HOMEMESSAGES

 

مقابلة للأب داود كوكبانِي مع السَّيدة فاسولا ريدن

¨        هذه المرة الثانية الَّتِي آتِي فيها إِلى لبنان.

منذ١٥ سنة وأنا أتلَقَّى رسائل من الرَّب ومن العذراء مريَم أمِّي، كلمات تأتِي لتوقظَنا روحيًّا ولتحيينا ولَو كان لدينا القليل مِن الايمان، تحييا وتُوقدنا.

كما قُلت كلّ شيء قَد قيل ويسوع بنفسِه يقولُ في الرَّسائلِ: "لا أريدُ أنْ أضيفَ شيئًا لكنِّي أجيءُ لأُذكِّرَكم بِما قَد قيلَ ولأقيمَ الامواتِ روحيًّا".

إنَّها رسالةُ رجاءٍ، لأنَّه عندما يتكلَّمُ الله، لا يأتِي ليعطيَنا أخبارًا سيِّئة، عن كوارثٍ ستحدث، لكِنْ عندما يتكلَّمُ الله، يعْطِي الرَّجاءَ ويرفعُ النَّفْس، لَكِنْ مثل أبٍ يأتِي لِيعاتِبَنا، مثلما الأب يُعاتبُ أولادَه الَّذينَ لَم يَقوموا بواجباتِهم، بِفروضهم، هو أيضًا يأتِي بدافِعِ حُبِّه ورحمَته ليعاتبَنا عمَّا لَمْ نَفعَله، لأنَّنا لا نَعيش الأنجيل، كثيرون من المؤمنين لَم يعودوا يعيشون أسرارَ الكنيسة المقدَّسة، إنَّهم مسيحيُّون بالاسم فقط، بطريقة ما إنَّهم ضحايا مُجتَمَعنا. يشفقُ الرَّبُّ كثيرًا تُجاه الخطأة الَّذينَ قد نَسوه، أنا أيضًا مثلاً عن هؤلاءِ الخطأة الَّذين نسوا الله، وكانَ عَلَيه أَنْ يأتِي ويُنادينِي بِنَفْسِه، ليس نداء لأستفيدَ منه روحيًّا بِمفردي ولَكنَّه نداء نَبَويّ، عليَّ، اليَوم، أنْ أنقلَ كلَّ ما أعطاني طوال ١٥  سنة لِمنفعةِ الكنيسة.

³   ³  أنتِ تقولين لِمَنفَعةِ الكنِيسة، إِذًا تعتبرين الرّسالةَ الَّتِي أَعطاكِ إيَّاها الرَّبُ يَجب أنْ تكونَ لِداخل الكنيسة، بمعنى الأمانة إلى تعاليمِ الكنيسة وفي طاعةٍ تامَّة للكنيسة؟

¨        الرِّسالة لا تتوجَّه لفئةٍ من النّاس، وليس فقط إلى الكنيسة هي لِجميع البشرية وللَّذين ليسوا مسيحيين لأنَّ الخالقَ لا يُفرِّق بيننا، وبين المسلمين، وبين البُوديِّين أواليهوديين،  كل هذه الخلائق تَخصُّه ويُحبُّها بِنفسِ الدَّرجة.

لَكنْ هناك فرق في الديانة، مثلاً المسيحيين الَّذين نالوا كامل الحقيقة سَيُطالبهم الرَّب أكثر بكثير من الَّذين لم ينالوا الحقيقة.

³        أنا أُوافقُكِ الرأي تمامًا على ما تقولينه، بِأنَّ رسالةً من الله تتوجَّه إلى كلِّ البشر لأنَّ الله يُحبّ كلَّ البشر فالبشر هم خليقته. لَكِنْ ما قصدتُه، هل الرِّسالة الَّتِي تتلقِّينَها وتَنشرينَها تَنسَجِمُ مَعَ الرِّسالَة الَّتِي تَنشرُها الكَنِيسَة، وبِطاعَةٍ كامِلَة لِلكَنِيسَة؟

¨        بِكلِّ تأكيد. إِنَّه يُذكِّرُنا بأَشياء كثيرة كالأفخارستيَّا. في الحقيقة عندما يتكلَّمُ الله يَعنِي أَنَّ هناك جحودٌ خَطِر، الله يتدَخَّل عندما لا تَجري الأمورُ جيِّدًا، إنَّه يُذكِّرُ أنَّه يوجدُ في الكَنِيسَة الأسرارُ المقدَّسة: الأفخارستيا، حضور الله في القربانة، الإعتراف، إنَّه يُذكِّرُنا بأَشياء كثيرة. في الإجمال الرِّسالةُ تَجعلُنا ندخلُ أَكثر في الكنيسة، نَدخلُ أَكثر في الله.

³        ألدُّخول أَكثر في الله؟ هذا هو السِّرّ الكبير؟

¨        أَجل، إِنَّ رسالة "الحياة الحقيقيَّة في الله" تُساعدُنا على الدُّخولِ بِعُمقٍ في الله لِنَملكَه، ونَدعَ الله يَملكُنا؛ من خلال علاقةٍ حَميمَة، حُبٍّ إِلَهي، إتِّحادٍ كامِل مع إِلَهنا، مع خالقنا؛ هذا تعليم بَسيط، كيف نتقرَّب من الله، كيف نصبحُ حَميمينَ مع الله، أن نكلِّمَه من قلبنا ببساطة، بساطة الأَولاد، إنْ تقرَّبنا منه بِهذه الطَّريقة نستَطيع أَنْ نعرفَ الله؛ فإنَّنا نَستطيع أَن نتكلَّمَ كلّ حياتنا عن الله دون أَنْ نعرفَه، دون أَنْ يكونَ لَنا علاقةٌ حَميمَةٌ مَعه. على كلِّ النّاسِ أَنْ يتقرَّبوا مِن الله بِطريقةٍ حَميمة وهكذا نَستطيعُ أَنْ نَفهمَ الله ونعرفَه فَنعمل مشيئته.

في الكتاب يقول يسوع: "ليس من يصرخ يا ربّ يا ربّ يدخل ملكوت السَّماء". وسيطردهم قائلاً: "إبتعدوا عنِّي فأنا لا أعرفكم". هذا هو المهمّ أَنْ نعرفَ الله. فعندما نعرفُ الله نعمَلُ مشيئتَه، وما هي مشيئتَه: مشيئته هي "أنْ نُحبّ"، إِنَّها أَساس كلّ باقي الفضائل، الجزر الَّذي يمسكُ باقي الفضائِل . في يوم الدَّينونة سَندانُ كلّنا على درجةِ الحُبّ الَّتي حصلنا عليها على الأرض. إذًا ألحُبّ مهمّ جدًّا، يساعدُنا الله كي نفهمَ أنَّ الحُبَّ هو "نعمة" هو موهِبَة، كلّ إنسان يستطيعُ أنْ يحصلَ عليها إذا استَسلَم إلى الله وأَعطى نَفْسه إلى الله. هناك رسائل تَقول: "يجب أنْ نَموت كلِّيًا عَن ذاتنا" ما يَعنِي أَنْ نَموت عَن ذاتنا:

أَي أَنْ نَموتَ عن أهوائِنا الَّتِي تُعلِّقنا بالأرض، عن الأشياء الماديَّة، خاصَّة الموت عن إرادتنا. أنْ نَموتَ عن ذاتنا يعنِي أنْ نَستَسلمَ كُلِّيًا وأَنْ نُصبِحَ "لا شيء"، "عدم"، "صفر" لأنَّنا عندما نصبحُ لا شيء يكون هذا أكبر عمل تواضع.

ألتَّواضع يعنِي أَنْ نكونَ لا شيء، أنْ نَمحوَ ذاتنا كي نستطيعَ أَنْ نصغي إلى الله ونسمعَ صوتَه. يقولُ: "إِذا متُّم عن نَفسِكم تسمعونَ صوتِي فتتحوَّلون، من خلال الرُّوح القدس". عندما يَجدُ الرُّوحُ القُدُس حواجزًا فينا، ما هي الحواجز؟ "الأهواء، العاهات"، لا يستطيع أنْ يعمل فينا، وأَنْ يعطينا كلَّ نُوره لِنَرى طريقَنا نَحو الله، ونَرى مشيئة الله، لذلك عندما نُفرِغ ذاتَنا كلِّيًا من أَهوائِنا، يبدأُ الرّوحُ القُدُس فينا، حقيقةً، يساعدُنا لِنذهبَ نَحو النّور، نحو الله، وبِهذه الطَّريقة نَستَطيعُ أَنْ نَتَحوَّل مِن صَحراء جافَّة "النَّفس" ونُصبحُ يقولُ الرَّبُّ حديقَة، وفي هذه الحديقَة يستطيعُ المسيحُ أَنْ يستَريحَ.

"يستطيعُ الرّوحُ القُدُس أَنْ يحوِّلَكم إلى قصرٍ حَيث يستطيع أن يكون ملكًا ويملك عليكم". يستطيعُ أَنْ يذهبَ إلى أَبعَد، يستطيعُ أَنْ يُحوِّلَ داخلنا، أي نفسَنا، إلى جنَّة، وفي هذه الجنَّة سنُمجِّدُه.

³        في عقائدنا الشَّرقيَّة لَدَينا العَديد من الشُّعراءِ المسيحيِّين وأَباء الكنيسة مثل القدِّيس "فرام" الَّذي عندما يتكلَّم عن مريم، أمّ الله، يقول في الحقيقة أنَّها الجنَّة الحقيقيَّة، مُحوَّلة بالرّوح القدس، ليست فقط القصر، أم قصر المسيح، ليست فقط السُكنى لكنَّها الجنَّة. هل لديك شيئًا بِهذا المجال؟

¨        نعم. تلقَّيتُ رسائل كثيرة من يسوع بِخصوص مريم العذراء، وما قلتَهُ يُذكِّرُنِي بِرسالة تقول: "نَزِلتُ من عرشي لأنزل في العرش الأخر العذراء مريم؛ ذهَبتُ مِن جنَّة لأدخل في جنَّة أُخرى". يتكلَّمُ كثيرًا عَنِ العذراء القدِّيسة، أحيانًا أَقولُ أَنَّ الله أشهى من العسل؛ لِذلك أرغب في أنْ يَعرفَ المشاهدين، أنْ نعرف الله يعنِي أنْ نتذوَّقَ أكثر مِنَ العسَلِ لأنَّه يَجِب ألاّ نعتبر الله كديّان فقط، سيكون ديّان في اليوم الأخير، سيأتي كديّان، لكنِ الآن هو عذب، أعذب من العسل، حنون، هو أب حَقيقِيّ. وإذا قرأتم بداية الرَّسائل، الآب كلَّمني أوَّلاً، وأكثر مَا أثَّر فيَّ، نَبْرة صوته، عندما كنت سَمعتُ صوتَه من الدَّاخل، تفاجأتُ، لأنَّنِي كنتُ أَفهم الله كَديّان، قاس، صوت ديّان، لكنْ بالطَّريقة الَّتِي كلَّمَنِي فيها الآب في البداية، تلاشَت كلُّ هذه الصور، كان صوته عذب، حنون، وخاصَّة أبويّ. بَنَويّ لِدرجة وكأَنَّ نَفْسِي كانت قد التَقَت به من قبل وكأنَّنِي أعرف هذا الشَّخص، كأنَّه من العائلة، كانت نَفْسِي منجذبة فيه وهو يُكلِّمُنِي لِدرجةٍ جعلتني أجيبه، عندما طرح عليَّ سؤالاً: نعم يا "بابا" عوضًا من نعم يا ربّ. فخفتُ، وقلتُ هذا الله الَّذي يُكلِّمني، فكيف استطعتُ أن أقولَ لَه "بابا". فالتفتَ نَحوي وقالَ لِي: "لا تقلقي، يا ابنتي، فهذه الكلمة هي بِمثابة جوهرة لي". وكان سعيدًا، وقال لي وهذا ما يقوله للجميع: "أَرغبُ في أَنْ تحبِّينِي لكن لا تستطيعين أن تحبِّيني بِوجود كلّ هذه المسافة بيننا، أنت بعيدة كثيرًا عنِّي، تعالَي إلَيّ، أُريدُكِ أن تكوني حميمةً معي، لَكِن لا تنسي أَبدًا أنَّني قدُّوس". الأثنان معًا، وهنا مخافة الله أي أن نعبدَه، نُسبِّحه ونصلِّي باحترامٍ تجاه الله، هذه هي مَخافة الله، ليس الخوف من الله. بالنِّسبة للخوف، يقولُ الله: "خافوا إِنْ تمرَّدتم عليَّ لأَنَّنِي سآتِي حينها كديَّان". لكنْ ذلك يَختلف عن مَخافةِ الله. فإن استَعمَلنا مَخافة الله لأنَّه قدُّوس مِن جهَة ومِن جهة أخرى نُسرِع إليه مثل الولد لِنكلِّمَه مباشرة مِن القلبِ بِبَساطَة الولد، ستعرفون الله أكثر وتدخلون فيه أكثر، هذا ما تكلَّمنا عنه في بدء حديثنا، كلَّما دخلنا في الله كلَّما زاد حبُّنا لله وللقريب وهذه كانت أعظم وصيَّتين أَنْ نُحبَّ الله بِكلِّ قلبِنا، وكلِّ نَفسِنا، وكلِّ قوَّتنا، وكلِّ ذهنِنا، والوصيَّة الثانية أنْ نحبَّ قريبنا حُبّنا لِنَفْسنا. لِذا لِنصل إلى هنا أقصد الجميع، كلّ البشريَّة، المسلمين، اليهود، المسيحيين، فلدينا جَميعنا الوَصايا العَشر. ولِنستطيع أنْ نتبعَ الوصايا، يَجب أن نبدأ في الوصيّ‍َة الأولى، والوسيلة لندخل في الوصيَّة الأولى هي أنْ نكونَ حَميمين مع الله، ألمفتاح هو أنْ نكونَ حَميمين مع الله، وهو يعطينا المفتاح، دون أنْ نَنسَى أنَّه قدُّوس، الأثنين معًا.

فهذا جزء من الرِّسالة، وبعدها تتقدَّم الرَّسائلُ كثيرًا لِتُدخلَنا في الله فَنُصبحُ مغمورين بالرّوح القدس، وذلك يعجبنا، فَنَغوص بالله.

أَقولُ أَحيانًا أرغبُ في أنْ أكون "سائلاً" كي أذوبَ كلِّيًا في الله.

³        أي أنْ يَبتلعَكِِ الله.

¨        وكلَّما أَحَبَّنا الله كلَّما أَردناه. فنَحصل على الصَّلاة المستمرَّة. لأنَّ الرَّبّ يطلبُ منَّا أَنْ نُصلِّي بلا انقِطاع. هنا سيَنذهل الجميع. سَيَقولون لا نَستطيع، لَدينا العَمل، الْمَكتب، المنزل، العائلة. ماذا تَعنِي الصَّلاة المستمرَّة؛ شرَحَ الرَّبُّ لنا، قالَ: "لا أَريدُ منكم أَنْ تَمكثوا ساجدين طيلة النَّهار واللَّيل، ليس هذا الصَّلاة بلا انقطاع، إنَّما هي أَنْ يَرغبَ قلبُكم فيَّ أنا إلهكم طيلة النَّهار"، أنْ نصلَ إلى هذه الدَّرجة يعنِي أنَّنا نُطبِّقُ الوصيَّة الأولى، لأنَّنا نعطش إلى الله، لأنَّنا التَقينا بالله ونحن نعرفه أكثر الآن.

³        أُريدُ أَنْ أَسأَلَكِ أَيضًا سؤالاً، هناك قدِّيس كانَ يقول: "إِن كنتَ لا تُصلِّي إِلاَّ وقت الصَّلاة فأَنتَ لا تُصلِّي إطلاقًا". لأنَّ كلّ حياتِي يجب أنْ تكونَ صلاةً لأنَّه في الحقيقَة كلّ حَياتِي هي أَنْ أَرغب في الله.

ألنّقطة الَّتِي أُريدُ أَنْ أتوقَّفَ عليها معكِ هي "l’aspect euquaristique" في "الحياة الحقيقيَّة في الله". لَو كلَّمتينا قليلاً عنِ الأفخارستيَّا في هذه الرِّسالة.

¨        إنَّ الرَّبّ يسوع يتذمَّر كثيرًا من قلَّة الإحترام وقلَّة الأيمان، وهناك لِسوء الحظّ، يَجِب قوله لأنَّه في الرَّسائل، قلَّة إيمان حتَّى عند بعض اللاهوتيين، وبعض الكهنة، وبعض الرّعاة. أعرف قصَّة مريعة أخبرني إيّاها أحد المطارنة في الولايات المتَّحدة عن أحد الكهنة الَّذي رمَى فتات القربان في "كرسي الحمام". ليس أنَّ الجميع متشابهون لكِنْ هذا خطير هناك قلَّة احترام. يطلب منَّا الرَّبّ كثيرًا العبادة للقربان الأقدس، النّاس لا يمارسونها أي عرض القربان لِنعبده. ألأفخارستيَّا تحيينا، هي مضادّ لِسمِّ الشَّيطان الَّذي يُسمِّمنا كلّ يوم. يَجب تناول الإفخارستيَّا بِجدارة وبِحال النّعمة. لِنحصل على هذا يَجب الإعتراف، لا يمكننا القيام بِواحد دون الآخر، لا نستطيع أن نسرع إلى المناولة دون الإعتراف، كثيرون يفعلون ذلك. يسألُنا الرَّبُّ أنْ نعترفَ باستمرار أقلَّه مرَّة في الشهر. هناك أشخاص يقولون أنا لَم أَفعل شيئًا، لَم أسرق أبدًا، لَم أَقتل؛ مُجرَّد أَنْ نعتقدَ أنَّنا كاملون نكون في الغرور، لا يوجد أحدٌ كاملاً، نحن نُخطِئ باستمرار، نحن مغمورين بالخطيئة، مثل الغبار في الشّارع، أستحمُّ عند الصَّباح، أكون نظيفةً، وما إن أخرج، عند نِهاية النَّهار أكون مُمتلئً غبار دون أنْ أراها. الخطيئة نَفْس الشَّيء، نحن نخطئ كثيرًا، يَجِب أَنْ نعترف ونتناول الأفخارستيَّا باحترام.

³        مع الوقت القليل المتبقِّي لنا، كيف تُحبِّين أَنْ تختمي هذا الحديث؟

¨        كيف نستطيع أَنْ نُلخِّص ١٥ سنة من الرَّسائل في نصف ساعة، رسائل تتكلَّم عن مواضيع كثيرة سأعطي لَمحَة عن المجموعة: هناك رسائل تتكلَّم:

 عن الإفخارستيا. عن العذراء مريم: من هي وكيف يسوع يحبُّها وكيف هي أمّنا الَّتي يَجب أنْ نُحبَّها أيضًا. عن العلاقة الحميمة، كيف نكون حميمين مع يسوع، مع الآب ومع الرّوح القدس لأنَّ هناك أشخاص يعتقدون أنَّ الرّوحَ القُدُس هو مُجرَّد حَمامَة، ليس حمامة، إنَّه الشخص الألهي الثالث، إنَّه الأقنوم الثالث. هناك رسائل كثيرة وخطرة حول الوحدة، ليس فقط وحدة العائلة، بل كذلك وحدة الكنيسة. يسوع يريدُ كنيسة واحدة لقدْ تركَنا كنيسةً واحدةً ويريدُ أنْ يوحِّدَ الكنيسة لَكنَّه يتكلَّم عَن وحدة القلب، ثم عن توحيد عيد الفصح. عن الرَّجاء، عن فيض الرّوح القدس، سيفيض الرّوح القدس علينا نعمه، إنه يتكلَّم عن عنصرة ثانية ستأتي، لكنَّها قدْ أتَت لأنَّ هناك أشخاص بدأوا يستيقظون روحيًّا بالرّوح القدس، وكأنَّها عنصرة فرديَّة تحصل لكثيرين، حيث لا ننتظر، شخص بعيد عن الله فجأة يرتدّ، كيف؟ من خلال الرّوح القدس؛ هناك رسائل عن الجحود الَّذي يَجرح المسيح ويقول أنَّ جَسدَه مُمتلئٌ بالشَّوكِ بِسَبَبِ هذا، ونحن نَصلبُه كلّ يوم بِهذا الجحود الَّذي تنبَّأَ به بُولُس في رسالتِه إلى أَهلِ تسالونيقي. علامات نِهاية الأزمِنَة الَّتِي ذَكرتَها، هي الجحود والتمرّد وهما المسيح الدَّجال. وهناك أيضًا رسائل حوَل قَلْبَيْ يَسوع ومريم اللَذَين سَينتَصران في النِّهاية. إنَّه نداءٌ إلى الصَّلاة، وأَستطيعُ أَنْ أَقولَ صلاةً بلا انقطاع، إن استَطَعْتُم أنْ تدخلوا في هذا السِّرّ، أقصد الدُّخول في الله للحصول على هذه الصَّلاة المستمرَّة، وهي مِن دون كلمات، فَقط القَلب العَطشان إلى الله، ولَكِن هناك أيضًا الصَّلوات. وكذلك نداءٌ إلى التَّكفير، وأَلْمُصالَحَة، والتَّوبة، لأنَّنا عندما نتوبُ نَحصلُ على ثَمرَة التَّوبَة وهي الْحُبّ، بعدَ الْحُبّ تأتِي ثَمرة الوحدَة، ثم تأتي تلقائيًّا المصالحة، لَكِن يَجِب أنْ نَسْتَسلِم، أَنْ نريدَ أَنْ نعطي ذاتنا إلى الله، لا أستطيع أنْ أَقولَ كُنتُ أَوَدّ أنْ أَكونَ أَقرَب من يسوع، كنتُ أَودُّ أَنْ أحبَّ الله أكثر، كنتُ أَودُّ أنْ أعرفَ كيف يُريدُنِي الله أَنْ أُصَلِّي؛ يَجب أنْ نكون صادقين مع الله لأنَّ الله لا يَمزَح، لا نَستطيع أنْ نَخدَع الله، يَجب أنْ نكون صادقين مع الله ونَستَسلم لَه كلِّيًا. نحن اليَوم على الأرض ولَكِنْ غدًا أينَ سَنَكون: في الجنَّة، في المطهر، أم في جهنَّم!!! ألقرار يعودُ لكم. ألله يريدُ أَنْ يُدخِلَ الجميع إلى الجنَّة. هذا ليس تَهديدًا بَل تَحذيرًا من الله.

³        إذً لِنختُمَ أيَّة رسالة تُوجِّهين إلى مسيحيِّي لبنان والعَرب الَّذين يعيشونَ في مُحيطٍ يعيشُ فيه إخواننا اليَهود والمسلمين، أَحبَّاء الله، وحيثُ نحن مسؤولين  بِحدٍّ كبير، أوّلاً أنْ نحبَّهم بعمقٍ لأنَّهم أبناء وبنات الله، وأيضًا وخاصَّة نحن مسؤولين أنْ نشهدَ لِيَسوع المسيح أمامهم، فما هي الرِّسالة الَّتي توجِّهينها؟

¨        شَهادتكم تكون في طريقةِ عَيشكم، وفي كيانِكم. هل تريدون حقًّا أَنْ تشهدوا للمسيح، إِذًا إقتدوا بالمسيح؛ وما قالَه في الإنجيل يقولُه في رسالةِ "الحياة الحقيقيَّة في الله"، يَجب أنْ نكونَ صالِحين، يقولُ يسوع في رسالةِ "الحياة الحقيقية في الله" إِدفَعوا الشَّرَّ بالخير إشتروا الشَّرَّ بالحُبِّ وهذا ما يَجب فعله، يَجب ألاّ نقوله ونريد فعله وألاّ نفعله يَجب أن نبدأَ بالعمل. ولفعل ذلك يجب الإستسلام إلى الله والله يرفعنا؛ فإن أَفرَغنا ذاتنا كلِّيًّا يَخترقُنا الرّوحُ القُدُس ويقودُنا، وحينها، أَعمالنا لا تعُد أَعمالنا بل أعمال بِحسب مشيئة الرّبّ، كلماتنا لا تعد كلماتنا بل كلمات المسيح، أفكارنا تصبحُ أفكارَ المسيح، ولِنتوصَّل إلى ذلك يَجِب أَنْ يَجِدَ الله مسافةً فينا، فنستطيع عندئذٍ أَنْ نَعملَ مشيئة الله، وفقط بِهذه المشيئة الَّتِي فينا نَستطيعُ أنْ نعملَ السَّلامَ، مع اليهود ومع المسلمين ومع الجميع، وأَنْ نُحبَّهم حقيقةً، وحينها سنَنتَصرُ بالحُبّ وليس بالحقد.

³        إذًا نختم لقاءنا، أَوَّلاً مُسبِّحين الرَّبّ على جميعِ الكَلِمات الَّتِي يعطينا إِيَّاها والَّتِي أَعطانا إِيَّاها؛ نُسبِّحُ الرَّبَّ لأنَّ انتِصارَه هو انتِصار الإنسان، والإنسان لا يَستطيعُ أَنْ يُحقِّقَ أيّ انتِصار دونَ انتِصار الله، نُسبِّح الرَّبَّ على كلِّ كلمةٍ أَمينةٍ لِكلمات يسوع يُعلنها للإنسان اليوم، نسبِّح الرَّبّ على كلِّ الخيرات الَّتي يعطينا إيَّاها اليَوم، نحن ننظر إليه ونقولُ لَه مع يسوع، أبَّا، أَبي.

أُريدُ أَنْ أقولَ أيضًا لأختمَ إنْ كنَّا مدعوِّين إلى التَّواضع، إلى التَّلاشي، ما يُسمِّيه بولس la kénose، وذلك لأنَّ يسوع عاشَها قبلنا، أَلَم يَقُل يسوع كلَّ ما سأَفعَلُ لَنْ أَفعَل إلاّ ما قاله لي أبي وكلّ ما سأقولُ لَنْ أقولَ إلاّ ما طَلَبَ منِّي الله أَنْ أَقول.

حتَّى يسوع بذاته، ابن الله، والمساوٍ للآب في الجوهر، إِمَّحى وقَبِلَ إِرادةَ أَبيه حتَّى النِّهاية، لَم يَطلب منَّا شيئًا لَمْ يَعِشه بِنَفسِه، هذا الإنسان الإله والإله الإنسان.

لَنْ أَشكرَ السَّيدة فاسولا، لأنَّها لا تَسعى إلى أَنْ نشكرَها، ولَكِنْ أُريدُ أَنْ أَشكرَ الرَّبّ الَّذي مِن خِلالِها يعطِينا هذه الرِّسالة، أُريدُ أَنْ أَشكرَ الرَّبّ الَّذي، ربَّما لَمَسَ البَعض، أَو لَربَّما لَمَس قلوبًا كثيرة، شكرٌ كبيرٌ للرَّبّ، وأَتَمنَّى لَنا جميعًا دون استثناء أَنْ نَسعى لِعَيش الحياة الحقيقيَّة في الله.

في حديث على الـTélé Lumière

                                                                                   في  ٢٥ /تشرين الثاني/ ٢٠٠٠


عودة إلى الصَّفحة الأصليَّة