون، كما في كلِّ مكان، لديهم مشاكلُ يوميّة، بعْضُهم أكثر من البعض الآخر. كثيرون كانوا يَبْدون يائسين وفي صِراع. لَم ألاحظْ هذا أبدًا قبلَ اقترابِ الله.)

*  نعم يا فاسولا، أُريدُكِ أَنْ تَري كلَّ شيء، أريدُكِ أنْ تَري وتَسْمَعي كلَّ ما يقولونَه. أنا حزينٌ لِسماعي ورؤيتِي خِرافي.لماذا نسونِي مع أنّنِي معزِّيهم؟ أستطيعُ تعزِيَتهم. ويستطيعون الرّجوع إليّ.

)  هنا تساءلتُ إذا كان الآب أم يسوع.)

*   فاسولا، أنا واحد. أنا واحد! فاسولا، أنا الله الَّذي منحَكُم الحياة. لقد أوجَدت كلمتِي. أتيتُ إلى الأرض بالجسد. أنا واحد. إنَّنِي أُباركُكِ يا فاسولا. الثالوثُ الأقدسُ هو واحد. أنا واحد.

)  فكّرت أنْ أسألَ كهنةً عن هذا الموضوع.)

*  مَعي سَتَتَعلّمين.

)  لاحقًا )

*  ابنتِي، عندما تَدْركين كم أنّ العالمَ أصبَحَ غيرَ مبالٍ بِي تَفْهمين مرارتي. لقد امتلأ كأسُ رَحْمَتِي وكَذلك كأسُ عدالتِي. إنّهم يؤلمونَنِي، ويسْقونَني المرارة بِخلقِهم الثوراتِ[4]وبِتمرّدِهم عليّ وعلى شريعتِي. إنّني اللهُ الحيُّ ذاتُه، لكن شعبِي لم يعُد يَعرفُ المخافة، إنّه يتحدَّاني، ويَسْتفزُّني! إنّ خَلقَهم كانَ مصدرَ ابتهاجٍ لي. لماذا يتمرّدون عليّ؟ إلى مَن يَستطيعون الالتِجاء؟ أنا أتعذَّب. أين يعتِقدون أنْفسهم متّجهين؟ إنَّ جَسدي مُتعبٌ وجَريح، إنّ جسدِي لَبِحاجةٍ أَنْ يَستريحَ ويُسكَّن.

*     يا ربّ، هل تقصدُ الكنيسة؟

*  نعم، إنّ جَسدي هو الكنيسة. فاسولا، أَرغبُ بِتَقْويَةِ كنيستِي، أَرغبُ بِتَوحيدِ كلِّ كهنتِي، كجيشٍ، كجيشِ خلاصٍ. إنّ خرافِي مُشتّتة، على الكهنة أنْ يتَّحِدوا جَميعُهم.

*      إلَهي، شخصيًا، أنا تعمّدتُ في الكنيسة الأرثوذكسية – اليونانية. من تَقصد يا إلَهي؟ الكاثوليك، أم البروتستانت، أم البِدَع؟ أَم الديانات الأخرى؟ إذا تَجرّأتُ على السؤال، فلأنّ هذا موجود.

*  آه يا فاسولا، يا فاسولا، أنا واحد. أنا الله، إنّنِي واحد. لَقد خلقْتُ جَميعَ أَولادي بِيدي. لماذا كلُّهم مُشتَّتون؟ أَرغَبُ بالوِحدَة[5]. أُريدُ أَنْ يَتَّحِدَ أولادي. أنا إلَهٌ واحِدٌ ويَجِب أنْ يفْهَموا أَنَّ الثالوثَ الأقدسَ هو الكلُّ في واحد! الرّوح القدس والآب الأزلِي ويسوع المسيح الابن، الثلاثة هم واحد. فاسولا، تَمَسّكي بِي، تعلّمي
منّي.

*      إلهي، وماذا عن النّور؟

*  أنا هو النّور ، أنا واحد.

 

 

 

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

 

5/4/1987

 

*  فاسولا، أُحبّكِ بلا حدود. سأَجْعلُكِ تَشْعرين بقلبِي كي تذوقي حبّي.

)  وضعْتُ يَدي على صدرِ يسوع وشعَرْتُ بِقلْبه يَخفِق بسرعة.)

*  كلُّ دقّة مِن دقّاتِ قلبِي هي نِداء لِنفس. لقد تُقتُ لأنْ يَسمعَنِي أحبّائي ويَقتَرِبوا منّي . أليومَ أخذْتُ جوهرَ حُبِّكِ لِي، لأسْتعْمِلَه لِشفاءِ نفسٍ يا فاسولا.

)  لقد شعرتُ بذلك…)

*   أيّتها البَشرية، عِيشي بنوري[6] .

*     أحبكَ يا إلَهي.

*  يا امرأة، عيشي فيَّ[7].

*     عَلّمْنِي أَنْ أُحبّكَ أكثر.

*  محبوبتِي، تعالي، دَعينِي أُخبِّئْكِ في قلبِي[8]، اعْمَلِي مَعي، لا تَملّي أبدًا من الكتابة. لا تنسي حضوري.

 

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

6/4/1987

 

)  أسبوعان قبل الفصح.)

*  فاسولا، تَحضَّري لآلامي، كَرِّسي ذاتَكِ لي. ستَشْعرين بآلامي. إنّنِي أُحضِّرُكِ لِصَلبِي. سأَتَعَذّب، لكنَّكِ ستشاركينَنِي عذاباتِي، يا محبوبتِي، ستَشْعرين بِنزاعي وبِجراحاتِي. هل ستتألّمين مِن أجلي؟

*     سأعملُ مشيئَتَكَ.

*  تعالي، لنَسْتريح الواحد في الآخر .

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

7/4/1987

 

)  أشعر بأنَّ الرِّسالَةَ تسْحَقُنِي وأنّنِي وحدي مع كلمةِ الله الَّتي تُثقِّل عليّ دونَ أنْ أَعرِفَ أين أُلقيها. لا أعرف ماذا أفعَل! أشعرُ بأنّنِي مُجَرَّدَة فوقَ كلِّ يَقين، ووحيدة، وحيدة مع هذا الحِمْل.)

*  فاسولا، هل تَخَلّيتُ عَنكِ يومًا؟ أنا الله. اتّكئي عَلَيَّ؛ ثِقي بِي.

*     نعم، يَجب أن أفعلَ ذلك، لكن هناك أوقات يتجاوزُنِي فيها الأمر. إنَّ ذلك أقوى منّي، أشعرُ بالمسؤوليَّة.

*  ابنتِي، إصبري، وثقي بِي، تعالي إليّ، سأُعزّيكِ.

*     أحبّكَ يا أبِي، فوقَ كلِّ شيء.

)  شعرْتُ إلى أيِّ حدٍّ كان مستعدًّا لتعزيتي.)

*   أحبُّكِ، يا ابنتِي. سأُشْعرُكِ بآلامي عندما يقْتَربُ صَلبِي. سآتِي إليكِ وأتركُ لَكِ مساميري وإكلِيل الشَّوك خاصتي. سأُعطيكِ صَليبي. محبوبتي، شاركيني بآلامي . ستَشْعرُ نفْسُكِ بالقلقِ الَّذي شَعرْتُ به، ويَداك ورجلاك بالأوْجَاع المُبرَّحة الَّتِي عانيْتُها. فاسولا، أُحبّكِ وبِما أنّكِ عروسي، أَرغَب في مشاركتِكِ بكلّ ما لديّ. صدّقيني، سَتكونين معي. فاسولا، لا تَخافي، لأنّنِي أنا يسوع، معكِ. تعالَي، ستَفْهَمين تدريْجِيًّا، كيفَ أَعْمَل.سَلامِي لَكِيامحبوبتِي. لَقَد هَيَّأتُ مَكانًا لكِ.

 

 

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 8/4/1987

 

)  أليوم عِندي أشياء كثيرة لأقوم بِها، لكنّي لا أستطيعُ أَنْ أمْتَنِع عن المجيء إلى الله. فَطَلبت بسرعة من يسوع:)

*      كلمة واحدة، يا ربّ، فقط كلمة واحدة!

*   فاسولا، كلمة واحدة؟

                                 " الحـــبّ    "

*      أُحبُّكَ!

)  عندما قُلتُ له "كلمة واحدة"، كنْت أتوقَّع مع ذلك جُملة صغيرة…)

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

9/4/1987

 

)  خلال إقامتِي في سويسرا، كنْتُ أتَساءلُ أين سيكون يومًا منزلِي، إذ كنّا ما زلنا نُفتّش متردّدين كثيرًا.)

*  أشعري بِحضوري.

)  رأيت يسوع يُرينِي قلبَه.)

*  مسكَنُكِ هو هنا… في وَسَط قلبِي! ابنتِي، مَجّديني بِجذبِكِ النّفوسَ إليَّ.

)  عندما عَلِمَتْ أختِي الكبرى بالرَّسائلِ لأوّلِ مرّة قَرَأتْ النُسَخَ الخمسَ الأولى.

تأثيرُها عليها كان أنَّها عالجت خلافًا عائليًّا قائمًا منذ ثَمانِي سنوات مع ابنةِ عمِّها. هما الآن صديقتان من جديد. عند عودتِها إلى "رودس RHODES"حيث تَعيش، أرَت زوجها الرَّسائلَ. فقرأَ في المساء الدفترين الخامس والسادس فعَجِز عن النوم وراح يصلّي طالبًا من الله غفرانَ خطاياه. حينئذٍ أُعطيَ رؤيا مشابِهة لِلَّتي حَصلْتُ عليها في
26/3/1987. رأى حديقةً جَميلة، ثُمَّ شمسًا مكوّنة من ملايينِ الملائكة، فأدخله الله فيها كما فعلَ معي. وعندما شعرَ بأنَّ حُضورَ الله قريبٌ جدًّا، ارْتَجَف وراح يَبْكي.
فأيْقَظ أخْتِي ليخْبِرَها بالذي جَرى فذُهلت وانْتظرا الصباح بِفارغ الصبر ليَخْبرانِي بذلك.

وبعد ذلك، في سويسرا، وجدْتُ كتابًا اسمُه "كتاب أحنوخ Enoch". فتحته صدفةً قبل أن أبدأَ في قراءتِه فوقعتُ على مقطعٍ يُخبر فيه "أحنوخ" عن إحدى رؤياه، التي تتكلّم عن النور. فوصْفهُ كان مشابِهًا لرؤيتِي في 26/3/ 1987. أراد اللهُ أنْ يؤكِّد لِي صحّةَ رؤيتِي!)

*  أُحِبُّ خِرافي. وَحِّدِي خِرافي. كلُّ مَنْ يقرأُ رسالتِي، يأكُل مِن خبزي. كلُّ الَّذين ينالون علامةً منّي، أَرغبُ بأن أُنيرَهم بِنعمتِي[9]. أرسمي علامتِي.

 

     . كلُّ ما كان مكرّرًا فَعَلتهُ لأجلِ تَنميتكِ، كنتِ بِحاجة لذلك . يَجِب أنْ تُسمىَّ رسالتِي رسالة السَّلامِ والحبّ.

)  هذا مُريع، أنا واقِعية كثيرًا، وكثيرةُ الشكوك، أليوم أعْجَز عنِ الامْتِناع عنِ الشكّ ثانية. لماذا أنا متقلِّبةٌ هكذا؟ مع أنّني أعلم جيّدًا أنّني أعجزُ عن السَّيطرة على يدي وأفْقدُ كلَّ قوّةٍ عندما "يستعملها" الله. فهو يَستطيع رَمْيَ القلمِ مِن يدي، كما انّه يَسْتطيع قيادتَه بِلمسةٍ خفيفة! كلُّ هذا يَحصَل لي! لقد قدَّمَ لِي براهينَ كثيرة، ومَع ذلك ما زلتُ أشكّ، مرّات عديدة! مع الخوف من أن أُضلَّ الآخرين!)

*   محبوبتِي، أنا الله، أعْطيني ضعْفَكِ ودَعي قوّتي تُلاشيه.

)  كمْ يَجِب على الله أنْ يكونَ صبورًا مَعي ليَتَحمّلنِي… أعْتقِد أنّني السَّببُ الرئيسي لشكوكي لأنّنِي أعْرِفُ ذاتِي وأُقارنُ نَفسي مع الَّذين تقرَّبَ منهم اللهُ وتلقّوا منه الرَّسائل. كم كانوا طيّبين ومُؤهَّلين! هذا ما يُلْفتُ انتباهي، وكأنّنا نُقارنُ الليلَ بالنهار. ولكنَّ هناك شيئًا إيْجَابيًّا، على الأقل أُحبُّ الله بِعُمقٍ وفي هذا المَجال لا أحدَ يستطيعُ أنْ يقولَ لِي إنّه ثَمرةُ مُخيّلتِي، أم، كما قال لِي كاهنٌ، أنّ الشيطان يستطيعُ وضعَه في رأسي! لو كنتُ ضعيفة وأخذت بِمَحْملِ الجدّ كلَّ ما سَمعت لَكنْتُ تَمزّقت.

أليوم، قالَت لي امرأة كانت قد بدأت دراسة " فرويد " أنّ كلَّ هذا يستطيعُ أن يكونَ في وَعيْي الباطنِي: عقدة حبّ الله! أن نُحبَّ الله يَعْنِي أنّنا مرضىً نفسًا!

نظريتُها أو نظريةُ "فرويد"، لا تؤثران بِي إطلاقًا. إنّ اللهَ قد حذَّرنِي بِخُصوصِ هذه النَّظريّات التِي سيَتَّهِموننِي بِها. وبالأكثر، فأنا لست من مُحبِّي "فرويد"، إذ أنَّه ملحدٌ، ولسنا بالنسبة له سوى مادة. حتّى "يونغ" JUNG قد تَخلّى عنه!)

*  يا طفلتِي، إنّ الناسَ يَحْكمون دائمًا بِطريقة بشريَّة؛ أنا إله مُمتلئ رحمةً وحبًا"، ولكنَّ القليلين يفْهمونَ ذلك …

*     لكن يا إلهي، لقد اخْتَرتَ شخصًا غيرَ أهلٍ، وهذا ما يُشَكّكنِي!

*  أنتِ أيضًا ابنتِي! إنّنِي أُحِبُّ حتّى الأكثر بؤسًا مِن بينِكم.

 

 

 

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

10/4/1987

 

*  تَذَكّري، إنّ صلبِي دامَ ساعات، لقد تعذّبتُ عدّةَ ساعات. وسالَ دمي بكاملِه. أُحبُّكِ، تعالَي وعزّينِي بِحبِّكِ لِي.

)  بدا يسوع حزينًا ويَتوق لأن يُعزّى، وهو في هذه الأيام يُذكِّرُنِي باستمرار بصَلبِه ويَمنحنِي رؤًى عنه. أحيانًا كنتُ أشعرُ بِحضورِه تَمامًا وكأنّنِي أستطيعُ أَنْ ألمسَه كما كنتُ أشْعرُ بتَنقل الهواء مع كلّ مِن حركاته!)

 

 

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

16/4/1987

 

)  خَميس الغسل، حَضَرْتُ مع الطقس الأرثوذكسي تكريمَ الصليب. بعد الزيّاح، وُضِعَ الصليب في وسط الكنيسة وتقدّم كلّ المُؤمنين لتقبيلِه. كان هذا بعد 15 سنة من بُعدي عن الكنيسة، بَعد الرّتبة، قال لِي يسوع:)

*  فاسولا، كنت حاضرًا في كنيستِي، أسيرُ أمامَ صليبِي. توقَّفت بِضع ثوان أمامك[10]. ابنتِي، لقد انْتظرتُ كلّ هذه السِّنين، أنْ تأتِي إلى كنيستِي الحبيبة[11].

*     ربّي ومُخلّصي، لقد فتّشت عنّي فعلاً، فوجَدتنِي وقُدتَنِي إليكَ وإلى كنيستِكَ. وذلك منذ سنين… لقد انتظرتَ سنين عديدة!

*  لقد بقيتُ أمام صليبِي وباركْتُ كلّ شخص أتى لعِبادتِي.

 

 

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

17/4/1987

الجمعة العظيمة

 

)  في نِهاية الذبيحة الإلهية، في الجمعة العظيمة، وزَّعَ الكاهنُ على المخلصين الزُّهورَ الَّتِي كانت تَغمرُ قبرَ يسوع. مع انّه كان يوزِّعُ باقات، أنا لَم أحصل إلاّ على ثلاثةِ أزهارٍ فشَعَرتُ ذلك كعلامةٍ مِن الله لِيذكِّرنِي سرَّ الثّالوث الأقدَس. مرَّ يومان دونَ أن أكتبَ مع الله فَفَقَدَنِي ذلك كثيرًا، لأنّنِي عندما أكتب، كما في التأمل، أكونُ باتِّصالٍ مع الله وأشعرُ بِه بِحرارَة.)

*     إلَهي، لقد مرَّ وقتٌ طويلٌ!

*  كَم مِن الوَقت؟

*      يومان!

*  يومان يا فاسولا؟ وأنا مَن انتظركِ طيلة سنين، ماذا عليَّ أنْ أقولَ إذًا؟

*      إنّنِي عاجِزة عن الكلام، يا يسوع. أعْتَذِرُ لأنّنِي جَرَحتُك. أغفر لِي!

*  تعالَي، أنا أغفرُ لكِ. كلّ ما أرغبهُ مِن أحِبَّائي النّفوس هو أن يَدَعوني أسْتَولي على قُلوبِهم لِبِضعِ لَحظاتٍ فقط وأنْ يَسْمحوا لِي بِسَكبِ حُبِّي اللامتناهي .

)  قالَ يسوع ذلك بِكثيرٍ مِن الحنانِ والحبّ!
عندما يَقْتربُ منّي الله لِيمنحَنِي رسالةً هامّةً وطويلة، يُهاجِمُنِي الشَّيطانُ أو الأرواحُ الشرّيرة. لا أشعرُ بذلك جسديًّا، ولَكنَّ ما يُسمح لَه أنْ يفعلَه هو أَنْ يتدّخلَ مِن خلالِ الكتابة فيَشْتمنِي ويلْعَننِي. بعد أَنْ علّمَنِي الله تَمْييزَ الفَّرق ومَعْرِفة كلِماته، أصْبَحْتُ أَمنعهُ من متابعةِ كلماته، وهذا ما يُغضِبُه كثيرًا. وإذا غَفَلَنِي شيءٌ، يُجمّدُ اللهُ يدِي فأعْجزُ عن الكتابة. وتكونُ الْهَجماتُ قويّةً بِقدر ما ستكون عليه
رسالةُ الله. تعلّمتُ الآن طرقَ الشيطان…لِذا أنا لا أستسلِمُ، رغم شعوري باليأس.)

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

23/4/1987

 

)  أحيانًا أتساءلُ ماذا تَعْنِي الحرّية. قبلَ نداءِ الله، كنْتُ أعْتقِد نفسي أيضًا "حرّة". كانَت حياتِي العائلية مُنْسَجِمة ولَم يَكُن لَدَيّ أيّةُ مسْؤوليَّة، أيُّ همٍّ كهذه الرِّسالةِ الَّتِي تُثقِّلُ عَلَيَّ، ولَكِن حينها كنتُ بعيدَةً عن الله. وفَجأة، نادانِي الله...في البداية لَم يُعْجِبْنِي هذا، لأنَّنِي لَم أَكُنْ أُحبُّ الله، ولَكن في وقتٍ قليل، خلال ثلاثة أشهر، بشَّرنِي وعلَّمَنِي أَنْ أُحبَّه. والآن، بعد انقضاء ثَمانية أشهر، أُتِمَّت[12] الرِّسالة تقريبًا. هذه الظاهرة تُثقلُ عليّ وأُفتّشُ كيف أستطيعُ رفْعَها عنّي؛ إنَّ عبأها ثقيلٌ جدًّا!! ما هي الحريّة؟ إنّ هذا الثِقلَ لا يُحْتَمَل!)

*   أنا الرَّب سأُعْلِمُكِ ما هي الحريّة. اكْتُبِي: إنَّ الحريّةَ هي أنْ تتحرَّرَ نفسُكِ من اهتماماتِ العالَم فتُحَلِّق نَحوي، وإلَيَّ. أنا الله، أَتيْتُ وحرَّرتُكِ. أَنتِ حُرّة الآن. عندما كنتِ متعلِّقة بالعالَمِ يا فاسولا، كنتِ سجينةً لكلِّ إغواءاته. والآن لَقد حُرِّرَتْ نَفْسُكِ كالْحَمامة. كُنتِ في القفصِ يا مَحبوبتِي، في القَفَص. دَعِي نَفْسَكِ تَطيرُ بِحُرِّيَة، دَعِيها تَشْعُر بِهذه الحرّية الَّتِي أمنحُها لِكلِّ نفوسي، ولَكنَّ بعضَهم رفَضوا هذه النِّعمة المجّانيَّة. إحذَري مِن أن تَقَعِي مِن جَديد، وتتكبَّلِي فتُوضَعي في القفَص؛ لَقَد حرّرتُكِ . بينما كنتُ مارًّا، رأيْتُكِ في قَفَصِكِ تَضمحلِّين ببطءٍ وتَموتِين يا فاسولا، كيف يستطيعُ قلبِي أنْ يَرى هذا ولا يَفتَديكِ؟ لقَدْ أَتَيْتُ وكَسَرتُ قَفَصَكِ لكنَّكِ كنتِ عاجزةً عن اسْتِعمالِ جَناحَيك، إذ إنَّ جِراحاتِكِ كانَت بلِيغة، لِذا حَمَلْتُكِ إلى مَسكنِي وشفِيْتُكِ بِحِنّيةٍ كي تَطيري مِن جديد. والآن، إنّ قَلبِي يَبْتهجُ كثيرًا لِرؤيةِ حمامتِي الصَّغيرةَ تُحلِّقُ بِحرّيةٍ ولأنَّها وصلَتْ حَيثُ كان يَجِبُ أَنْ تكونَ منذ البدء[13]!

أنا الرَّبّ، قَد حَرَّرتُكِ، جدَّدتُكِ وحرَّرتُكِ مِن شقائِكِ. لَم تَعُدْ عينايَ تُفارقُكِ، إنّي أُراقبُ حَمامتِي تُحلِّقُ بِحرِّيَة، عالمًا أنَّكِ ستعودين دائمًا إلَيَّ، لأنّك تَعْرفين مُخلِّصَك وسيّدَك. إنّ نفسَكِ لَبِحاجةٍ إلى حرارتِي، وتَعْلَمين أنّ مسكنَكِ الآن هو في وسطِ قلبِي، حيثُ رغِبتُ دائمًا أنْ تكونِي. أنتِ لِي الآن وأنا سيِّدُكِ الَّذي يُحبُّكِ.

)  عاودَتنِي فكرة ذهابِي إلى سويسرا، فَخفتُ إذ لعلَّنِي أتغيَّر هناك…)

*  فاسولا، لنْ أدَعَكِ تُلطِّخين نفسَكِ مِن جَديد. لا تَخافِي، سأكون دائمًا بِقربك وأُنقّيكِ. لِي أسبابِي كي تكونِي هناك.

)  حاولتُ التَّفكيرَ بأسبابِ الله، وعندها سألتُهُ.)

*  أُريدُ زرعَ بذوري في أوروبا. فاسولا، كونِي زارِعتِي، أُريدُكِ أنْ تَعيشي بين أشخاصٍ تَجْرحُنِي، فَتَرى عَيناكِ كلَّ شيءٍ وتتأمّلَ كيف أَصبَحَتْ حالُ خليقتِي، لِيَشعرْ قلبُكِ كَم أنّنِي قليلُ الأهميّةِ لَدَيهم، ولتَسمعَ أُذُناكِ كيف يُجدِّفونَ عليَّ ويَجْرحوننِي. أَلَن تنتفضَ نفسُكِ؟ أَلَن تُنادينِي عندما ستَرين وتفهَمين كيف نَسيَنِي شعبِي؟ فاسولا، إنَّ نفسَكِ ستكون عُرضةً للخبث، للفتور، لظلمٍ عميق ولِخطايا العالَم الرَّديئة. وكحمامةٍ تُحلِّقُ فوقهم، ستُراقبين العالَم وتَرين كلَّ حدثٍ بِمرارة. ستكونين ضحيّتِي، ستكونين هدَفي. وكالصيّادين الَّذين يُطاردون فريستَهم، سيُطاردونَكِ ويُسلِّطونَ أسْلِحَتَهم عَليكِ لِمُطاردتِكِ. سيَدفعون غاليًا لكلّ مَن يستطيع أنْ
 يُدمِّرَكِ
.

*     يا ربّ! ماذا سيَحْدُث لِي؟

*  سأُخبرُكِ بذلك، يا ابنتِي: لَن يذهبَ شيءٌ سدًى. ستتبدّدُ ظلالُ الأرض وتبْتَعد. سيُجرفُ الطين دائمًا مع أوَّلِ هطول المطر، لكنَّ نفسَكِ لَن تبتعدَ أبدًا.أنا الرَّبّ، أُذكّرُك بِجوابِكِ على سؤالِي. لقد سألتُكِ مرّة: "أيّ منزل أَهم، منزلكِ أم منزلِي؟ " فكان جوابُكِ صحيحًا بِقولكِ أنّ منزلي هو الأهم.

*     نعم، لقد قلتُ ذلك.

*  سأبقيكِ دائمًا في قلبِي، أُحبُّكِ.

*     أحبّك أيضًا.

*  لنَذهب، لا تنْسي حضوري!

 

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

 

26/4/1987

 

*  دعينِي أُخبرك يا محبوبتِي بأنّنِي وَضَعتُ تدابيري قبلَ أنْ تَخلقي. سنَعمل دائمًا معًا، أتُريدين ذلك؟

*     نعم أريدُ، إذا كنتَ تقبلنِي، رغم عجزي، يا إلهي.

*  أنا أُحبُّكِ يا فاسولا، سأُساعدُكِ. الأسبوع السّابق، أَقلقكِ وهاجَمَكِ الشَّيطان، ورغم ذلك، كتبتُ معكِ كلّ كلمة أَردْتُها. لقد حَمَيتُكِ.

*     عندما شتمنِي الشيطان؟

*  نعم، عندما كانَ يشتِمُكِ بِطريقةٍ شائنةٍ، أنا كنتُ أباركُكِ، لقد حَمَيْتُكِ.

)  لاحقًا )

*  فاسولا، دَعينِي أُخْبِركِ، أنَّكِ كلّما صَغرتِ، كلّما أنا ظَهَرْت. دَعينِي أتصَرّفُ بكِ وأَفْعَلُ بكِ مشيئتِي. كونِي لا شيء. اشعري أنّكِ لا شيء ودَعينِي أكون كلَّ شَيء فَتَصِلَ كلمتِي إلى أقاصي العالَم، وتَسْتَهويَ أعمالِي للسَّلامِ والحبِّ كلَّ قلب. اسمحي لِي أَنْ أُذكِّرَكِ بِشقائكِ، لأنّ ذلك يُجنـِّبُكِ الزّهوَّ مِن جرّاءِ كلِّ النّعمِ الَّتِي أَمنحُكِ إيّاها. كونِي مذبَحي النَّقي … يا صيّادَ البَشر، أرمِ شَبكةَ سلامي وحبّي في جَميعِ أنْحَاءِ العالم، وبعدها اِسْحَبها واجْعَلْنِي أبْتَهِج بِغَنيمتِها! عندما كنتُ على الأرض بالجسد، علّمتُ مَجموعةً صغيرةً مِن الرِّجالِ أَنْ يكونوا صَيّادي بَشر. تَركتُهم في العالمِ ليَنْشروا كلمتِي على البَشريّة جَمعاء.أنا الرَّبّ يسوع، سأُنشِئكِ وأُريكِ كيف تَمَّ ذلك العَمَل.

)  ماذا أستطيعُ أنْ أقول، كيفَ أستطيعُ أنْ أتـصرّف، بِمهمّةٍ كهذه! أشعرُ بثقـلِ الرِّسالَةِ أكثر فأكثر كلّ يوم. أُحبُّ إرضاءَ الله، ولكِن بأيّة طريقة؟ لا أرى أمامي سوى جبلٍ، وحِملُ هذا الكَشف كلّه عليّ.)

*  إنّنا نَحمِلُ صليبِي معًا. نَعمْ بالفعل، إنّه ثقيل لَكِنْ لا تَملّي، لأنّنِي أنا الرَّبّ، أُساعدُكِ. ابقي بقربِي، لَن أتَخلّى عنكِ أبدًا.

)  رغم ذلك، هذا كثير. إنَّ يسوع يشجِّعنِي على المتابعة.)

*  فاسولا، ألَم أُساعدْكِ حتّى الآن؟ إذًا، لماذا أتَخلّى عنكِ؟ اتَّكئي عَليَّ كليًا، ثقي بِي0 ما بدأتُ به وباركتُه، سأُتَمّمُه.

 

 

 

 

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

27/4/1987

 

*  فاسولا، أنا الرَّبّ واقفٌ أمامكِ .

)  كان يسوع هنا، يبتسمُ مُحاولاً أن يُرينِي مظهرَه: فتَحَ مِعْطفَه بِيدَيه ليُرينِي قلبَه. كان صدرُه مُشعًّا.)

*  ادخلي في قَلبِي، تَغَلغلي فيه، ودَعيه يَلتهمُكِ. دَعي قلبِي يُبهِجُ قلبَكِ، فيُشْعلَهُ ليُصبِحَ متوهِّجًا فيشّعُ بِسلامي وحبّي. تعالَي، لنبقَ معًا، اسْمحي لِي أَنْ أكونَ رفيقَكِ
 القُدّوس
. ابنتِي، هل تريدينَ ذلك؟

)  أشعر أنّي عاجِزةٌ عَن الاقترابِ منه. مَنْ أَكون، أنا، لأقترِبَ منه؟ إنّنِي أعي لأيّةِ درجةٍ أنا غيرُ مستحقّة. كيف نَجرؤُ حتّى على الكلامِ مع الله؟ لسنا سوى زمرةِ خطأةٍ كفّار! ونَجرُؤ أنْ نطْلبَ مِنه الْهِبات، وأن نَتَحاورَ معه! نَحنُ حقيرون جدًا وغيرُ مستحقّين وهذا يُشعرنِي بأنَّنِي مريضةٌ وأرغبُ في وضعِ كمّامةٍ على فمِي. والآن في حَضرتِه، وَضعْتُ حِجابًا بينه وبينِي إحترامًا لِحضورِه.)

*  ابنتي، ماذا فعلتِ؟ لماذا، يا ابنتِي، لماذا؟

*     لأحترمَكَ يا ربّي .

*  أريدُكِ أنْ تأكلي.

)  رأيتُ الخبزَ في يده.)

*   خذي جسدي يا صغيرتِي. يَجب أنْ تَرفعي هذا الحجاب لِتأخذي جسدي[14]. تعالَي، أريدُ رفعَ هذا الفاصلهيّا خذِي خبزي، اقتربِي.

)  أخذت الخبز من يده.)

*  أَتدركين كم أنّني أبْتهجُ بتغذيّتِكِ؟

)  كان يسوع مُمتلئًا مِن الحبّ وسعيدًا.)

*  هل تشعرين بِفَرحي يا فاسولا؟ أعْطينِي ضعفَكِ وبؤسَكِ لأُلاشيَهما بقوّتِي ورحْمَتِي. يا حَمامتِي الصَّغيرة، حلِّقي بِحرّية، ولكن عودي إليَّ دائمًا وخُذي خبْزي، أُحبّكِ.

*     أنا أيضًا أُحبّكَ، يا ربّ.

)  بعد ذلك، شعرْتُ طيلةَ النَّهار بِحبِّهِ عليّ. كيفَ أفسّره؟ وكأنه انْخِطاف؟ وأنا في هذه الحالة شعرتُ بِحضورِه بعمقٍ أكثر من العادة. لاحقًا )

*  لَقد رأيتِ الكفنَ المقدّس حيثُ دَخَلْنا وسَمَحتُ لِعَينيكِ أنْ ترياه مَحروسًا بالسّاروفيم. أليَوم أُريدُ أَنْ أُريكِ ماذا يوجدُ داخل كفنِي المقدّس. أترين هذا الشّعاع القويّ الموجّه على كتاباتِي المقدّسة؟

*     نعم يا ربّ!

*  إنَّها كتاباتِي الأكثر قداسة والَّتِي كُتِبَتْ قبلَ أنْ أخلقَكم. كتابي المقدّس يَحْتَوي على أسرارِ ومفاتيحِ سَماواتِي وكلّ خليقتِي. قُرب كتابِي المقدّس، وضَعْتُ ملاكَين لِيَحرسا كتاباتِي المقدّسة بِحرارة. تعالَي يا صغيرتِي، أُريدُ أنْ أُريكِ المزيد مِن مَجدي.

)  لقد قادنِي الله إلى مكانٍ حيثُ شعَرْتُ بانزعاج.)

*  هل تَرين هذا الجبلَ من النّار؟

)  يبدو جَميلاً ولكنّه خطرٌ.)

*  يسيلُ مِن جَنْبِه نَهران؛ كلاهما من نار.

)  يشبه ذلك أنْهارًا من سائلٍ بركانِي، لكنّه ذو لونٍ أحمرَ فاتح.)

*  أنا الرّبّ، سأُفرّق، في يوم الحساب، النّفوسَ الشرّيرة عن النّفوس الحسنة. بعدها، كلُّ خدامِ الشّيطان سيُرمون في هذين النّهرين مِن نار وسَيفنون تَحتَ أنظار الأبرار.فاسولا، سأسْمَحُ لعَيْنيكِ أنْ تريا أكثرَ ما في سماواتي، لأنّه يوجدُ أيضًا الكثيرُ خلفَ كَفنِي المقدّس. أيّتها الخليقة، ستتمُّ مشيئتِي، لأنّنِي أنا الله، الإله الصباؤوت. دَعينِي حرًّا بأن أعملَ فيكِ، سنَعْملُ معًا بِحبٍّ إلى أنْ أُثَبِّتَ أَعمالِي وعندها، سأَعودُ مع كتابِي المقدّس، وسأَجعلُكِ تقرأينَ مقطعًا وتَكْتبينه، فتُثبِّتين بِذلك رسالتِي للسَّلام والحبّ.

)  في منتصفِ الليل، استيقَظتُ بِسماعي صراخَ يسوع على الصَّليب. كان هذا الصّراخُ كلّه قلقًا، وهمًّا، كان مؤلمًا ومرًّا. كان كإحتضارٍ قويّ وطويل!)

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

29/4/1987

 

)  في صباح اليوم التالي.)

*   أنا الرَّبّ يسوع. هل سَمعتِ صراخي؛ هذا أنا مَن صَرخَ. هل أيقظتكِ[15]. لقد صرخْتُ عن صليبِي. كان هذا صراخي الأخير الَّذي أطلَقْتُه عِندَما كنْتُ لا أَزال في الجسد؛ صُراخًا كلُّه عذاب، ألَمٌ ومرارة، خرجَ مِن أعماقِ نَفسِي، وخَرَقَ أَعالِي السَّماوات. زَعْزَع أسسَ الأرضِ وفتّتَ قلوبَ أَحِبّائي، كما أنّه مزّقَ حجابَ الهيكل.لقد أقامَ مِن بعدي خدّاما مُخلصين، وأيْقظَ الأمواتَ مِن القبور، مُبدّدًا الأرض الَّتِي تَغْمرهم، كما أنّه صرعَ الشِّرير. صاعقةٌ كبيرةُ رجّت السَّماواتِ ذاتَـها، وانْحنَى أمامي مُرتَجِفًا، كلُّ ملاك، وهو يَعْبدُنِي بِصمْتٍ كلّي. وعندما سَمِعَت أُمي، الَّتِي كانت واقفة بِقربِي، صراخي، سَقَطتْ أرضًا على ركْبتيها، وَوَجْهُها مُمتلئ بالدّموع. حَمَلَتْ معها هذا الصّراخَ الأخيرَ إلى يومِ مَماتِها، كم تألّمْت… إنّنِي مُشبعٌ مرارة، ومـا زلت أتألَّمُ مِن فسادِ العالَم، مِن الإثمِ، مِن استباحةِ القانون والأنانية. إنّ صراخي يزدادُ كلَّ يــومٍ. لَقَد تركونِي وحدي على صليبِي، حَمَلتُ خطايا العالم وحدي على كتفيَّ ، تألّمتُ وحدي، متُّ وحدي سافكًا دمي الَّذي غمرَ العالَمَ كلّه، لأفتَديكم يا أحِبّائ . هذا الصّراخ نفسه هو الآن على الأرض صــدى للماضي. هل أنا أعيشُ في ظلالِ الماضي؟ هل ذهبَتْ تضحيتِي سدًى؟ كيف إذًا لا تسمعون صراخي على الصَّليب؟ لماذا تصمّون آذانَكم وتدعونه يَختفِي.  

*     يا ربّ، لِمن هي هذه الرِّسالة؟

*  لكلّ الَّذين لديهم آذان لتَسمعَ صراخي .

)  لقد تأثّرتُ جدًّا عندما علِمْتُ كم أنّه تألّم وحده ولا يزال يتألَّم.)

*     يا ربّ، إنّنِي أقبلُ أنْ أكون، كما قلت لِي في رسالة 23/نيسان، ضحيّتَكَ وهدفَكَ؛ دعنِي أحملُ صليبَكَ وأريحُكَ. دعنِي أواسيكَ. فأنا لست وحدي كما قلت[16]. أنا معكَ!

*  أُحبُّكِ يا حَمامتِي الصَّغيرة. لَقَد دلّلتُكِ بِجميع نِعمي. اسمحي لِي أنْ أستعملَكِ لِمنفعتِي ولِمجدي أنا. لاتتركي شيئًا لنفسِكِ، ولا تَهتمِّي إلاّ بِمصالحي أنا، مَجّدينِي، اعملي لِي، ضِيفي آلامي إلى آلامكِ.

*     أتَمنّى أن يُسبِّحَ العالَمُ أَجْمَع اسْمَكَ وأنْ يَصِلَ صوتُه إليكَ.

*  إنّ الوحدةَ ستُثَبِّت كنيستِي. إنّ الوِّحدةَ  تُمجّدنِي . فاسـولا، أحِبّينِ

*     علّمنِي أن أحبكَ كما تريد، يا ربّ.

*  سأفعل. لَن أتَخَلّى عنكِ أبدًا. لا تَملّي من حملِ صليبِي؛ أنا بقربكِ، وسَنتشاركُ بِحملِه يا محبوبتِي.

 

 

 

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

باريس، في عيد الفصح

 

)  عندما قرأ الإشْمَندريت الرِّسالة، قال لِي "هذه معجزة"، وكم أنّه رائعٌ أنْ يَمنحَنا الله رسالة. ولكن من جهّةٍ أُخرى، كم أنّ هذا مُريع. مُريع لأنّ هذه الرِّسالة تُظهرُ لنا إلَهًا حزينًا، إلَهًا متألمًا. إنّ الله يُعطينا رسالةً عن نزاعِهِ وحُزنه وكيف أنّه متروكٌ من الكثيرين. هذه رسالة مُحزنة.)

*      هل تعلَّمتُ شيئًا يا يسوع؟ لستُ أسألُ لأشعرَ بالإكتفاء لكن لأعلمَ على الأقلّ أين أصبحتُ، أقصد هل تقدَّمَتْ نَفْسِي بِقُربك؟

*  فاسولا، أنا يسوع، أمامكِ وأنتِ تَكبرين. لقد أحْيَيتُكِ مِن بينِ الأمواتِ وغذيّتُكِ. أنتِ تأكلين خبزي. إنَّ نُورِي يُضيءُ عَلَيكِ. أنا مُعلِّمُكِ وأنتِ تتعلّمِيـنَ مِنَ الحكمة.

*     يسوع، أنتَ تُذكّرنِي دائمًا أنْ أبقى صغيرة ولا شيء. الآن تقولُ لِي أنّنِي أكبر؟

*  نعم، يَجِب أنْ تكْبَري بالرّوح، بالحُبّ، بالحِشْمَة، بالتّواضع والإخْلاص؛ دَعي كلَّ الفضائلِ تنْمُو فِيكِ. ومع ذلك، ابْقَي خَالِيَة مِنَ الغُرور، مِنَ الإثمِ ومِنْ كلِّ المُمارساتِ الكريهة والمَمْقوتة بِنَظري. أُريدُكِ أنْ تُصْبِحي كاملة .

 

 

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

30/4/1987

 

*     يسوع، أريدُ أن أسألَكَ اليوم، إن كنتَ تَسْمح، أنْ تَمنحنِي رسالةً لِشخصٍ يَموت.

*  يَموت[17]؟ إنّها لا تَموت. بل ستتحرّر نفسُها؛ ستتحرّرُ وتعيش! ستأتِي إلَيَّ . ستكون نفسُها حرّةً. اكتبِي واخبريها كيف أُفتِّش عن كلّ نفس، كيف أُغذّي كلَّ نفسٍ جائعة، كيف يَمنحُ خبزي الحياةَ الأبدّية، كيف أُحيي المرضى؟ أَعلِميها أنّنِي إكسيرُ الحياة والقيامة .

)  لقد منحنِي يسوع رسالةً خاصّة لِهذا الشخص.)

 

 

 

 

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

1/5/1987

 

*  أنا الله، سأمنحُكِ القوّةَ الكافيةَ لِتستطيعي إنْجَازَ أعمالِي. لا تنكرينِي أبدًا، لا تُفتِّشي عن مصالِحكِ الخاصّة، ولَكِن عن مصالِحي أنا. دعينِي حرًّا باستعمالِكِ لأنزلَ الى الأرض من خلالِكِ، وأُعرّفَ عن كلمتِي، إلى أنْ آتِيَ وأُحَرِّرَك . فاسولا، سأكشفُ لكِ عن النهاية . إنّ النفوسَ المختارة لَم تَخَف يومًا من هذه السّاعة. سأكشفُ لكِ أيضًا خَمسةً من أَسراري. تعالَي الآن، وقبّلي جراحاتِي الْخَمسة  .

)  لقد قبّلتُ جراحاتِه، أوّلاً جراحاتِ يديه، ثم جراحاتِ رجليه ثم جنبِه. لكنّي لَمْ أفهَم قصدَ يسوع بعلاقة "الأسرار الخمسة" بالجراحات الخمس. تعلَّمتُ ألا أسأل أسئلة فضولية، إذ إنَّنِي أعلمُ أنه سَيُعلِمُنِي بالأمرِ في الوقتِ المناسب.)

*  فاسولا، سأُخبرُكِ عن أسراري عندما تتقدّمين أكثر. توسّلي نِعَمي وأنا أمنحُكِ إيّاها.

*     إلَهي وأبِي، أريدُ أنْ أسألَكَ شيئًا، فقط من أجلِ منافعكَ ومَجدكَ. أن تَصلَ رسالتُكَ إلى أقاصي الأرض وتَجْذبَ إليكَ قلوبًا كثيرة، أن تَتِمَّ مشيئتُكَ ويُمجّدَ اسْمُكَ القدّوس، وليفقُدَ الشرُّ تأثيرَهُ ويداسَ إلى الأبد. هذا ما أرغبُ به الآن. وفي كلّ مرّة تسمعُ فيها صوتِي من أجلِ طَلَبٍ ما فليَكن لِمجدِكَ. ولتَكُن كلُّ نعمة أطلبُها لِمجدِكَ، وكلُّ نداءٍ للمساعدة لِمنفعتِكَ وحدَكَ، دون أيِّ شيء لِي أنا. ولتكُن كلُّ قوّةٍ أطْلبُها لِمنفعتِكَ أيّها الإلهُ الكلّيُ القدرة.

*  صغيرتِي، ضَعي رجليكِ في أَثَري واتْبَعينِي.

)  لاحقًا )

*  هذا أنا يسوع.

*     يسوع؟

*  أنا هو. محبوبتِي، نادينِي "يا عروسي"، وأيضًا يا أبي. أُحبّكِ. تعالي، لنبدأ بالعمل[18]. أحبّينِي بِحرارة وكفّري عن آخرين يَجْرحوننِي.

*     كنت أفكّر يا إلَهي، كيف أستطيعُ أَن أكونَ كَحَمامة، تُحلّق فوق العالَم الفاسق، إذا كنتُ أنا بنفسي سيّئة، مليئة بالخطايا وبِنفس حالة الآخرين! سأعْجَزُ عن رؤيةِ كلّ شيء وسَماع كلّ شيء كما قلته لِي، لأننِي لست أفضل من الَّذين يَجرحونك…

*  فاسولا، كونِي فيَّ. إسعي لبلوغِ النَّقاوة؛ استقي من نقاوتِي الَّتِي أُقدّمُها؛ استقي وتنشَّقي منِّي، اشربينِي. إنَّ سعتِي لامتناهية وكلّ نفسٍ تستطيعُ أنْ تَسْتقي منّي.

*     بِحصولِي على نعمٍ كثيرة، مِن الْمُمكِن أَن أقعَ في الغرور فينتزعنِي الشَّيطان بسهولة!

*  سأذكّرُكِ دائمًا بِآثامِكِ وبظلالِ ماضيكِ، سأُذكّرُكِ كيف أنكَرْتنِي ورفضتِ حُبّي الكبير عندما تقرّبتُ منكِ، وكيف وجدتُكِ مَيْتةً بينَ الأموات، في الظّلمة، وكيف أَحيَيْتُكِ بِرحمتِي وحبّي الفائقَين، وحَمَلتُكِ إلــى قلبِي. تعالي لِنُصلّي قولِي:

يا أبـــــتِ

قُدْنِي حيثُ مَشيئتُكَ تُريدُنِي أنْ أذهبَ

 اسمَح لي أنْ أعيشَ بِنورِكَ

وأن أدفئَ قلبِي إلى أنْ يَحْترقَ

فيُعطي الحرارة لكلِّ مَن يَقْتربُ منّي.

لِيكُن اسمُـــكَ مباركًا

لأنَّكَ مَنَحتَنِي كلَّ هذه النّعم، رغم عَدَمي.

لِيكُن اسمُـــكَ مباركًا

للصَّلاح الَّذي فعلتَهُ لـي

وللرَّحْمَةِ الَّتِي أرَيْتَنِي عندما رَفَعْتَنِي قُرْبَ قلبكَ.

آميــــن.

لنُكَرّر. تذكّري أنّ كلّ النِّعم الَّتِي أَمنحكِ إياّها هي من أجل منفَعتِي الخاصة؛ لا تَحْتَفظي بِشيءٍ لكِ. مَجّدينِي وشاركي بِفَرحي.

*     أرغبُ بأنْ أتَمَكَّن من تَمجِيدِكَ، وأنْ يُسبِّحَ العالَمُ اسمَكَ، وتبلغَكَ صلواتُه مرتفعةً كالبّخور، وترنَّ تسبيحاتُهُ في السَّماء، كَدقّاتٍ تقرعُ على بابِكِ.

*  الحبّ سيغلبُ الشرّ. أحبّينِي مِن كلِّ نفسِكِ وكلِّ عقلِكِ. دعينِي أكون كلَّ شيء. أنا الرَّبّ، سأُملئكِ حتّى النّهاية.

*      إذًا، خُذنِي، رغم أنَّنِي لا شيء، وافعل بِي كلَّ ما ترغب. أنا لكَ.

*  تعالَي، أَبْهِجينِي دائمًا وأَسْمِعينِي كلماتِ اسْتسلامٍ كُلِّيّ. ابنتِي، أنا أحبُّكِ.

*      أُحبُّكَ يا أبِي.

 

 

 

 

 

 

عودة إلى بدايَة  الصَّفحة

 

 

 

 

 

 

2/5/1987

 

*  أنا يسوع.

*     يسوع، عندما يُهاجمنِي الشَّيطان ليخفّفَ مِن عَزيْمَتِي في الكتابة، أعْرِفُ أنّكَ ستُعْطينِي رسالةً هامّة.

*  عندي رسالَة للَّذين يُحبّوننِي[19] ويُضَحّون بأنفسِهم مِن أَجلي ؛ أرغبُ بأن  أُشجّعَهم بإعطائهم قوّتِي. أنا الكلمة، سأُظهرُ كلماتِي من خِلال هذه الوسيلة الضَّعيفة، سأنزلُ إلى الأرض مِن خلالِ هذه الرِّسالَة، وأجعلُ نوري يشعُّ عليكم جَميعًا. أُباركُكم، يا أحباءَ نفسي، أنا أُحبّكم! في أعماقِ نفسي الحميمة، توجدُ شعلةٌ حيّةٌ لا تنطفئ. أنا نقاوة وإخلاص وبَحرٌ من الغنَى. يا أحبائي، تعالوا استقوا منّي واملأوا قلوبَكم، تعالوا وتنشّقونِي، تعالوا وادخلوا في جراحاتِي المفتوحة، تعالوا واغمسوا نفوسَكم في دمي! اشربوا مِن نَبعي الحيّ كي تستطيعوا أَن تفيضوا فتُرَوُّوا هكذا هذه الصَّحراء القاحِلَة وتشفوا خرافي. استقوا من هذه الشّعلةِ الحيّةِ ودَعوها تلتهِم قلوبَكم! أُحبُّكُم إلى درجةٍ يعجزُ عقلكم عن فهمِها. تعالوا، لا تَملّوا مِن حَمل صليبِي المقدَّس، لأنَّنِي معكم، وأَحملُهُ معكم. اتبعونِي وابقوا بقربِي ولتَلحقْ أقدامُكم آثاري. لا تَملّوا من الكدِّ والألَم. مَجّدونِي ولتَرتفعْ أصواتُكم إلى السَّماء كَعَبيرِ البَخّورِ العَذب. سبحّونِي. أَفرحونِي ودعوني أَبتهج بكم، دَعونِي أَبتهج بِحبِّكُم لِي. املأُوا قلوبَكم من هذا الحبّ اللامتناهي واسكبوه على خِرافي لِتشفوها. اجْعَلوا كلَّ مَخلوقٍ حيٍّ على الأرضِ يَشعرُ بِدفئي، وكلَّ قلبٍ باردٍ ومُحجّرٍ يتلاشى ويَذوبُ في نقاوتِي داخلاً إلى جسدي لِيكونَ واحدًا معي! دعوا كلَّ ظلٍّ مِن الماضي يَتَحوّل إلى نفسٍ حيّة مُمتلئة صلاحًا وسلامًا وحبًّا. اجعلوا من خليقتِي جنّةَ عدن! اتَّحِدوا! اتَّحِدوا وكونوا واحدًا، لأنّنِي أنا الله، واحد. الوحدة تُعْطي القوّة؛ اتَّحدوا. كونوا زارعيَّ البارعين، تزرعون بذورَ سلامي وحبّي. خلقتُ بذورًا تصْنَعُ سَماءً على الأرضِ لأنّ ملكوتِي على الأرضِ سيَكون كما هو في السَّماء. خُذوا بذوري الموجودة في قلبِي، المطهّرَة بدمي، ووزِّعوها في كلّ مكان. أحِبَّائي، إنّنِي أحْملُ هذه البذور، وأرْغبُ بأنْ تدخلوا في قَلبِي لتنالوها. اسعوا للوحدة. سأَشْفِي أزهاري، سأُعطّرها، سأُنَمّيها، سأُزّينُ حديقتِي، سأُنعشُ قلوبَكم، وأُحييكم. خليقتِي! أُحبُّكِ! سأُشْرِقُ عليكِ وأدَع أشعّتِي الدافئة تُزيلُ هذه الغيومَ الثقيلةَ المُظلمة، وتُبدِّدُها بعيدًا. سيَخْرقُها نوري فَيُزيل كلَّ ظُلمة وكلَّ شرّ يثقّلان عليكم؛ هذه الظلمة الَّتِي لا تجلِبُ لكم سوى الضعف، والشَّقاءِ والأثم. ستُحيي أشعَّتِي كلَّ أزهاري وسأسْكبُ مِن السَّماءِ ندى استقامتِي وقداستِي ونقاوتِي وصلاحي وسلامي وحبّي. إنّي حارسُكُم المُخلص، بِعينٍ يَقِظة علَيْكم، تذكّروا أنّني نورُ هذا العالم. أنا الكلمة، سلامي معكم.

مَجّدوني، اتَّكئوا علَيّ ثابروا ولا تَملّوا من حملِ صليبي، وشفاءِ أولادي.

فاسولتِي، لا تَملّي أبدًا مِن الكتابة. أُحبُّكِ. ألحكمةُ ستثقّفُك.

*      أحبكَ يا ربّ. ولتكن مشيئتك.